×



klyoum.com
iraq
العراق  ٢٨ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
iraq
العراق  ٢٨ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار العراق

»ثقافة وفن» جريدة المدى»

تحولات الدلالة السمعية والبصرية في مسرحية لعنة بيضاء

جريدة المدى
times

نشر بتاريخ:  الأحد ٢٤ أذار ٢٠٢٤ - ٢٢:٢٧

تحولات الدلالة السمعية والبصرية في مسرحية لعنة بيضاء

تحولات الدلالة السمعية والبصرية في مسرحية لعنة بيضاء

اخبار العراق

موقع كل يوم -

جريدة المدى


نشر بتاريخ:  ٢٤ أذار ٢٠٢٤ 

د. حيدر الجعيفري

وأنت تدخل من تحت يافطة كبيرة مكتوب عليها (دخول المدينة) يهمس لك شخص الذي يسلمك بروكرام العرض بأن تضع موبايلك على الصامت وأن التصوير ممنوع,

وكأنك تتلقى أوامر نقطة تفتيش الدخول الى هذه المدينة, بعدها تتفاجأ بضوء تورج لايت يصدم عينيك لا تعرف مصدره وكأن حامله لا تراه, وهو مخرج المسرحية(محمد حسين حبيب) آمر نقطة التفتيش, يروم الكشف عنك ثم لحظات تتعدد التورجات الضوئية الصادرة من (رجل النظام ومختار المدينة) كأنهما يكشفان عنك وعن المكان الذي تجلس عليه لتشاهد(لعنتهم البيضاء) في مدينتهم الكبيرة(قاعة حمزة نوري الرياضية المغلقة) بوصفها مكاناً افتراضياً مغايراً لمسرح العلبة التقليدي, لحظات وبدأ العرض.

ابتداءاً من العنوان (لعنة بيضاء) واللعنة هنا مفاهمياً تعني الوباء, البلاء, سخط الإلهة...الخ, تجسدت بأفعال الشخصيات, اما(بيضاء) فهي النقاء, الصفاء, العدل, الارشاد, الاصلاح...الخ, الخير كله, تجسدت بشخصية(أحمد عباس) لتمثل تلك المفاهيم الخير والشر في كل زمان ومكان, بالتالي فالعنوان عند(محمد فكري الجزار) في كتابه (سيموطيقا الاتصال الأدبي) يجب الاهتمام بهِ من خلال المطابقة بين التنظير والمنهجية, كي يستقل العنوان بمقاصد نوعية اتصالاً أولياً نوعياً بين المرسل والمتلقي, فأن على المنهج الذي ينصب أساساً على العمل أن يفرد اجراءات خاصة ومتميزة لتحليل العنوان على مستويين الأول مستوى ينظر فيه الى العنوان باعتباره بنيه مستقلة لها اشتغالها الدلائلي الخاص, والثاني, مستوى تتخي فيه الانتاجية الدلالية لهذه البنية حدودها متجهة الى العمل, ومشتبكة مع دلائليته دافعة ومحفزة انتاجيتها الخاصة بها, هنا المنطوق في غير ما حاجة الى عنوان يسمه وهذا الفارق بين المكتوب والمنطوق, يعود الى طبيعة الاتصال المختلفة في كل منهما, ففي المنطوق يحدث الاتصال في زمكانية واحدة, حيث يتواجه(المرسل, المتكلم, المستقبل) المستمع في ظل مجموعة من الشروط الخارجية الواحدة يطلق عليها سياق الموقف, وبالرغم من خارجيته فانه قادر على وسم المرسلة اللغوية وسماً مائزاً لها من مرسلات أخرى, لذا فأن أقتدى بتعريف العنوان سمة المنطوق, فيقوم له بالوظيفة التي يقوم بها العنوان للمكتوب وحسب ما تسمح به شفاهية المرسلة.

