اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
1 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة ظهرت ملامح أزمة جديدة في سوق الطاقة العراقي بعد أن رفضت الولايات المتحدة السماح بتوريد الغاز التركمانستاني إلى العراق، في خطوة تعكس حجم التشابك بين احتياجات بغداد الملحة من الطاقة وبين العقوبات المفروضة على إيران، إذ بدا الموقف الأمريكي مشروطًا بحسابات سياسية تتجاوز الأبعاد الاقتصادية.
واحتوى الاتفاق المبرم بين العراق وتركمانستان على بنود دقيقة، أبرزها أن العقد لم يدخل حيز التنفيذ بعد، مع استمرار المفاوضات بشأن الشركة الوسيطة التي ستتولى ضمان وصول الغاز إلى العراق دون انقطاع، فضلاً عن ترتيبات مالية عبر المصرف العراقي للتجارة لضمان انسيابية التمويل.
وأقر الاتفاق بتوريد عشرة ملايين متر مكعب شتاءً وعشرين مليونًا صيفًا، على أن ترتفع الكميات تدريجيًا لتغطية نحو نصف واردات الغاز الإيراني، في خطوة كانت ستشكل تحوّلًا استراتيجيًا في موازين الاعتماد الطاقوي.
ووُضعت آلية مقايضة معقدة، إذ سيدفع العراق ثمن الغاز لتركمانستان، لكنه لن يستلمه مباشرة، بل سيُضخ الغاز إلى شمال إيران مقابل تزويد الأخيرة بغداد بكميات مماثلة من غازها المحلي، في ما وصفه خبراء بأنه التفاف فني على مسار العقوبات الدولية.
وتم الاتفاق على اختيار شركة وسيطة لاحقًا تكون مسؤولة عن عمليات النقل وضمان التعويض في حال انقطاع الإمدادات، سواء عبر آليات مالية أو بوقود من مصدر بديل، وهو بند يوضح حجم المخاوف من احتمالية تعثر الإمدادات.
وارتبطت الصفقة أيضًا باتفاق موازٍ مع طهران، يقضي بتزويد إيران بحوالي 23% من الغاز التركمانستاني المار عبر أراضيها، على أن يتحمل العراق كلفته، مع إشارة بغداد إلى استعدادها للسماح لطرف ثالث دولي بالإشراف على الامتثال لقواعد العقوبات الأمريكية ومكافحة غسل الأموال، في محاولة لطمأنة واشنطن.
وأوضح الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي أن المضي قدمًا في هذا الاتفاق دون موافقة أمريكية سيعرض البنوك والمؤسسات المالية العراقية لخطر العقوبات، مبينًا أن الصفقة ستُعتبر من منظور واشنطن مدخلًا لتوفير دعم مالي لإيران، ما يعزز من قدراتها الاقتصادية والمالية ويتعارض مع استراتيجية الضغط الأقصى التي تتبناها الإدارة الأمريكية.
وانعكست هذه التطورات في سجال واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث غرد ناشطون بأن 'بغداد تبدو رهينة لمعادلات إقليمية ودولية لا تملك حرية المناورة فيها'، فيما كتب آخرون أن 'الولايات المتحدة لا تبحث عن استقرار كهرباء العراق، بل عن استمرار خنق إيران'. —
About Post Author
زين
See author's posts