اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
13 يوليو، 2025
بغداد/المسلة:
راشد حسين
بين صعود الأدوار وتبدل المحاور، تلوح كردستان العراق كورقة أميركية احتياطية تُخرَج عند الحاجة.. فواشنطن، التي تعتمد على الدوحة منذ عقود كمنصة عسكرية ودبلوماسية في الشرق الأوسط، باتت تنظر بعين مختلفة إلى أربيل، حيث الاستعداد السياسي واللوجستي يتنامى، ولو بصمت.
صحيح أن قطر ما زالت تحتضن قاعدة 'العديد' الأكبر أميركيا في المنطقة، وتلعب أدوارا تفاوضية معقدة في أفغانستان وفلسطين وإيران، إلا أن تحولات المشهد الإقليمي، من التوازنات الخليجية المتقلبة إلى التحديات في العراق وسوريا، تفتح المجال أمام دور كردي موازٍ، لا ينافس الدوحة مباشرة، لكنه يكملها في خاصرة إيران والشام.
الإقليم الكردي، بعلاقته الوثيقة مع البنتاغون و'السي آي إيه'، وبانفتاحه على الغرب، وبموقعه الحدودي الحرج، يقدم نفسه كمنطقة نفوذ مرنة، لا تثقلها الحسابات الإقليمية المعقدة كما هو حال بغداد.. وقد تطور الوجود الأميركي في أربيل من شراكة ضد داعش إلى تموضع استراتيجي دائم، يحاكي أدوار ما وراء الخليج.
لكن المسافة بين الطموح والبديل شاسعة.. فأربيل تفتقر إلى الشرعية الدولية التي تحوزها الدوحة، وتواجه ضغوطا جيوسياسية من طهران وأنقرة، فضلا عن خلافات داخلية تعرقل الأداء السياسي الموحد.. كما أن اقتصاد الإقليم، رغم ثروته النفطية، لا يمكنه لعب أدوار مالية أو إعلامية تضاهي ما تبنيه قطر منذ سنوات.
في المحصلة، لا تسعى واشنطن إلى 'استبدال' قطر، بل إلى توسيع رقعة نفوذها عبر منصات متعددة.. وكردستان العراق، بخصوصيتها الجغرافية والسياسية، قد تكون الأداة المناسبة لملء فراغات معينة، لا لتولي أدوار كاملة.
إنها ببساطة ورقة مساعدة في لحظة ارتباك استراتيجي، أكثر منها بديلا كاملا في حسابات القوة.
About Post Author
زين
See author's posts