اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٣١ أب ٢٠٢٥
31 غشت، 2025
بغداد/المسلة: عاد التصريح القديم الجديد لخميس الخنجر إلى واجهة المشهد، كاشفاً عن عمق التوتر الكامن في بنية النظام السياسي العراقي، ومسلطاً الضوء على هشاشة التوازنات الطائفية التي لم تتجاوز بعد إرث ما بعد 2003.
وفتح استخدامه لمفردة 'الغوغائيين' الباب واسعاً أمام تأويلات تستعيد ذاكرة خطاب صدام حسين ضد الشيعة بعد الانتفاضة الشعبانية، ما جعل التصريح يتجاوز كونه رأياً سياسياً ليصبح جزءاً من معركة سرديات تتنازع حول من يمتلك الشرعية الأخلاقية في الدفاع عن 'المكوّن' ومن يملك الحق في تمثيله.
وظهر في كلام الخنجر خطاب مزدوج، بين تبرير شخصي يقوم على ترك 'الملذات والأعمال' لأجل نصرة 'أهل السنة'، وبين بناء سياسي يوظّف مفردات المظلومية لاستعادة مشهد النازحين والحقوق الضائعة، وهو خطاب يعيد إنتاج سردية استقطابية سبق أن أحرقت العراق في العقدين الماضيين.
وتقاطع هذا الكلام مع سؤال جوهري عن غياب المساءلة السياسية، حيث تُركت التصريحات تمرّ من دون ردود واضحة من قوى الدولة ولا من المرجعيات السياسية، وكأن هناك خشية من إعادة فتح جراح الماضي، أو ربما حسابات صامتة ترى في الخنجر رقماً لا يمكن شطبه في معادلة التوازنات البرلمانية.
وأعاد تداول هذه التصريحات النقاش حول حدود حرية التعبير في بلد لم يتعاف بعد من أثمان الطائفية، فبينما يصف أنصاره كلامه بأنه 'شجاعة في تسمية الأشياء بمسمياتها'، يرى خصومه أنها نغمة خطيرة تضعف أسس الدولة الوطنية، وتفتح الباب أمام 'تطييف' جديد للخطاب العام في مرحلة حساسة من عمر التجربة العراقية.
وعكست ردود الفعل على المنصات الاجتماعية حجم القلق الشعبي، حيث كتب ناشطون أن 'تكرار خطاب التسعينيات بوجوه جديدة هو الطريق الأقصر إلى خراب جديد'، فيما ذهب آخرون للتساؤل: 'لماذا يُحاسب صغار الموظفين على كلماتهم بينما تُترك قيادات كبرى لتعيد إنتاج خطاب الكراهية بلا مساءلة؟'.
About Post Author
moh moh
See author's posts