اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
27 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: تلوح ملامح مرحلة أمنية جديدة في العراق مع اقتراب موعد المفاوضات الحاسمة بين بغداد وواشنطن بشأن مستقبل الوجود الأجنبي، في لحظة تتقاطع فيها الحسابات الميدانية مع التحولات الدبلوماسية الإقليمية.
و تزداد أهمية هذه المفاوضات مع إعلان قيادة العمليات المشتركة انتهاء مهام التحالف الدولي فعلياً خارج إقليم كردستان، ما يفتح الباب أمام إعادة هندسة العلاقة الأمنية على أسس ثنائية بحتة.
و يبرز في خلفية هذا المشهد تراجع تنظيم داعش إلى مستويات غير مسبوقة، الأمر الذي يمنح صانع القرار العراقي مساحة أوسع للمناورة في ملف القوات الأجنبية.
و تتزامن هذه التطورات مع تحركات دبلوماسية أميركية لافتة، تتجسد في زيارات رسمية وإعادة ترتيب للوجود القنصلي، ما يعكس انتقال واشنطن من مقاربة عسكرية إلى أخرى سياسية – أمنية.
و تصعد المخاوف من أن أي فراغ أمني محتمل قد يعيد خلط الأوراق في المناطق المحررة، خاصة مع استمرار حاجة بغداد للصيانة والدعم الفني لطائراتها القتالية.
و تؤشر هذه المعطيات إلى مفاوضات معقدة ستتداخل فيها ملفات التدريب والاستخبارات والصيانة العسكرية مع حسابات السيادة الوطنية.
و يبدو العراق مقبلاً على مفصل دقيق، سيتحدد خلاله شكل علاقته مع الولايات المتحدة لسنوات مقبلة، وسط بيئة إقليمية مشتعلة ومتغيرات داخلية حساسة.
و كشفت قيادة العمليات المشتركة في بغداد أن مفاوضات رسمية ستبدأ في كانون الثاني المقبل لتحديد مصير وجود التحالف الدولي في العراق، عبر لجنة أمنية مشتركة تضم كبار ضباط الجيش العراقي وقيادات رسمية كردية. وبيّن نائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن قيس المحمداوي أن أعمال التحالف “انتهت فعلياً” في المناطق العراقية الواقعة خارج إقليم كردستان، وأنه لم يتبق سوى “4 إلى 5 موظفين” يتولون الشؤون اللوجستية والدبلوماسية.
و أوضح المحمداوي أن بقية القوات – والذين غادَرَ معظمهم بغداد وبقية الساحات، وأعيدركزوا داخل إقليم كردستان ـ ستخضع لمراجعة شاملة ضمن اللجنة المشتركة. و أشار إلى أن مباحثات اللجنة مع الجانب الأميركي ستركز على توقيع “مذكرة” لتحديد عدد الجنود والعاملين الأميركيين المطلوب بقاؤهم في العراق، بالإضافة إلى اتفاقية أمنية – استخبارية تعاون مشترك، مؤكداً أن هذه الاتفاقات ستكون “مع الولايات المتحدة فقط وليس مع التحالف الدولي”.
وأكد أن العلاقة مع التحالف الدولي ستظل قائمة من حيث التنسيق، خاصة في قضايا استخبارية أو تقديم معلومات دفاعية وقت الحاجة. و كذلك جدد التأكيد على استمرار الصيانة لطائرات F-16 العراقية — التي تنفذها الولايات المتحدة — إضافة إلى تدريب الطيارين العراقيين، مع إبراز الصيانة والتطوير كأحد “النقاط الأساسية” في الاتفاق المرتقب مع واشنطن.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق إعلان سابق بأن مهمة التحالف الدولي في العراق ستنتهي رسمياً بحلول أيلول 2025، مع انتقال نحو شراكة أمنية ثنائية بعيدة عن إطار التحالف. و تتوافق تصريحات المحمداوي مع آليات سحب القوات الأميركية التي بدأت فعلياً من قواعد عدة، كما في خطوة نقل معدات من قاعدة عين الأسد في الأنبار.
و في ظل هذا الانسحاب والتحول الأمني، لفت إلى أن تهديد داعش تقلّص كثيراً بحيث لم يعد يملك القدرة على شن هجمات مؤثرة، واقتصرت أنشطته على نشر مفارز صغيرة في بعض المناطق دون تنفيذ عمليات كبيرة؛ ما يعزز جدوى إعادة رسم بنية الوجود الأمني الأجنبي.
وعلى صعيد دبلوماسي، يظهر أن الوجود الأميركي سيبقى مرتبطاً بزيارات رسمية ووظيفية، إذ من المقرر أن تستهل زيارة رسمية لوزير إدارة الموارد الأميركية مايكل ريغاس إلى العراق وتركيا وإسرائيل خلال الأسابيع المقبلة، تشمل افتتاح قنصلية في أربيل، ما يعكس حرص واشنطن على إعادة صياغة علاقاتها في المنطقة ضمن أطر سياسية ـ دبلوماسية تتجاوز الوجود العسكري التقليدي.
About Post Author
Admin
See author's posts






































