اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
1 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة: تمارس واشنطن حضورها في العراق عبر أدوات متشابكة، لا تقف عند حدود العسكر، بل تمتد إلى تشريعات البرلمان وبنية السيادة نفسها، وفق الرصد لسياساتها في السنوات الاخيرةذز
وتُوظّف ورقة الأمن كوسيلة ابتزاز ناعمة، بحيث يتحول الحديث عن الاستقرار الداخلي إلى مشهد معلق على قرار خارجي، فيما تظل النصوص القانونية ذات الطابع السيادي ميداناً إضافياً لفرض الوصاية.
ويستند السلوك الأمريكي إلى خطاب تحذيري متكرر من انهيار الأمن كلما طُرحت مسألة الانسحاب، في محاولة لإبقاء العراق في معادلة الفراغ التي تمنح واشنطن شرعية وجود غير مرغوب فيه.
وتبدو المفارقة أن هذه المعادلة تُبنى على مخاوف صُنعت في الأصل تحت أنظارها، لتصبح محاربة الإرهاب ذريعة لاختبار حدود السيادة العراقية.
و يحذر النائب السابق حسن فدعم، من استمرار التدخلات الأمريكية في الشؤون التشريعية، مبيناً أن الإدارة الأمريكية ليست معنية بالقوانين التي يُشرعها البرلمان العراقي، والتدخل في هذا المسار يُعد مساساً مباشراً بالسيادة.
وتكشف هذه السياسة عن نزعة لإعادة تعريف مفهوم الشراكة بين الدول، حيث يتراجع مبدأ الاحترام المتبادل لصالح مبدأ التدخل المباشر في تفاصيل التشريع والقرار السيادي.
ويضع ذلك العراق أمام معادلة دقيقة، فقبول الضغط الخارجي يعني الانزلاق إلى تبعية قانونية مقنّعة، فيما رفضه يفتح الباب أمام صدام مفتوح مع قوة لا تزال قادرة على خلط الأوراق.
وتتضح أبعاد الأزمة في أن التدخلات الخارجية تجد فراغاً داخلياً تستند إليه، إذ يعجز جزء من الطبقة السياسية عن إنتاج موقف صلب يحمي القرار الوطني، فيتحول الجدل حول التشريعات إلى ساحة صراع بالوكالة.
وفي هذه المساحة الرمادية، يصبح العراق هدفاً دائماً لتجاذبات المصالح الإقليمية والدولية، رغم أن التجربة الأمنية أثبتت قدرة العراقيين على مواجهة التحديات دون وصاية.
وتؤشر القراءة السياسية إلى أن مستقبل السيادة مرهون بقدرة الداخل على إغلاق منافذ التدخل، فالمعادلة ليست في حجم الضغوط الخارجية فحسب، بل في متانة الإرادة الوطنية. ومع بقاء واشنطن في موقع الممسك بورقتي الأمن والتشريع، يتواصل الاختبار الأصعب للدولة العراقية: إما أن تعيد صياغة استقلالها بقرار سيادي خالص، أو أن تظل عالقة بين معادلات الآخرين.
About Post Author
moh moh
See author's posts