×



klyoum.com
iraq
العراق  ٧ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
iraq
العراق  ٧ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار العراق

»ثقافة وفن» جريدة المدى»

أصوات ترفض الصمت في مسرحية (الراديو)

جريدة المدى
times

نشر بتاريخ:  الأحد ١٣ حزيران ٢٠٢١ - ٢٢:٣١

أصوات ترفض الصمت في مسرحية (الراديو)

أصوات ترفض الصمت في مسرحية (الراديو)

اخبار العراق

موقع كل يوم -

جريدة المدى


نشر بتاريخ:  ١٣ حزيران ٢٠٢١ 

د. صالح مهدي حميد

في حديث لإحدى الاذاعات المحلية في نيسان عام 2018، تطرقتُ لموضوع كنتُ ولازلتُ اعدّه جوهريا في نشر الثقافة ودوره في تحسين الذائقة الفنية عموما،

والثقافة المسرحية على وجه الخصوص، مادامت محافظة بابل تزخر بعناصر ابداع ممتازة على صعيدي التأليف/الاختيار و التمثيل والإخراج الرائعين. استذكرتُ حديثي السابق وأنا اشاهد العرض الممتع لمسرحية (الراديو) التي الّفها الكاتب والناشط النرويجي كين سارو- ويوا، وأخرجها الفنان الاكاديمي المجتهد الدكتور محمد حسين حبيب، وأدّى الأدوار فيها أحمد عباس ومحمد حسين حبيب ومجموعة من الفنانين المقتدرين حقا.

عُرِضَت المسرحية على خشبة مسرح كلية الفنون الجميلة ابتداء من الأول من حزيران والايام التالية. لاقت المسرحية اعجابا وتثمينا كبيرين؛ لأنه ليس غريبا أن يجتهد محمد حسين حبيب في البحث والتقصّي عن نصوص عالمية وعربية ومحلية يُبدِع في توظيفها وتطويعها لمعالجة قضايا اجتماعية وسياسية وانسانية تُعد مفصلية في العراق المعاصر. يُعد اختيار مسرحية (الراديو) قرارا ذكيا وهادفا في الوقت الذي يشهد فيه العراق حالا لا يختلف عن أحوال نيجيريا أبّان الفترة التي كتب ويوا عمله من سوء الادارة، والفساد المستشري في جميع مفاصل العمل، وتداعي أغلب (ان لم يكن جميع) القيم الأخلاقية والانسانية بسبب اخفاقات السلطة في التعاطي بحكمة ووطنية مع قضايا المواطن.

أفلح حبيب في تطبيق اختيار التقنيات والعناصر الاخراجية في تجسيد موضوعة العرض. كان الركون الى التكثيف والرمز والايحاء، والى براعة التعامل مع أدوات الاخراج طمعا في تحقيق ما هو 'ممتع' و'مُبصّر' (وفق آراء الناقد الانكليزي الدكتور صموئيل جونسون في مقدمته النقدية عن اعمال وليم شكسبير على اعتبار أنّ وظيفة المسرح هي 'الامتاع' و'التبصير'.)، كان الركون الى تلكما الممارستين ناجعا ومؤثرا في اثراء العرض المسرحي بعناصر امتاع وتشويق واضحتين، ناهيك عن التوظيف الرائع حقا لعناصر الضوء الذي شمل حتى ارضية الخشبة: لقد طغى الاظلام على خشبة المسرح أغلب زمن العرض، ولعلّ الدلالة واضحة جدا في منح الفضاء المسرحي بأكمله محيطا قاتما يسهم في تعزيز توظيف عناصر الديكور البسيط لتجسيد الموضوعة.

اذا كان محمد حسين حبيب المخرج مجتهدا في توظيف ما يخدم معالجته من المدارس المسرحية (سواء أكانت البرختية أم اللامعقول)، وهو أمر يستدعي في ذاكرتي عرضه (اخراجا) لمسرحية (هاملت) عام 2008، و'تغريبه' للعرض بطريقة أمتعت طلبتي الذين كانوا يدرسون الأدب المسرحي الحديث بعد أن درسوا شكسبير من قبل في قسم اللغة الانكليزية آنذاك وافادتهم كثيرا؛ فهو أيضا ممثلا مسرحيا مبدعا يتمتع بمرونة حركة على المسرح مبهرة حقا؛ وهي تعيد الى الأذهان مرونة الفنان الرائد الفقيد سامي عبد الحميد، الذي اهدى حبيب لروحه وذكراه هذا العمل حين اُفتتح العرض بالقول أن مسرحية (الراديو) تقدم وفاءً الى '[استاذه] أبدا: سامي عبد الحميد'.

لقد شكّل الممثل المسرحي محمد حسين حبيب مع الفنان أحمد عباس ثنائيا متناغما في ايقاع الحركة والصوت. كان الفنانان يتحركان بتلقائية جميلة التأثير والايقاع، الى درجة أنني (الذي يعرف حبيب عن كثب) ذُهلتُ من الشخصية التي اشاهدها في العرض: لقد أقنع الرجلان جميع المشاهدين بالأداء الذي يدعو الى التقدير والاعتزاز. ولعلّ ما استخلصته من حفيدتي ذات العشر سنوات التي رافقتني لمشاهدة العرض ما يؤكد القدرة العالية على التوصيل تمثيلا واخراجا. فعند انتهاء العرض، توجهت بسؤال الى حفيدتي لمعرفة مدى ما أدركَتهُ من العرض. نظرت اليّ حفيدتي ( كما لو أنها تستنكر مثل هذا الاستفهام)، وقالت جملة مختصرة من أربع كلمات فقط: 'هي عن أوضاع العراق.' ادركتُ حينها أنّ الفنان المبدع قد نجح بامتياز في ايصال خطابه للمتلقي دون تمييز ثقافي او فني .

