قلق شعبي من تجدد النزاعات العشائرية في ذي قار ودعوات لتشديد العقوبات على مثيريها

ذي قار / حسين العامل

اعربت اوساط شعبية ومجتمعية في ذي قار عن قلقها من تجدد النزاعات العشائرية وما ينجم عنها من تهديد لحياة ومصالح السكان المحليين والامن المجتمعي، وفي وقت دعوا فيه الى تشديد العقوبات على مثيري النزاعات العشائرية والحد من فوضى السلاح، وجهت الحكومة المحلية باستئناف العمل في الدوائر الحكومية في قضاء الاصلاح التي تعطلت اثر نزاع عشائري في القضاء المذكور.

يأتي ذلك إثر تجدد نزاع عشائري عنيف بين عشيرتي الرميض والعمر في قضاء الاصلاح (45 كم شرق الناصرية) ليلة الاحد / الاثنين استخدمت فيه الاطراف المتنازعة مختلف انواع الاسلحة ما أسفر عن مقتل مدير استخبارات مكافحة إرهاب ذي قار العميد عزيز شلال جهل ومرافقه واصابة ما لا يقل عن 6 اشخاص معظمهم من عناصر الشرطة.

فيما اصيبت معظم مفاصل الحياة بالشلل في القضاء المذكور الذي يشكل افراد العشيرتين المتنازعتين جزءا كبيرا من سكانه.

وبالمقابل وجه رئيس اللجنة الامنية العليا ، محافظ ذي قار مرتضى عبود الابراهيمي جميع الدوائر الحكومية باستئناف الدوام الرسمي في قضاء الاصلاح اعتبارا من يوم ( الثلاثاء ) ، داعيا سكان القضاء الى ممارسة حياتهم الطبيعية ومزاولة اعمالهم اليومية.

وحث الابراهيمي في بيان تابعته المدى ' القوات الامنية على مواصلة تطبيق الاجراءات المشددة في القضاء وملاحقة الجناة ومثيري النزاعات العشائرية وتقديمهم للسلطة القضائية'.

وعقب تجدد النزاع العشائري في قضاء الاصلاح ( 45 كم شرق الناصرية ) سادت حالة من القلق والاستياء بين الاوساط الشعبية التي اعربت عن رفضها لمظاهر فوضى السلاح واستخدام مسلحو العشائر مختلف انواع الاسلحة المتوسطة والخفيفة في تلك النزاعات التي غالبا ما يكون ضحاياها من المدنيين والاطفال والنساء.

وفي معرض حديثه عن اثار النزاعات العشائرية على حياة السكان المحليين قال الاعلامي رعد سالم الزهيري لـ(المدى) ان ' اندلاع النزاعات العشائرية بين فترة واخرى يشكل تهديدا خطيراً لأمن واستقرار سكان المحافظة '، مشيرا الى ان ' ذي قار تعاني من عدم الاستقرار منذ عدة سنوات وهو ما اخذ يلقي بظلاله على الكثير من القطاعات الاقتصادية والخدمية ناهيك عن نشاط السكان المحليين'.

وحذر الزهيري من اثار النزاعات العشائرية وزعزعة الامن والاستقرار على حركة الاعمار وتنفيذ المشاريع ، مبينا ان ' السلاح المنفلت بات يهدد كيان الدولة كون المؤسسات المعنية غير قادرة على جمع السلاح والسيطرة عليه'.

ويجد الزهيري ان ' مسلحي العشائر باتوا قوة تقف بمواجهة الدولة وتقاوم القوات الامنية المكلفة بفض النزاعات العشائرية وتقتل عناصرها وكبار ضباطها ، في اشارة الى مقتل عدد من الضباط وعناصر الشرطة في النزاعات الحالية والسابقة' ، واضاف ان ' ذلك يشكل مصدر قلق وهاجس رعب يوحي بعدم استقرار المرحلة المقبلة'.

وعن الاسباب التي ادت الى استقواء العشائر على سلطة الدولة قال الزهيري ان 'العشائر اليوم تمثل قاعدة شعبية كبيرة للأحزاب المتنفذة بالسلطة ولاسيما في مجال الانتخابات'، واضاف ان ' خطة الحكومة لجمع السلاح تصطدم بنفوذ العشائر وحرصها على الاحتفاظ بالسلاح'، لافتا الى ان ' تلويح الجهات الحكومية بالضرب بيد من حديد ما عاد يجدي مع العشائر كون العشائر جزء من القاعدة السياسية للأحزاب والفصائل المسلحة وهذه الجهات لا يمكن ان تضرب وتفرط بقواعدها'.

وكان اهالي ووجهاء قضاء الاصلاح قد حذروا في (اواخر ايلول 2023) من مخاطر تجدد النزاعات العشائرية في القضاء المذكور، واشاروا في بيان تابعته (المدى) في حينها الى تداعيات النزاع الذي نشب في منتصف العام المذكور بين العشيرتين المتنازعتين حاليا واسفر عن اعمال حرق وقتل واغتيال.

وافاد البيان ان 'قضاء الاصلاح الذي يسكنه أكثر من خمسين الف نسمة بينهم نساء وأطفال يعيش حالة الرعب في كل ليلة'.

يذكر ان قيادة شرطة ذي قار اعلنت يوم اول امس الاثنين عن تنفيذ عملية امنية واسعة في قضاء الاصلاح اسفرت عن اعتقال اكثر من 105 متهمين من طرفي النزاع وفق مذكرات قبض قضائية وضبط عدد من قطع الاسلحة وكميات من والاعتدة.

فيما وجه وزير الداخلية عبد الامير الشمري باستمرار عمليات فرض الأمن في قضاء الإصلاح وزيادة نطاقها والقبض على جميع المطلوبين للقضاء وضبط كل أنواع الأسلحة والتعامل بشدة وحزم في فرض الأمن هناك.

واعلنت الحكومة المحلية في ذي قار اول امس الاول عن عودة الهدوء الحذر الى قضاء الاصلاح شرق الناصرية بعد ليلة دامية من المواجهات العشائرية راح ضحيتها مدير استخبارات ذي قار واصابة عدد من عناصر الشرطة ، وفيما دعت وجهاء ومشايخ المحافظة للمساهمة بدرء الفتنة .

واعربت اوساط شعبية ومجتمعية في ذي قار في (منتصف نيسان 2023) عن قلقها من زحف النزاعات العشائرية الى مراكز المدن وتحويل الدور والاحياء السكنية الى ميادين قتال يتبادل فيها مسلحو العشائر إطلاق النار ويهددون حياة وممتلكات المواطنين، وذلك إثر نزاعين عشائريين شهدتهما المحافظة في حينها وأديا الى مقتل وجرح عدد من المواطنين.

وكان قسم شؤون عشائر ذي قار قد اعلن اواخر عام 2023 عن حسم 122 نزاعا عشائريا بصورة نهائية منذ منتصف كانون الاول 2022 وحتى ايلول 2023، مبينا ان 'النزاعات المحسومة تتعلق بحالات قتل وتجاوز على الاراضي الزراعية ونزاعات الملكية'.

وتشهد مناطق متفرقة من محافظة ذي قار تجددا للنزاعات العشائرية بين آونة واخرى يذهب ضحيتها العديد من المدنيين، اذ يعزو مراقبون أسباب اندلاع النزاعات العشائرية المسلحة في الغالب إلى خلافات على المياه، أو تقسيم الأراضي، أو تجاوز على المحاصيل الزراعية، أو نتيجة خلافات أسرية وعشائرية، أو طلب للثأر أو مشاجرات تحصل بين أبناء العشائر وحتى بين أبناء العشيرة الواحدة، كما يمكن لحيوان ضال يتجاوز على حقل أو مزرعة تعود للآخرين أن يتسبب بنزاع مسلح بين البعض من أبناء العشائر.