اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
30 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة: تهب رياح الاستطلاع من قلب المدن العراقية لتكشف أن الأزمات المتراكمة لم تعد تُدار إلا بستار الحملات الانتخابية، حيث تخفي الشعارات السياسية حقائق الانهيار المناخي والتنموي، فيتحول المشهد إلى لعبة خطابات انتخابية متكررة تُخفي تحتها صرخات الأرض والناس.
وتتصاعد التحذيرات من خبراء المناخ والاقتصاد بأن العراق يدخل مرحلة 'الأزمة التنموية-المناخية المتعددة الأبعاد'، إذ لم تعد المسألة محصورة بتراجع مناسيب دجلة والفرات أو موجات الغبار التي باتت موسمية، بل غدت مرتبطة بمستقبل الزراعة وإمكانية استمرار الحياة في القرى والأرياف، بما يدفع نحو هجرات داخلية واسعة تُهدد استقرار المدن وتزيد الضغط على الخدمات والبنى التحتية.
ويؤكد ناشطون بيئيون على منصات التواصل أن 'الانتخابات تبتلع كل شيء، حتى الطقس'، في إشارة إلى انشغال الأحزاب بجدل مقاعد البرلمان بدل مواجهة الجفاف.
وغرد أحد المدونين البغداديين قائلاً: 'الناس تبحث عن قطرة ماء، والأحزاب تبحث عن صورة على جدار'، وهو ما لاقى تداولاً واسعاً مع موجة استياء من إعلانات انتخابية تتحدث عن 'إعمار وهمي' و'بناء لم يأتِ أبداً'.
وتتعمق الأزمة مع تصاعد أزمة السكن التي دفعت آلاف العوائل إلى ضواحي المدن العشوائية، فيما تهاوت الصناعة والزراعة إلى الدرك الأسفل من سلم الأولويات الوطنية، حيث تشير بيانات رسمية إلى أن مساهمة الزراعة في الناتج المحلي للعراق لم تتجاوز 3% خلال السنوات الأخيرة، بينما ارتفعت معدلات البطالة بين الشباب إلى أكثر من 27% بحسب تقارير الأمم المتحدة لعام 2024.
ويحذر باحثون سياسيون من أن انشغال الأحزاب بالصراعات الانتخابية قد يفضي إلى 'تآكل العقد الاجتماعي'، إذ تتراكم الأزمات الاجتماعية والمناخية في آن واحد، لتشكل برميل بارود قابلاً للانفجار، فيما تكتفي الحملات الدعائية بترديد وعود إعمار لا يرى المواطن منها إلا الألوان الزاهية للملصقات.
وتشير شهادات مواطنين في سوق الشورجة ببغداد إلى أن الناس لا تثق بوعود السياسيين، إذ قال أحد الباعة: 'الحر يقتلنا، والغبار يطرد الزبائن، والسياسيون يتحدثون عن مشاريع خيالية'،
فيما عبر آخر عن مخاوفه من اضطراره لترك قريته في بابل إلى مناطق أكثر أمناً بيئياً إن استمر الجفاف.
About Post Author
زين
See author's posts