وعلية فأن أول خطوة للدخول ومشاهدة العرض نرى عبارة (دخول المدينة) ومن ثم الدخول الى داخل المدينة المظلمة, ثم صوت يتحدث عن الجمع بين النقيض ونقيضه, والكل خاضع للاختبار, كائن من تكون, فانك ستلاقي قدرك, بالرغم انك لا تسير على نهج تلك المدينة ما حييت, لتبدأ النغمات والغناء والموسيقى الصوفية الروحانية وتوجه عرفاني, مصاحبة لرقصات الكيروكراف للممثلين وتشكيل كتل جسدية متنوعة متناغمة مع كل ايقاع لتعطي رقصات بدائية وطقوس تحت تساقط لأضواء ذات ألوان مختلفة لها دلالتها الشاعرية مع قطع ديكورية على جانبي فضاء مكان العرض على شكل أعمدة مستطيلة الشكل, فجاء منزل الجار الطيب النقي ذات حجم قصير ليعطي المخرج دلالة رمزية بأن قيمة الإنسان تكمن في العقل والحكمة لا بما يملك من أشياء للتباهي والعلو, والتي وظفها المخرج(محمد حسين حبيب) بأشكال رموز دلالية متعددة حسب الحدث الدرامي جعل منها بيوتات المدينة حاملة مفاتيح لكل بيت منها, ومساطب في سوق شعبي وجدار عازل وسجن وقاعة محكمة وسلاح, بينما تم وضع جسر أعلى وسط العرض ليكون في نهاية المسرحية حاملاً للوشاح الأبيض للرجل الأمين بعدما حاول عبور الجسر للاتجاه الآخر حيث الخلاص من دنس المدينة وأهلها, ولكن لم يتحقق العبور فتم حرقه ليختفي ذلك العنوان الاصلاحي من الوجود ليكشف لنا المخرج وبصراحة عن مشاكل الواقع واثرها النفسي والفكري في فشل وانهيار الكثير من منظومات الاخلاق والعادات والتقاليد والاعراف والتعليم وانتشار الفساد الاخلاقي والاداري والمهني, مما أنتج خراب مجتمع كامل, بالتالي أعلن المخرج (الحبيب) عن رزمة كبيرة من السلوكيات السيئة والمخالفة للقانون والتي سادت المجتمع, وفرض قانون تم تشريعه حسب هواهم ورغباتهم وافكارهم المريضة, ليمثل لهم هويتهم الجمعية وانتمائهم لهذه البيئة السوداوية وتعارضها مع مفهوم الهوية الثقافية, حتى ان عملية التوازن حسب شريعتهم يجب ان يكون جميع السراق أغنياء, فقد ضربوا جميع الانظمة الالهية والقوانين الوضعية, فالعرض المسرحي كان قريبا نفسيا وروحياً من المتلقي من خلال استخدام تقنية الاداء التمثيلي الجسدي والتحولات الادائية في الحركة والصوت والانفعالات النفسية وتبادل الأدوار بين الممثلين في كثير من المشاهد ومنها مشهد السوق ومشهد الدكتور ومشهد سرقة البيوتات, حيث جسد شخصية المختار الممثل(مخلد جايد) والذي اجاد الدور بتلك الملابس الدينية والخلق الفضيل, والممثل (فقدان طاهر) بدور الطبيب الذي وصل به الحد الى استغلال المريض الى أبعد حد واستنزاف أمواله, بشتى الطرق مما يوحي للمتلقي بان بعض المهن الانسانية فقدت انسانيتها وعلمتيها وشخصيتها, على حساب المصالح الخاصة, وبقية الممثلين فقد أجادوا أدوارهم ببراعة واتقان, مع عقدة الحدث الدرامي متناغم مع الحركة والصوت والاداء وفي مشاهد اخرى أعطت صبغة جمالية كما في استخدام المخرج(الحبيب) الداداشو في مشهد الحريق المتوافق مع المشاعل الالكترونية والحركة المنضبطة مع الحدث, والتي أحالت بها تفكير المتلقي الى الأحداث التاريخية وما جرى على الرجل الأيمن المصلح عبر التاريخ من سقراط وجيفارا وهاملت وكل ثورات الاصلاح, بينما هناك ادائية كوميدية مرحة تجلت بالسخرية والاستهزاء واستخدام الحيلة والخديعة في عمل الغش والتزوير, بالتالي أعطت حرفية في عملية حفظ الأدوار وتبادل الأماكن اختزال الزمان والتناغم والانسجام والألفة بين الممثلين والتفاعل مع مكونات العرض, بالرغم بان بداية العرض اتسمت بالسعادة ولكن النهاية اتسمت بالفاجعة والكارثة, لأن الذي لا يدوم ويعود على صاحبة بالدمار هو المال الحرام, كما جسده لنا المخرج(محمد حسين حبيب) باستخدام(الحصى) داخل السلال بدلاً من استخدام التراب, لأن الحصى مع تلك الاصوات الخارجة من عملية التعبئة والتفريغ تأتي متناغمة مع الحدث المتصاعد بجوار المؤثرات الصوتية الصاخبة, عند حلول المساء المظلم والذي يكون ستراً للسراق والمحتالين, وصوت الديك عند طلوع الفجر والذي يرمز الى الكشف عن حقيقة أهل المدينة, فالتنوع الزماني جاء مختلفاً في المساء والصباح وما يحويه من أحداث ودوافع نفسية ومكبوتات ذاتية.

بالتالي قد نقول بأن المخرج (الحبيب) قد استمد تجربته هذه من المسرح البيئي الذي أسسهُ (ريتشارد شيشنر) لأن الأماكن المتحركة هنا هي أماكن غير مسرحية اصلاً يوظف فضاءها المسرحي للعرض, أي إنها تشيد مؤقتاً, كأن تكون في الأزقة أو الكراجات أو الحانات أو الملاعب أو المحلات التجارية أو مآرب السيارات كما عند ريتشارد شيشنر, لذا يعتمد المسرح البيئي على وفق أسلوب (شيشنر) خارج إطار خشبة المسرح التقليدية، واعتماد بنية الحدث

كما أكد المخرج المسرحي (ريتشارد شيشنر) في فلسفته الاخراجية على آلية مسرحة المكان, واكتشاف أماكن جديدة لم يُنقب عليها لتقديم عروضهِ المسرحية, فقد تركز عمل (شيشنر) على المكان وكيفية تحويلهُ إلى مكان مناسب للعرض المسرحي وهو لهذا يحتاج أماكن غير تقليدية من أجل أن تستوعب عروضه المسرحية, ومن أغانِ وطقوس روحانية شعبية, وكانت البيئة المصممة لاحتواء هذا التجمع الواسع عبارة عن بناء خشبي يتكون من منصات وسلالم وفتحات في الجدران للهرب, ومنصة مرتفعة هنا تكمن فلسفته على اليه مسرحة المكان اماكن جديده, في الحياة العادية والطقسية, وهذا ما فعله أيضاً المخرج(الحبيب)

وان التعددية الثقافية والبيئة الموجودة في مسرحية (لعنة بيضاء) نجدها ايضاً عند (بيتر سيلارز)

والذي يقول: أن مهمتنا كفنانين هي أن نستجيب ونسجل ما يحدث ونضع شيئاً ما على خشبة المسرح التي تعكس بالفعل المجتمع, وعند (سيلارز) فأن المسرح هو كندوة للنقاش المفتوح والمناظرة ودوره الأساسي الديمقراطي, ويدافع بقولة, أن المسرح يوفر بعض الأماكن العامة الاخيرة المتروكة, في هذا البلد والخطاب المدني يجعل الديمقراطية ممكنة لأنه يوفر مكاناً لا نضطر ان تكون فيه مؤدباً, حيث قام المخرج (الحبيب) بتصميم فضاءات ايقاعية تمتزج فيها اشكال مقاربة بالإضاءة المتغيرة للتعبير عن العواطف وتطورت هذه الفضاءات الى مناظر غاية في البساطة وذات منصات ودرجات واعمده كما فعل (والكروز)

كما نرى بأن هناك بعض التناصات المشتركة بين مسرحية (لعنة بيضاء) ومسرحية (الذباب) لجان بول ساتر, والذي عبر فيها عن الفكرة التي لا تعطي أي اهتمام للقيم الدينية ولا الأخلاقية والتي تتحرك في فضاء مسرحي, اراد (الحبيب) كما أراد (سارتر) أين يمحو السوداوية والظلام عن التفكير الإنساني والذي تمثل عند (الحبيب) بالرجل الأمين المصلح وعند (سارتر) تمثل بالحرية والارادة, فبالإرادة نستطيع أن نميز بين الخير والشر, بينما شكل الفضاء في المسرحيتين وهو فاء المدينة بشكله الواسع ضمنت في داخلهما أناس لا يعرفون بعضهم البعض ولا تجمعهم علاقات المودة والألفة حتى الموت عندهم ظاهرة مألوفة لا تحرك مشاعرهم ومن ثم المشترك بين المسرحيتين هو إختيار القرار والذي به كون الفرد مسؤولاً عن أفعاله, بالتالي أرسل (سارتر والحبيب) كلاهما رسائل ورموز للمتلقي لبيان الحالة النفسية والانفعالات للشخصيات داخل المكان, لتأخذ الأماكن في المدنيتين دور المرايا العاكسة للكوامن النفسية وصراعاتها الداخلية إزاء الحدث.

أخر اخبار العراق:

تفكيك عصابة لتزييف الدولار في بابل

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1641 days old | 929,443 Iraq News Articles | 7,889 Articles in Apr 2024 | 164 Articles Today | from 32 News Sources ~~ last update: 20 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



تحولات الدلالة السمعية والبصرية في مسرحية لعنة بيضاء - iq
تحولات الدلالة السمعية والبصرية في مسرحية لعنة بيضاء

منذ ٠ ثانية


اخبار العراق

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل