اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢٦ أب ٢٠٢٥
26 غشت، 2025
بغداد/المسلة: ها هو البرلمان و بضغط الأحزاب، يمرر بقلم من حبره الأسود قائمة سفراء خرجت من كابوسٍ الغنائم.
أسماء مجهولة الهوية تتطاير مثل أوراق تالفة في مهب الريح، ووجوه متخمة بالولاءات والمحسوبية تتربع على السفارات يفترض أنها عنوان الدولة الدبلوماسي.
المشهداني يقف كجلاد يلوّح بسوطه ويصرخ (مو بكيفكم وغصبن عليكم تمشي)، وكأن الوطن مزرعة عائلية، وكأن المجلس مجرد حظيرة أرقام، لا يهمها أن السفراء مجرد أقارب وأنجال، وأحباب، ومتحزبين، يوزَّعون على السفارات كما تُوزع الغنائم.
والمهزلة تتكرر بوقاحة: تصويت بلا سير ذاتية، بلا أسماء وازنة، بلا أي احترام لعقل الشارع.
نواب يصوتون وهم لا يعرفون حتى من سيحمل جواز الدولة، والأسماء تتسرب من دهاليز المحاصصة كجرذان الليل، وكلهم يدّعون تمثيل العراق، بينما لا يمثلون سوى جشعهم و'خمطهم' و'خوش علاقاتهم'.
وما يجري ليس خللاً إدارياً عابراً، بل إعلان وفاة رسمي لدولة المؤسسات.
إنها دولة الاقطاعيات المقنّعة بربطات عنق، دولة (سوق) سياسي حيث تُباع المناصب كما تباع الألقاب المزورة، ويُدفن العراق تحت ركام الواسطة والذل، فيما الشعب يُدعى للصبر على سفارات من ورق.
التاريخ لن يرحم هؤلاء الذين باعوا صورة العراق للعالم بأبخس ثمن.
إنها وصمة عار جديدة، والجواب الوحيد عليها هو الغضب الشعبي الذي اذا انفجر، فلن ينفع ندم.
About Post Author
Admin
See author's posts