اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
17 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: تمضي الانتخابات البرلمانية العراقية نحو محطتها الجديدة، ويبدو حضور النساء هذا العام أكثر عددًا، لكنه لا يزال محاطًا بكثير من الأسئلة حول جوهره وأثره. فـ2225 مرشحة يخضن سباق 2025 وسط خارطة سياسية لا تزال مرهونة بمنطق الهيمنة الذكورية، وحملات انتخابية تفتقر للعمق، وشعارات تلمع على السطح ولا تصمد أمام اختبارات التمثيل النوعي.
وتقف النساء على مشارف معركة غير متكافئة، وفق ما تؤكده المرشحة عواطف رشيد التي قالت إن المرأة 'ما زالت محرومة من صوت حقيقي في البرلمان'، مشيرة إلى أن الكوتا التي يُفترض أنها ضمانة تمثيلية، تحوّلت إلى قيدٍ رمزي يُستخدم لسدّ الفراغ وليس لصناعة الأثر. ورغم أنها تخوض تجربتها الانتخابية الثانية، لا تنفي رشيد أن أغلب الأحزاب تضع المرأة في زاوية هامشية، مؤكدةً أن 'الذكورية السياسية لا تؤمن بعقل المرأة ولا بكفاءتها'.
وتجد رشيد في ضعف الحملات الانتخابية انعكاسًا لمشكلة أعمق، حيث لا تملك الكثير من المرشحات أدوات الحضور السياسي المؤثر، لا من حيث البرامج ولا من حيث الدعم. وتقول: 'ما زلنا نُعامل كصور، وليس كأصوات'.
ويوافق هذا التوصيف ما أشار إليه عدد من المتابعين والناشطات، حيث كتبت الصحفية فرح العامري عبر منصة 'X': 'المرأة في السياسة العراقية تُعامل كإعلان تجاري، لا كمشروع وطني. حضورها موسمي، وغالبًا بلا مضمون.'
وبينما ترى رشيد أن التغيير الحقيقي يبدأ من إعادة تعريف أدوار النائب، بعيدًا عن جنسه، تؤكد المرشحة طاهرة داخل طاهر أن لحظة التحول السياسي الراهن تتطلب شراكة نسوية حقيقية. وتضيف لـ'المدى': 'العراق مقبل على خريطة سياسية جديدة، ولا يمكن أن تُصاغ دون مشاركة المرأة'.
وإنْ اختلفت طاهر عن رشيد في تقييمها لموقف الأحزاب، فهي تتفق معها في تشخيص الخلل البنيوي داخل المؤسسة السياسية، حيث ما زالت الصورة النمطية للمرأة تعيق حضورها، ليس فقط بسبب القيود الذكورية، بل بسبب غياب إيمان المرشحة ذاتها بدورها الجوهري.
وتنعكس هذه الإشكاليات على نمط الحملات النسوية التي وُصفت من قبل الباحثة آيات علي بأنها 'ضعيفة، ومبنية على رموز استهلاكية'. وتقول لـ'المدى': 'رأينا مرشحات يستخدمن العباءة كوسيلة دعائية، لا لإقناع الناخب، بل لتكريس صورة نمطية تُعيد المرأة خطوات إلى الوراء'.
ولا تقتصر المشكلة، وفق آيات، على الأحزاب، بل تمتد إلى المجتمع الذي ما زال يرى في مشاركة المرأة ترفًا سياسيًا. 'الكوتا تحوّلت إلى حيلة حزبية، تُستخدم للتفاخر لا للتمكين. والنتيجة: مرشحات بلا دعم، وحملات بلا مضمون، وقضايا مؤجلة تنتظر مَن يتبناها بصدق'.
وتحت هذا الواقع المتشابك، يغيب الحس السياسي عن كثير من الحملات، ويتراجع الصوت النسوي إلى مرتبة رمزية، فيما تُلقى على كاهل الناخبات مسؤولية إعادة صياغة المعادلة.
ويغرد الباحث كرار العيساوي قائلًا: 'المرأة العراقية لا تحتاج إلى مقاعد بقرار حزبي، بل إلى مشروع سياسي يعيد الاعتبار لعقلها وقدرتها.. الكوتا وحدها لا تكفي!'
About Post Author
Admin
See author's posts