×



klyoum.com
iraq
العراق  ١١ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
iraq
العراق  ١١ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار العراق

»سياسة» جريدة المدى»

النسوية العمومية.. وردم الهوة الثقافية

جريدة المدى
times

نشر بتاريخ:  الثلاثاء ٢٨ أيلول ٢٠٢١ - ٢٢:٥٦

النسوية العمومية.. وردم الهوة الثقافية

النسوية العمومية.. وردم الهوة الثقافية

اخبار العراق

موقع كل يوم -

جريدة المدى


نشر بتاريخ:  ٢٨ أيلول ٢٠٢١ 

 د. نادية هناوي

لعل أكثر الأسئلة فاعلية هي تلك التي تتعلق بالثقافة والمثقفين والدور الاجتماعي المنوط بهم، وتغدو هذه الأسئلة شائكة أكثر حينما نحددها بالثقافة النسوية والنساء المثقفات ومكانتهن في المجتمع والادوار التي يؤدينها أو المنتظر منهن تأديتها مما يتعلق بالتعلم والعمل والإبداع والفكر.

والثقافة وحدها يمكن لها أن تجعل سائر صور النسوية واضحة ومركزية من خلال تسليط الضوء النقدي عليها شعرا أو قصة أو رواية أو مسرحيات أو لوحات تشكيلية الى آخره من الفنون والاداب أو من خلال توجه الكتابة البحثية والنقدية نحو دراسة الظواهر النسوية وتحليلها وتشخيص مواطن الضعف والقوة فيها ووضع الحلول والمقترحات الكفيلة بالارتقاء بها.

وحينما توصف الثقافة بأنها نسوية فذلك يعني أنها مسخرة كأداة في سبيل تحقيق أهداف تصب في مصلحة المرأة وربما لا. أما حين نصف النسوية بأنها مثقفة فذلك يعني انها هي الهدف الذي ينبغي أن تسخر في سبيل تحقيقه مختلف الامكانيات وشتى الوسائل والادوات، وأن تكون لها الاولوية في خطط التنمية المجتمعية، وبخلاف تتحجم الفاعلية النسوية وتتضاءل. ونجد دلائل هذا التحجيم واضحة في صور كثيرة منها الاستراتيجية التي صيغت وصار يعمل بها على مستوى أممي تحت عنوان( تمكين المرأة) وكأن المرأة تحتاج العون المعنوي والمادي باعتبار أنها لوحدها محدودة العطاء ومتواضعة الامكانيات ولا قدرة لها على اعلاء كيانها الا بمساعدة الرجل الذي له وحده القدرة على جعل المرأة قادرة على إظهار أهمية دورها، دافعا عنها النسيان والمحو،وأنها وإن كانت واعية لذاتها فإنها غير قادرة لوحدها على النهوض بأمرها. وبهذا الشكل تمسك الذكورية بالعصا من الوسط فلا هي تترك المرأة تقود نفسها بنفسها ولا هي تعلن عن حقيقة رفضها لمساواة النسوية لها في الهيمنة والتحكم.

ونترك للقارئ أن يقيس على هذا الدليل دلائل أخرى تأتي في سياقهما وعلى غرارهما وهي كثيرة في حياتنا، وجميعها تنظر للمرأة من منظور محدود ومخصوص. كأن ينظر الرجل للمرأة بوصفها طرفا بينما ينظر لنفسه على أنه هو المحور وقد يتصور أن هذا الطرف هو بالعموم لا يعرف مصلحته ولا يدري ما قيمته وذلك لجهله ولا فاعليته. وبوجود هذه الدلائل في حياتنا واستمرار الاقتناع بها وعدم الاعتراض عليها، يغدو صعبا رسم صورة جديدة للنسوية في العراق يكون فيها للمرأة المثقفة حضور وفاعلية.

وتتأتى أهمية الدور الثقافي للنسوية من عوامل كثيرة منها: اولا/ ما تشكله هذه الفئة من نسبة لا بأس بها داخل مجتمعاتنا محليا وعربيا. وثانيا/ المستوى المتضائل للمرأة في صنع القرار الاستراتيجي داخل المنظومة الابوية. وثالثا/ الهامشية شبه الكلية التي تضرب على الحقوق الادبية والفنية للنسوية، فتغيب صورة المراة الابداعية بينما تسلط الاضواء وبشكل كلي على الحقوق الوضعية كالحضانة والرعاية والانتخاب لتكون صورة المراة المضطهدة هي الظاهرة على السطح.

إن هذه العوامل وغيرها تظهر أهمية التركيز على النسوية كثقافة والنظر الى النسوية على انها مثثقفة والغاية إعلاء الصورة العامة للمرأة التي فيها تتجلى حقيقتها وليس كما يعتقد الكثيرون من أن صورتها في الغالب ضعيفة ومتواضعة ومضطهدة.