اضافة الى ذلك، يدعو مثل هذا النجاح والقدرات الفنية الرائعة ليس الى الاعجاب حسب، وانما الى الفخر بألم انحسار الاهتمام بالنشاطات المسرحية والفنية في مدينة لا تزال آثار 'المسرح الروماني' ماثلة في مدينة بابل الاثارية . ففي مدينة تزخر بالقامات الفنية والأدبية والثقافية لا يوجد سوى مسرح واحد تم اعادة تأهيله في كلية الفنون الجميلة، وهو مسرح يحيل الافادة منه ثقافيا بين شرائح المجتمع الحلي (خارج المؤسسة الجامعية) محدودا جدا بسبب موقعه ضمن مبنى الكلية مما لا يجعله متاحا للنشاطات المسرحية والفنية الاخرى، ناهيك عن تراجع دور الكوادر الفنية (من الأكاديميين) في لعب أدوارهم الثقافية المناطة بهم مهنيا واكاديميا تحت مسوغات لا تبدو حقا مقبولة ولن تبتعد عن بعض 'خلاف' ( وليس اختلافا) قد يعصف أحيانا (بدرجات متفاوتة) بوجه رسالة الفنان. كما أنّ القاعة التي كانت تعود الى نقابة الفنانين في بابل هي الاخرى قد خرجت عن الخدمة منذ الاحتلال الأمريكي في عام 2003. يقينا، انه لأمر محزن أن تتغاضى مشاريع الاستثمار الخاصة عن انشاء مسارح (لأسباب متعددة)، ربما أهمها هو الخوف من عدم جدواها بصفتها استثمارا يمكن أن يُدرّ (أرباحا مادية!). من جهة اخرى، يلعب تراجع الاعلام عن الترويج لنشاطات الكلية والنقابات ذات العلاقة بالفنون الجميلة كلها، يلعب دورا في تحجيم مساحة اهتمام الجمهور وحضوره مثل هذه النشاطات. انّ اقتصار النشاطات المسرحية والفنية بجمهور 'نخبوي' يُقيّد مساحة التأثير ويحول دون وصوله الى اكبر شريحة اجتماعية طمعا في تحسين الذائقة الثقافية والمسرحية والفنية عموما، وفي هذه الاوقات العصيبة، على وجه الخصوص .

وعودا الى محمد حسين حبيب و(الراديو)، من الانصاف لجهود الفنان المبدع حقا أن نقول الحقائق ذات الصلة بنشاطه الدؤوب. يفاجئ حبيب الجمهور والقراء على حد سواء ببحثه عن كل ما هو جديد في عالم الفنون والدراسات المسرحية، وهي حسنة كبيرة تحسب له حقا. كنتُ اتابع مقالاته حول (المسرح الرقمي)، الذي يعد جديدا على الساحة المسرحية العراقية. أتذكر قبل فترة وجيزة، وبفضل طروحات الفنان محمد حسين حبيب عن اشتغالات المسرح الرقمي، اهتديتُ الى ندوة باللغة الانكليزية تناولت موضوع (التعددية والمسرح: ستراتيجيات التعليم والتطبيق)، في حقل المسرح الرقمي شارك فيها مهتمون ومتخصصون في المسرح الرقمي من جامعات أمريكية متعددة. أحطت الأكاديمي محمد حسين حبيب علما بالندوة، وفعلا حضر الرجل أعمالها لكن ثمة حاجز خارج عن ارادته حال دون افادته بشكل كامل منها، وهو حاجز اللغة. أغراني تمسّك حبيب بالموضوع وحرصه على تأمين الانتفاع مما جاء فيها على ترجمة أهم ما جاء فيها. كان الفنان/الاكاديمي محمد حسين حبيب على درجة عالية من الأمانة العلمية حيث أشار نصا ما قمتُ به عند تناوله الموضوع في احدى الصحف المحلية: تلك هي حقا سمات الاكاديمي الفنان في التعاطي مع عناصر البحث الأكاديمي.

مسرحية (الراديو) صرخة بوجه الخراب، وكأن المسرح كله يكرر ابيات كين تسارو-ويوا من احدى قصائده الرافضة للصمت بوجه الفساد وتداعي القيم :

' عند استباحة الأرض،/ وافساد هواؤنا النقي ،/ وعندما تختنق الجداول بالدنس،/ سيكون الصمت خيانة '

استاذ الادب الانجليزي في جامعة بابل

أخر اخبار العراق:

انتهاء مهام بلاسخارت في العراق

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1649 days old | 931,906 Iraq News Articles | 1,762 Articles in May 2024 | 93 Articles Today | from 32 News Sources ~~ last update: 16 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



أصوات ترفض الصمت في مسرحية (الراديو) - iq
أصوات ترفض الصمت في مسرحية (الراديو)

منذ ٠ ثانية


اخبار العراق

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل