عيد يوم جورحي في بلغاريا

لقمان الشيخ

صوفيا

بلغاريا

[email protected]

عيد يوم جورحي في بلغاريا

في اليوم السادس من شهر أيار , يحتفل الشعب البلغاري بعيد ,جورجي, والذي يشارك فيه الجيش البلغاري باستعراض عسكري,وتعطل الدوائرالرسمية,يقدم فيه وجبة من لحم الخروف ( القوزي) , كما هو الحال للديك الرومي في عيد رأس السنة الميلادية ,وجورجي هو في بريطانية سان جورج أي القديس جورج , تنشر صورته في المحافل الدينية وهو يمتطي حصانه موجها حربته إلى رأس التنين ليخلص الناس من شره وعدوانه .

وفي مدينة

الموصل,اتذكر من ايام شبابي انه كان هناك احتفالا مشابها,.وهويوم دير مار كوركيس ,يجري الاحتفال في دير يحمل ذلك الاسم, وهو يقع في أطراف المدينة في الساحل الشرقي من نهر دجلة ,يحتفل مواطنيها في يوم من أيام الربيع بالقرب من الساحة المحيطة بهذا الدير حاملين الطعام والشراب فرحين محتفلين,ومن كل طوائفهم لحاجتهم القصوى الخروج إلى متنفس لهم متمتعين بجمال مدينتهم , وقد زينت بالخضرة والزهور , بعد بقائهم في بيوتهم خلال فصل الشتاء البارد , وفي مناسبة أخرى يوم دير مار ميخائيل , والذي يقع على أطراف المدينة على الضفة الغربية من نهر دجلة, يخرج الناس أيضا حاملين الطعام والشراب وعدة من الموسيقى الذي يصاحبها الغناء , يحدث هذا أيضا في فترة تقترب ليوم دير مار كوركيس , بعدها يكون للطائفة المسلمة يوم لها , وهو يوم جمعة , في نفس الفترة من فصل الربيع , أطلق عليها ( جمعة الخضر) حتي تستغل أيام الربيع للنزه والفرح , وفي هذا اليوم توزع على الناس حلاوة من الطحينية بمادة السكر و مغطاة بالسمسم يطلق عليها ( حلاوة الخضر ) , كثرة الأديرة المسيحية في مدينة الموصل , كونها واقعة مسبقا في حكم امبراطورية القسطنطينية وكان يغلب عليها الدين المسيحي, بالوقت الذي كان جنوب العراق تحت حكم السلطة الفارسية , لذا لم نجد أديرة مسيحية هناك , هذا وبعد اتساع مشاريع البناء والأعمار غطت تلك المساحات التي كانت تقام عليها تلك المناسبات , كما تسبب ظهور الجماعات الدينية المتطرفة المسلمة , وعدوانها على الطائفة المسيحية وتخريبها للأديرة ودور العبادة لها على اجبار المسيحيين على الهجرة خارج البلاد,كما أن حملة التدين منعت النسوة من حرية التمتع بطبيعة الموصل والانطلاق بحرية كما كانوا يتمتعون به سبابقا , وتبقى منطقة الغابات في االضفة لشرقية من نهر دجلة بديلا للتمتع باجواء الكبيعة الخلابة التي تمتاز بها الموصل,,لكن

ليسذلك لم يعوضهم عن تلك المتعة لأن جو الغابات ليس فيه من السعادة والفرح التي وجدوها في أيام أعيادهم الماضية ,وانا ,و منذ مدة تزيد على نصف قرن , أعيش في بلغاريا أتمتع ​بجمال طبيعتها , أشارك البلغار بأعيادهم , لكني لم أنسى تمتعي بأيام الربيع في مدينتي الموصل ,رغم طول سنين الغربة