فليست المرأة العراقية والعربية ضئيلة الوعي ولا هي بسيطة التعليم ولم تعد الامية طاغية بين النساء كما كانت قبل عقود فلقد نالت المرأة حقها في التعليم وصار لها أن تبدع أدبيا وثقافيا وفنيا، بيد أن تسويق هذا الإبداع والاهتمام به يظل مجالا ليس لها يد في الامساك به لانه ما زال واقعا تحت هيمنة المنظومة الابوية. وبالشكل الذي يدلل على ان المراة المثقفة ما زالت تعاني من قيود التحرك وتحجيم التفاعل اكثر بكثير مما تعانيه المراة بالعموم داخل مجتمعاتنا الذكورية. علما ان عطاء المرأة الثقافي قد يكون من الأهمية والفاعلية متقاربا أو متفوقا على العطاء الثقافي للرجل العامل ضمن النطاق نفسه.

وإذا تصورنا أن المرأة المنخرطة في مجالات المجتمع كافة ما عدا المجال الثقافي هي أشبه بكائن ذي جناح واحد ليس له ان يطير الا بما يوفره الرجل له من وصاية عليه، فان المرأة المبدعة ثقافيا هي أشبه بالكائن المقصوص الجناحين ومن ثم هي غير قادرة على التحليق.ولنا ان نحدس مقدار العبء الذي على النسوية المثقفة تحمله من اجل تحقيق تطلعاتها الثقافية وهي تستعين بالرجل مع أن عليها في الاصل أن تتساوى معه وتنافسه وتكون مثله في مركزيته وفاعليته وقد تبزه بقدراتها الذاتية. وهو ما تخشاه الذكورية كل الخشية بالطبع ، ولهذا تحرص على ابقاء النسوية تحت وصايتها كي تظل بعيدة عن اية اضواء قد تكشف كفاءاتها وابداعاتها فتسمح لها بالمرور والعبور.

من هنا طرحنا مفهومنا ( النسوية العمومية) وبه اردنا انصاف المرأة الفاعلة التي تعرف كيف توظف قدراتها الذاتية باتجاهات واقعية محققة اغراضا مجتمعية تشارك بها الرجل، متمكنة من ان تصنع من نفسها نموذجا انسانيا عاما تتطلع اليه مختلف الفئات النسوية. وعنذاك فقط تتجسد مفاهيم التشارك والتناغم والمساواة سلوكا وفكرا وبقيم انسانية حرة وحقيقية.

وكثير من الحركات النسوية العالمية ما كان لها ان تحقق مبتغياتها لولا إنها أعطت للنساء عمومية فكانت النساء مثقفات وأكاديميات وعاملات وموظفات وباحثات واثقات من قدراتهن على اجتياز الحاجز الفكري والثقافي تساويا مع الرجل ورفضا للكبت والقمع والوصاية إذ ما عادت المراة معزولة في دائرة التضييق الأسري مهمتها الانجاب والتربية والعناية بالشؤون البيتية وخدمة الزوج وبقية افراد الاسرة حسب.

ان النسوية العمومية مفهوم يقلب المعتاد من المعادلة التي تقول إن المرأة لا تناصر المرأة على الرجل بل إن المرأة ند للمرأة بالاساس الى معادلة جديدة تطرحها النسوية العمومية وهي أن المرأة نصيرة النسوية والنسوية نصيرة المرأة. ولكل امرأة خصوصية كما ان للنسوية عمومية. وبهذه المعادلة تتمكن النساء لا من تحقيق كثير من الامتيازات التي تصب في صالح المراة حسب بل قبل ذلك يحصلن على نتائج ما اشتملته ابحاثهن وكتاباتهن من مسائل العمل والعائلة والقوة والسلطة والرعاية والاندماج اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.

ومن الوسائل التي بها يمكن تطبيق مفهوم النسوية العمومية ما يتمثل بالمشاريع الثقافية ذات الطابع البحثي التي فيها تاخذ النسوية المثقفة دورها التوعوي في التعربف بالنسوية لا من المنظور الكلاسيكي الذي يرى المرأة مجزأة ومحدودة ما بين مسائل الحقوق والامتيازات وانما تتعداها الى مختلف المستويات وعلى الصعد كلها العربية والعالمية.

