اخبار العراق
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٢٠ أيار ٢٠٢٥
أحاط الغموض لسنوات طويلة جوانب من حادثة قصف طائرة حربية عراقية فرقاطة أمريكية في الخليج في 17 مايو 1987، ما أدى إلى تدمير قسم منها ومقتل 37 بحارا وإصابة 21 آخرين.
أغلب المعلومات تذكر أن العملية نفذتها طائرة عراقية من طراز ميراج 'إف -1 كيو إي' خلال الحرب العراقية الإيرانية في فترة حرب ناقلات النفط، باستخدام صاروخين فرنسيين مضادين للسفن من طراز 'إكزوسيت'، وأن طائرة إنذار مبكر سعودية من طراز 'أواكس' رصدت اقترابها وأبلغت الفرقاطة الأمريكية بتحركاتها.
الطائرة العراقية المهاجمة حلقت على ارتفاع منخفض وأطلقت الصاروخ الأول من مسافة 35 كيلو مترا، ثم أطلقت بعد ذلك صاروخا ثانيا من مسافة 24 كيلو مترا.
صاروخ 'إكزوسيت' الأول أصاب جانب الفرقاطة 'سترك' وعلق داخل الهيكل ولم ينفجر، وأصاب الصاروخ الثاني السفينة الأمريكية في نفس المكان تقريبا، وانفجر قرب مقصورة لكبار الضباط وقتل على الفور 35 شخصا من أفراد الطاقم، واندلع حريق بالسفينة.
بعد ساعة من الهجوم، وصلت إلى مكان الحادث المدمرتان الأمريكيتان 'واديل' و'كونينغهام'، وقامتا بإخلاء الجرحى وتقديم الإسعافات إليهم، ثم جرتا الفرقاطة الأمريكية المعطوبة إلى ميناء المنامة.
القصة الشائعة ركزت على أن الفرقاطة الأمريكية تعرضت للقصف بصاروخ فرنسي مضاد لسفن مرتين، وأن الطائرة الوحيدة في سلاح الجو العراقي وقتها القادرة على ذلك هي الميراج 'إف – 1'، إلا أن شكوكا دارت حول هذا الأمر لأن الفرقاطة كانت رصدت إشارات ردار 'سيرانوفي' الذي في العادة يركب على مقاتلات تحمل صاروخا واحدا فقط من طراز 'إكزوسيت'، ما دفع إلى الاعتقاد بأن طائرة ثانية شاركت في الهجوم.
تبين لاحقا من مصادر عراقية أن الطائرة التي نفذت الهجوم من طراز 'فالكون 50'، وهي طائرة فرنسية الصنع خاصة برجال الأعمال تم تحويلها إلى طائرة حربية قادرة على حمل صاروخين مضادين للسفن طراز 'إكزوسيت'.
الطائرة المعدلة أطلق عليها رسميا اسم 'اليرموك'، فيما أطلق عليها الطيارون اسم 'سوزانا'.
مصير الطيار العراقي الذي نفذ الهجوم:
الرواية الرسمية العراقية ذكرت أن الطيار أخطأ واعتقد أنها ناقلة نفط إيرانية نظرا لأنها كانت تبحر قرب منطقة الحظر التي فرضها العراق.
الطيار العراقي الذي نفذ المهمة هو المقدم طارق عبد اللطيف السعدون، وهو صاحب خبرة طويلة في قيادة طائرات 'ميغ – 23'، إلا أنه تدرب لاحقا على قيادة طائرة 'فالكون 50' المعدلة.
مسؤولون أمريكيون وقتها صرحوا بأن قائد الطائرة الحربية العراقية لم يتصرف بأوامر من حكومته، وزعموا أنه أعدم، فيما نُقل عن ضابط في سلاح الجو العراقي نفيه لهذا الأمر.
علاوة على ذلك، قيل إن العراق رفض طلبا أمريكيا لمقابلة هذا الطيار وسماع روايته عن الحادثة. في نفس الوقت اعتذرت بغداد وقتها عن الحادث، ودفعت تعويضات إجمالية بقيمة 400 مليون دولار.
في أوقات لاحقة، ذكرت مصادر عراقية أن المقدم طيار طارق عبد اللطيف السعدون اغتيل من قبل مجهولين أطلقوا عليه 7 رصاصات أثناء توجهه من قاعدته الجوية إلى بيته. حدث ذلك في 3 يونيو 1987، أي بعد الهجوم على ستارك بسبعة عشر يوما.
غلين بريندل، قائد الفرقاطة الأمريكية 'ستارك'، اتهم بتجاهل التحذيرات، وعدم تشغيل نظام المدفعية المضادة للطائرات 'فولكان فالانكس' في الوقت المناسب، وعدم اتخاذ إجراءات لإسقاط الصاروخين اللذين أطلقا على السفينة. لجنة تحقيق خاصة اوصت بمحاكمة قائد القطعة البحرية الأمريكية، لكن تم الاكتفاء بتنحيته عن القيادة وتوبيخه كتابيا، وانتهى عمله في البحرية الأمريكية بتقاعده في عام 1990.
الأمريكيون في ذاك الحين تقبلوا الاعتذار العراقي، وألقوا بالمسؤولية عن الحادث على إيران. الرئيس الأمريكي وقتها رونالد ريغان صرّح متحدثا عن الجيش العراقي بقوله: 'نحن لم نعتبرهم أعداء على الإطلاق والشرير في هذه القصة هو إيران'.
المصدر: RT