بعد عامين على القمع الدامي لاحتجاجات إيران.. عائلات مكلومة "تريد العدالة"

رغم مرور عامين على الاحتجاجات الإيرانية وما تبعها من قمع تسبب في عشرات الوفيات بين صفوف المحتجين، ما يزال أهالي القتلى بانتظار تحقيق العدالة.

ووفق تقرير نشرته شبكة راديو 'فاردا' فإن أهالي القتلى لا يزالون بانتظار تحقيق العدالة، بعد وفاة نحو 324 شخصا من المتظاهرين بينهم عدد من الأطفال، فيما تعتقد منظمة العفو الدولية أن العدد الحقيقي للقتلى أعلى من ذلك.

بيجمان غوليبور (18 عاما) كان قد قتل برصاصة أصابته خلال تظاهرات طهران في نوفمبر 2019، حيث احتدمت الاحتجاجات ضد ارتفاع مفاجئ في أسعار المحروقات، والتي انتقلت لتصبح احتجاجات سياسية ضد النظام في طهران وقادته.

محبوبة رمزاني، والدة بيجمان، والتي لا تزال تحتفظ بقميص ابنها الملطخ بالدماء، أدلت بشهادتها عبر الإنترنت مؤخرا خلال محكمة في لندن تستمع إلى الشهود في قضية قمع احتجاجات 2019.

وقالت رمزاني 'نريد العدالة.. اسمعوا صرخاتنا'، وأضافت 'أخبرونا من قتل أطفالنا.. لقد فقدنا أحباءنا في وطننا'.

وأشارت في مقابلة مع راديو فاردا إلى أنها 'تمنت أن تكون ميتة مرات عديدة حتى تكون مع بيجمان، لكنها قررت أن تكون قوية لتصرخ بأعلى صوتها خلال سعيها لتحقيق العدالة'، مؤكدة أنها 'ما دامت تتنفس فلن تنسى مقتل ابنها'.

ودعت رامزاني وأمهات أخريات حزينات على مقتل أبنائهن للتحدث علانية ضد الظلم وعدم التخلي عن المطالبة بإحقاق العدالة.

ناهد شيربيشة، قتل ابنها بويا بختياري (27 عاما) كشفت خلال حديثها مع محكمة لندن مؤخرا، أن 'السلطات تضغط على أسرتها لمنعهم من الحديث علانية'.

وأضافت 'لقد تعرضنا للتهديد والاعتقال، حيث يقبع زوجها حاليا خلف القضبان  بعد إدانته بالسجن 3.5 سنوات، بتهمة القيام بأعمال ضد الأمن القومي'.

وتقول منظمة العفو الدولية إن استخدام قوات الأمن الإيرانية للقوة المميتة أثناء حملة القمع يعتبر 'غير قانوني' وهو ما تم استخدامه في جميع الاحتجاجات التي نظمت في الفترة ما بين 15 إلى 19 نوفمبر من 2019.

وأشارت المنظمة إلى أنه لم يكن هناك أي دليل على حيازة أي أشخاص من بين المحتجين لأسلحة نارية أو أنهم شكلوا تهديدا وشيكا على الحياة من شأنه يبرر استخدام القوة المميتة.

ولم تحاسب السلطات الإيرانية أي شخص على أعمال القتل التي حدثت، فيما قدر نائب إيراني عدد القتلى في الاحتجاجات بـ 230 قتيلا، فيما تزعم السلطات بأن أكثر من 350 بنكا و140 مؤسسة حكومية أضرمت فيها النيران خلال أعمال العنف.