ولا يفسح لهذه المشاريع المجال للتطبيق بسهولة من دون معارضة أو بلا ارتياب ولعل اول المعارضين والمرتابين هو الذكورة المثقفة ولنا في ذلك تجربة تتمثل في اننا قدمنا مشروع انشاء مركز للدراسات النسوية بطابع بحثي مستقل ومتخصص وعرضناها على اتحاد الادباء والكتاب بوصفه الجهة التي تدرك مقدار الاضطهاد الذي يطال النسوية وما ينبغي للثقافة العراقية ان تمارسه من دور في رفع هذا الاضطهاد لكن المفارقة تكمن في ما تبين لنا بعد سلسلة من الوعود التي كانت بمثابة تسويف في انجاز امر ينفع المراة ومستقل عن الهيمنة الذكورية. وفي النهاية تم الالتفاف على المشروع ليبقى تحت الهيمنة الذكورية.

وإذا كان إتحاد الأدباء يظهر انحيازه الذكوري لمنظومته الأبوية فكيف إذن سنتصور دعم سائر القطاعات الأخرى لتطلعات المرأة المثقفة في النهوض وأن تكون لها اسهامات في التحول المجتمعي وهي مقيدة الجناح مفروض عليها الولاء ومحكوم عليها بالتهميش؟.

ومن الوسائل التي نذكرها أيضا أن يكون للنساء تاريخهن الخاص الذي يوثق مراحل التهميش والاقصاء التي مورست بحقهن فلم يذكر من النساء في التاريخ العام الا قليل اغلبهن بطلات وقائدات بينما تنوسي القسم الاعظم ليكون تاريخه ضائعا. وجدير بالذكر هنا ان كثيرا من المراكز البحثية المتخصصة في الجامعات العالمية تعمل على كتابة التاريخ النسوي متتبعا تاريخ النساء المشهورات كما لا ينسى تاريخ العموم النسوي غير المشهور.

ومن الوسائل ايضا الافادة من التجارب النسوية العالمية في تعزيز دور المرأة في مجتمعنا من خلال التعريف بهذه التجارب كحركات او شخصيات او نظريات او مدارس وبالشكل الذي به يقلل الفارق الفكري بين المراة والرجل مع التركيز على إبداعات المرأة الفنية والادبية القصصيةوالشعرية والتشكيلية والمسرحية.

وما من سبيل لردم هذه الهوة الثقافية في مجتمعاتنا الذكورية سوى بالتنازل الذكوري عن الهيمنة والسماح للمرأة بالمشاركة بوعيها وقدراتها ومواهبها والتحاور معها عقلا غير ناقص وكيانا فاعلا ذا خبرات ووجهات نظر وليس معتلا أو مهمشا، إخراجا له من عالم التهميش والصمت والحرمان إلى عالم رحب لا يحتكر مجالاته الرجال وحدهم.

وبذلك نردم الاختلافات بين الجنسين ومعها تلك المناطق الرمادية في النظرية النسوية بازالة الاشكاليات المعرفية، فالنساء لسن أقلية بل هن الاكثر من المجموع السكاني في اي مجتمع ومن ثم لهن الاولوية في أي تحول أو تغيير. ومن غير المقبول اجتماعيا ولا المعقول ثقافيًا ان تستبعد المراة من الاستراتيجيات والبرامج التي لا مجال لتحقيقها من دونها بحجة ان النساء نصف متعلمات وضعيفات الطاقات ـ كما يرى العمومي الرجالي لاسيما الشرق اوسطي ـ وأن غالبية النساء ريفيات أميات يعشن بعيدات عن مبتكرات العصر ولا يملكن الوعي الثقافي ويتعذر عليهن الوصول والتواصل بسبب بساطة تجاربهن وضحالة خبراتهن.

وما الصمت على هذا الحال والقبول بثانوية الدور النسوي في ما ترسمه المنظومة الأبوية من استراتيجيات وما تضعه من قوانين سوى استكانة واستسلام لا ينبغي قبولهما ومن واجب النسوة المثقفات فضح ما يُخفى من مآرب وراءها قد تستهدف الفكر النسوي بالخصوص والنسوية بالعموم.

ويمكن للنظريات النسوية أن تعمل على رفض هذا الصمت وإعلاء صوت المرأة وتوكيد نسويتها العمومية كنظرية نريد بها أن تتحدث المرأة بلسانها ويكون لها صوتها الذي به تصل إلى أهدافها من دون وصاية ذكورية تفرض على النساء أن يكن ذكوريات لتنطبق عليهن مقولة المفكرة العالمية سيمون دي بوفوار إن ( المرأة لا تُولد امرأة، بل المجتمع يجعلها كذلك).

أخر اخبار العراق:

بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق "مستقل" و"فوري" في غزة

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1653 days old | 932,983 Iraq News Articles | 2,839 Articles in May 2024 | 9 Articles Today | from 32 News Sources ~~ last update: 25 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



النسوية العمومية.. وردم الهوة الثقافية - iq
النسوية العمومية.. وردم الهوة الثقافية

منذ ثانية


اخبار العراق

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل