اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
21 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة: يدخل قرار الخارجية الأميركية إدراج أربعة فصائل عراقية على قوائم الإرهاب مرحلة جديدة من الصراع بين واشنطن ومحور المقاومة، حيث يعكس هذا التحرك توجهاً مزدوجاً بين محاولة إعادة ضبط التوازنات الداخلية في العراق وإرسال رسالة ردع استراتيجية تتجاوز الحدود العراقية.
أبعاد سياسية معقدة
ويكشف القرار عن مسعى أميركي لإعادة صياغة قواعد اللعبة السياسية عبر الضغط على الحكومة العراقية لإعادة تقييم علاقتها مع هذه الفصائل، في وقت تتشابك فيه الاعتبارات المحلية بالاستحقاقات الإقليمية. وتبدو بغداد عالقة بين مسارين: إما التجاوب مع الضغوط الأميركية وتحمّل انعكاساته على الشارع والفصائل، أو تجاهل القرار بما قد يفاقم أزمتها مع واشنطن.
تداعيات أمنية متشابكة
ويضع هذا التصنيف الحكومة أمام تحديات أمنية حساسة، إذ تخشى الأطراف الدولية من أن يدفع الفصائل نحو العودة إلى المواجهة المباشرة مع القوات الأجنبية أو تبني أساليب أكثر تعقيداً في المواجهة غير التقليدية. ويتقاطع هذا مع ما أعلنته بعثة الناتو عن توسيع مهامها في العراق، الأمر الذي يُقرأ في نظر الفصائل كمسار موازٍ لإدامة النفوذ الغربي داخل المؤسسات الأمنية، وهو ما قد يثير موجات ارتياب جديدة.
مأزق السيادة والشرعية
ويضع القرار الأميركي ملف السيادة العراقية في صدارة النقاش السياسي، إذ يشير خصوم واشنطن إلى أن الخطوة تتجاوز حدود الضغط السياسي لتتحول إلى تدخل مباشر في هندسة المشهد الداخلي، بينما يرى آخرون أن ضبط هذه الفصائل يمثل اختباراً جدياً لقدرة الدولة العراقية على فرض احتكارها الشرعي للسلاح. وفي كلا الحالين، تبرز معادلة دقيقة بين الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتجنب الانزلاق إلى صراع مفتوح.
انعكاسات إقليمية أوسع
ويعيد القرار الأميركي خلط أوراق الصراع في الإقليم، خاصة في ظل تهديدات إسرائيلية غير مستبعدة بتنفيذ ضربات داخل العمق العراقي. كما أن التزام الفصائل بمبدأ استمرار السلاح يجعل من معادلة الانسحاب الأميركي التدريجي حتى 2026 رهينة لأي تصعيد مفاجئ، بما قد ينسف المسار التفاوضي القائم بين بغداد وواشنطن.
About Post Author
moh moh
See author's posts