تباين آراء مسؤولي الكرة في تأجيل موعد خليجي البصرة

 شامل كامل: المخاطرة والشّكّ وراء القرار ومواقع البطولة لم تنجز 100‍%

 أحمد عباس: تصريحات الشيباني (كمرة وربيع) ونطالب بمفتشيّة محايدة!

 نعيم صدام: الإرجاء من مصلحتنا.. وحزيران 2022 يكشف مصداقيّتهم!

بغداد / إياد الصالحي

تباينت آراء مسؤولي الكرة العراقية إزاء قرار الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي أمس الإثنين بتأجيل بطولة خليجي البصرة 25 إلى كانون الثاني 2023، بين مؤيّدٍ للقرار على اساس منح العراق فرصة جديدة ليستكمل منشآت البطولة بصورة مثالية، وبين رافضٍ للقرار ومطالبٍ بتقديم طعنٍ ضد تقرير المفتشية الخليجية واستبدالها بأخرى محايدة تحسم قناعتها من دون مراجعة.

(المدى) استطلعت آراء من يعنيهم ملف بطولة خليجي البصرة، ولديهم تجارب سابقة عايشوا خلالها فرق التفتيش الخليجية، وعرفوا خبايا التنظيم، وماذا تتطلّبه المواقف حيال الأشهر القادمة قبيل إعلان القرار النهائي في الثلاثين من حزيران عام 2022.

قرار صائب

عضو المكتب التنفيذي لاتحاد كاس الخليج العربي لكرة القدم د.ِشامل كامل، أكد أن إرجاء موعد بطولة كاس الخليج 25 الى كانون الثاني عام 2023 هو قرار صائب ينسجم مع الاستعدادات غير المُطمئِنة لتنظيم البطولة في البصرة بموعدٍ قريب جداً الرابع والعشرين من كانون الأول 2021، كون أغلب مواقع البطولة لم تصل الى نسبة إنجاز 100‍%.

وكشف كامل:إن المشكلة الكبيرة تكمن في عدم جاهزية ملعب الميناء الذي قدّرت نسبة انجازه بـ 70‍% بينما ثبّتت اللجنة التفتيشية أنها لم تتجاوز 67‍% وهي نسبة غير مشجّعة على التعهّد بإكماله في فترة لاحقة، بالرغم من وجود ملعب الفيحاء كبديل صالح للعب فيه'.

وبيّن 'أن تأجيل البطولة جاء لمصلحة العراق كي ينهي استعداداته من دون نقص، وهي مدّة كافية للإعلان عن ذلك في الثلاثين من حزيران عام 2022، مع العلم هناك دولة بديلة للعراق في حال خلص تقييم لجنة التفتيش بأنه غير جاهز لتضييف الفرق تحت شتّى الظروف'.

وأوضح:أن تقرير المفتشية الخليجية كان واقعياً، ولديّ نسخة منه دوّنتُ فيه ملاحظات المهندسين المُكلّفين بالمعاينة الميدانية وفحص المنشآت، وهم يتمتّعون بكفاءة عالية في العمل، وليست المرّة الأولى التي يتفقدون فيها البصرة.

وكشف عن 'وجود مشكلة أخرى في عملية تجهيز الفندق الكبير لكي يفتح أبوابه أمام ضيوفه بشكل طبيعي فإنها تستغرق وقتاً طويلاً يتجاوز موعد أفتتاح البطولة في كانون الأول المقبل، فضلاً عن أجندة الاتحادين الآسيوي والدولي ومعاناة منتخبات الدول الخليجية من عدم قدرتها على الإيفاء بالتزام المشاركة في بطولة البصرة، أدّى الى دفع موعدها لعام آخر.

وشدّد كامل على 'أن المكتب التنفيذي لاتحاد كأس الخليج العربي ثبّت نقطة المخاطرة في ملف البصرة، وساوره الشك في إنجاز ما طلب من العراق في الوقت المحدّد، فذهب باتجاه السلامة أي تأجيل البطولة، وقد أيّد وزير الرياضة ورئيس اتحاد الكرة عدنان درجال القرار مع بقية الاعضاء'.

أمر متوقع

من جهته أكد أحمد عباس، أحد أقدم العاملين في منظومة الكرة الخليجية بصفة أمين السرّ الأسبق للاتحاد العراقي للعبة، أن إعلان الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي، عن تأجيل موعد إقامة البطولة الخامسة والعشرين في البصرة مطلع عام 2023 أمر متوقع وليس مفاجئاً بعد تكرار زيارة المفتشية الخليجية للبصرة أكثر من مرّة في الأشهر الماضية تمهيداً لاصدار هذا القرار.

