"الأعنف من ربع قرن".. ماذا نعرف عن زلزال تايوان؟

قالت وكالة الأنباء المركزية التايوانية الرسمية إن الزلزال الذي ضرب البلاد، الأربعاء، هو الأعنف منذ منذ 1999.

ووقع الزلزال خلال ساعة الذروة، وكان مركزه قبالة ساحل مقاطعة هوالين الريفية الجبلية، حيث انحنت بعض المباني بزوايا شديدة، وتحطمت طوابقها الأرضية.

وعلى بعد ما يزيد قليلا عن 150 كيلومترا (93 ميلا) في العاصمة تايبيه، سقط البلاط من المباني القديمة، وأجلت المدارس الطلاب إلى الملاعب الرياضية حيث هزت الهزات الارتدادية الدولة الجزيرة وفق ما نقلت وكالة أسوشيتد برس.

وأظهر مقطع فيديو رجال الإنقاذ وهم يستخدمون السلالم لمساعدة الناس على الخروج من النوافذ، بينما حدثت انهيارات أرضية ضخمة في أماكن أخرى، وفق وكالة رويترز.

وشعر السكان أيضا بهزات قوية في شبكة مترو الأنفاق في تايبه، والتي أوقفت أعمالها لإجلاء الركاب قبل استئناف الخدمة بعد فترة وجيزة في معظم الخطوط.

عدد الضحايا

أسفر الزلزال عن مقتل تسعة أشخاص، وإصابة نحو ألف شخص وتقطع السبل بالرات في المحاجر وفي حديقة وطنية، ودفع بعض السكان إلى الخروج من نوافذ المباني المتضررة.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الحكومية أن معظم الوفيات نتجت عن سقوط صخور، بما في ذلك أربعة أشخاص أصيبوا داخل متنزه تاروكو الوطني.

وتابعت أن شخصا لقي حتفه في مبنى سكني تعرض لأضرار.

وتقول وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إنه في زلزال بهذه الدرجة تنهار معظم الجدران الخرسانية غير المسلحة ويجد الناس من المستحيل البقاء واقفين أو التحرك دون الزحف.

ويبدو أن معايير البناء الصارمة والتوعية الواسعة من الكوارث ساهمت في تفادي كارثة كبرى في الجزيرة التي كثيراً ما تتعرّض للزلازل لوقوعها قرب تقاطع اثنتين من الصفائح التكتونية.

وقالت سلطات الإنقاذ إنها أجلت بالفعل 70 من المحاصرين في أنفاق بالقرب من مدينة هوالين، ومن بينهم شخصان يحملان الجنسية الألمانية.

وأضافت أنها فقدت الاتصال بخمسين مسافرا كانوا على متن أربع حافلات صغيرة متجهة إلى فندق في محمية تاروكو جورج الطبيعية، دون أن تقدم أي تفاصيل إضافية.

وقدرت الحكومة أن عدد المصابين هو 946 شخصا.

خوف

في الساعات الأولى بعد الزلزال، الذي وقع قبل الساعة الثامنة صباحا بقليل، أمكن رؤية الجيران وعمال الإنقاذ على شاشة التلفزيون وهم يرفعون السكان، بما في ذلك طفل صغير، عبر النوافذ إلى الشارع. وقد اندمجت بعض الأبواب في الاهتزاز.

وتتعرض تايوان بانتظام للزلازل ويعتبر سكانها من بين أفضل السكان استعدادا لها. لكن السلطات توقعت وقوع زلزال خفيف نسبيا ولم ترسل تنبيهات. وكان الزلزال في نهاية المطاف قويا بما يكفي لتخويف حتى الناس الذين اعتادوا على مثل هذا الاهتزاز.

وقال هسين هسوين كينج، أحد السكان الذين يعيشون في شقة بالطابق الخامس في تايبيه في حديث لوكالة أسوشيتد برس ''لقد اعتدت على الزلازل، لكن اليوم كانت المرة الأولى التي أشعر فيها بالخوف حتى البكاء بسبب الزلزال'.

ثم تابع 'لقد أيقظني الزلزال. لم أشعر قط بمثل هذا الاهتزاز الشديد من قبل'.

وتقول تشانغ وهي امرأة تعيش في مكان قريب في حديث لوكالة فرانس برس 'سقط كثير من الزينة في المنزل على الأرض، لكنّ الناس آمنون، كنّا محظوظين للغاية'.

وكلّ سكّان تايوان شعروا بالزلزال، وبأكثر من مئة هزّة ارتدادية طالت بعده هذه الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة.

وذكرت وسائل إعلام صينية أن سكان شنغهاي والعديد من المقاطعات الواقعة على طول الساحل الجنوبي الشرقي للصين شعروا بالزلزال.

وتبعد الصين عن تايوان بحوالي 160 كيلومترا.

تحذير من تسونامي

أصدرت اليابان أوامر إخلاء للمناطق الساحلية القريبة من مقاطعة أوكيناوا الجنوبية وأطلقت تحذيرا من حدوث أمواج مد عاتية (تسونامي).

وتوقعت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية أن يصل ارتفاع الأمواج حتى ثلاثة أمتار إلى الساحل الجنوبي الغربي لليابان.

وجاء التحذير بعد وقوع زلزال بلغت قوته 7.7 درجة في المحيط بالقرب من تايوان.

وقالت الوكالة إن أمواجا كبيرة وصلت إلى جزيرة يوناجوني في الساعة 9:18 صباحا (0018 بتوقيت غرينتش)، قبل أن تعلن صباح الأربعاء- أن الإنذار 'انتهى إلى حدّ كبير'.