واشنطن تربح مرتين من دعم صادرات كردستان: نفوذ وأسعار مستقرة

3 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: ارتبطت التحليلات الاقتصادية الأخيرة بمستقبل اتفاق النفط بين بغداد وأربيل بعدما كشف الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي عن خمس فوائد جوهرية تكمن في دعم واشنطن لهذا الاتفاق، في لحظة سياسية واقتصادية شديدة الحساسية، حيث تتقاطع مصالح الداخل العراقي مع حسابات الإقليم ومطامع القوى الدولية.

وأبرز المرسومي أن إغلاق خط أنابيب النفط عبر تركيا منذ آذار 2023 دفع الأطراف الكردية إلى نقل بعض الكميات عبر الشاحنات إلى إيران وتركيا في محاولة للبحث عن أسواق بديلة، لكن استئناف الصادرات عبر الخطوط الرسمية سيعيد التوازن للأسواق ويمنح بغداد وأربيل متنفسا ماليا، فيما ترى واشنطن أن ذلك يساعد في تعويض النقص المتوقع من النفط الإيراني الذي تعمل الإدارة الأميركية على تقليصه إلى الصفر ضمن سياسة الضغط الأقصى.

وتطرق الخبير إلى البعد الأمني الاقتصادي حين أوضح أن الدعم الأميركي يسهم في الحد من تهريب النفط العراقي إلى تركيا وإيران، وهو تهريب يلتهم من عائدات الدولة ويضخ أموالا في شبكات غير رسمية، ما يربك السوق المحلي ويضعف قدرة الحكومة على ضبط مواردها. ويمثل هذا الجانب نقطة حساسة إذ لطالما تحول النفط المهرب إلى ورقة تفاوضية غير معلنة بين الفصائل والمجتمع الدولي.

وأشار المرسومي إلى أن الفائدة الثالثة تكمن في فتح المجال أمام المصالح الاقتصادية للشركات الأميركية المستثمرة في كردستان، بما يضمن لها عقودا أكثر استقرارا وربحية. ويعني ذلك أن واشنطن لا تتعامل مع الاتفاق بصفته شأنا عراقيا داخليا فحسب، بل تعتبره فرصة لتوسيع نفوذها الاقتصادي في منطقة باتت ميدانا لتنافس استراتيجي مع الصين وروسيا في قطاع الطاقة.

وأكد أن الاتفاق يهيئ أرضية خصبة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية في العراق ككل، وليس في كردستان وحده، إذ أن رسائل الثقة التي يبعثها اتفاق من هذا النوع تخلق حالة من الاطمئنان لدى المستثمرين الدوليين. ويُتوقع أن ينعكس ذلك على مشاريع البنى التحتية وقطاع الخدمات الذي طالما عانى من تقلبات سياسية وأمنية.

وختم المرسومي بالإشارة إلى أن إحدى أبرز المكاسب الأميركية من دعم الاتفاق تكمن في المحافظة على أسعار النفط المنخفضة، وهو ما يساعد الإدارة الأميركية على ضبط مستويات التضخم في الداخل الأميركي. وتتعامل واشنطن مع هذا الملف باعتباره مسألة داخلية بقدر ما هو أداة جيوسياسية، حيث أن أي ارتفاع غير محسوب في أسعار النفط قد يشعل أزمة في أسواقها المحلية ويضع الإدارة تحت ضغط شعبي وسياسي هائل.

About Post Author

زين

See author's posts