وأضاف:'بُعيد كل زيارة لرئيس اللجنة التفتيشية الخليجية د.حميد الشيباني، يخرج وزير الرياضة الكابتن عدنان درجال وبعض مسؤولي اتحاد الكرة، وممثلنا في المكتب التنفيذي لاتحاد كأس الخليج العربي بتصريحات تفاؤلية عن انجاز ما مطلوب، وإن الأجواء المُحيطة بالبطولة (كمرة وربيع) عطفاً على تصريحات الشيباني لوسائل الإعلام العراقية، وإذا بقرار الإرجاء يفضح عكس ذلك'.

وأشار عباس الى:أن ما تعرّض له العراق أحد الركائز المهمّة في القاعدة المنظّمة لكأس الخليج العربي منذ مشاركته الأولى فيها عام 1976 في الدوحة، يُعد سابقة لم تشهدها أية دولة خليجية أخرى، من ناحية أناطته ملف تنظيم البطولة ثم تسحب منه، وتعاد له وبعدها تنقل الى دولة ثانية، ومنذ عام 2019 أقرّ اسناد إقامتها له وحتى اللحظة يوجد شك في القرار، وتواصل اللجنة التفتيشية تفقد منشآت البصرة ولم تكتب تقرير الثقة بعد!

وتساءل عباس:'النقاط التي تثيرها لجنة التفتيش حول ملف البصرة، المدينة العظيمة بتاريخها وكفاءة رجالها في العلوم والاداب والاقتصاد الذين لا تجود بمثلهم المدن الخليجية، هل طُلِبتْ من مدينة عدن اليمنية إبان تنظيمها كأس الخليج العشرين كانون الأول عام 2010؟ هم يعرفون أنها كانت تعاني حرباً ضروساً، والدبّابات تجوب شوارعها لحماية المواطنين والوفود المشاركة، وأرضية ملعبها (تارتان) ولا تمتلك الفنادق ولا الملاعب كالتي تتباهى بها البصرة، فلماذا كل هذه المعرقلات؟!

ولفت الى أن ملف البصرة فيه بعض النواقص لهذا الفندق أو ذاك الملعب، لكن لا ترتقي الى مستوى مؤثّر على إقامة البطولة، وكنت أتمنّى على رئيس اتحاد الكرة عدنان درجال أثناء حضوره الاجتماع الاستثنائي لرؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم أن يتقدّم بطعنٍ ضد قرار لجنة التفتيش ويُبرز دلائله كالصور والتقارير والبيانات عن ملف البصرة بأنها جاهزة للتنظيم، ولا صحّة لحجج لجنة التفتيش، ويطالب بتسمية لجنة محايدة تدقق في تقارير مفتشية الشيباني بدلاً من التهليل بمنح العراق ثمانية أشهر اضافية قبيل إعلان الجاهزية في الثلاثين من حزيران عام 2022، ولاحظوا كم موعد نهائي حدّدته المفتشية كحد أقصى لتثبيت حق البصرة من عدمه؟ عودوا الى بيانات اتحاد كأس الخليج العربي!

جهود وزارة الرياضة

فيما يرى نعيم صدام، النجم الدولي وعضو اتحاد كرة القدم الأسبق، أن وزارة الشباب والرياضة عملت بأقصى الجهود من أجل وضع ملف خليجي 25 على طاولة الجاهزية بالرغم من الظروف الصعبة التي واجهتها لتذليل عملية إنجاز ما مطلوب من قبل اللجنة التفتيشية الخليجية.

واضاف أن إرجاء موعد تنظيم البطولة 25 الى كانون الثاني عام 2023 يأتي في مصلحة العراق لتفادي أي نقص في المنشآت المعنية في البطولة سواء الملاعب أو الفنادق، لتكون مثالية من جميع الجوانب، ومُراعية للشروط المفروضة من اتحاد كأس الخليج لكرة القدم، بما في ذلك خصوصيتها التي خبرها العراق وقادر على تلبية متطلّباتها.

ولفت الى ان 'زحمة أجندة عامي 2021و2022 المتمثّلة ببطولة كأس العرب وتصفيات كأس العالم ودوري أبطال آسيا والدوريات المحلية للمنتخبات الثمانية كلها ضغطت سلبياً على البطولة وفرضت إبعاد موعدها الى أكثر من سنة ليتسنّى للبصرة الاستعداد الجيّد لها من دون إرباك.

وأكد صدام:إن تقرير المفتشية الخليجية حدّد نقاطاً مهمّة في ملخص زياراتها للبصرة لم يكن من السهل التغاضي عنها لو أقيمت البطولة في موعدها الافتراضي في الرابع والعشرين من كانون الأول 2021، ولهذا فإن دفعها الى ما بعد مونديال قطر سيوفّر وقتاً طويلاً لنقول لهم 'نحن جاهزون بأفضل ممّا تتوقعون' وهي فرصة أخيرة لاتحاد كأس الخليج العربي وجمعيته العامة سنعرف من خلالها مدى مصداقيتهم بطرح مبرّرات عدم منح العراق ضيافة البطولة منذ عام 2010 حتى الآن'.