عُرف بغزوة مباركة.. "وادي القرى" اشتهر بالحب العذري وسكنته "غطفان"

محمود جبار - الخليج أونلاين

وادي القُرى، الذي يقع بين الشام والمدينة على مقربة من تيماء وخيبر في الجزيرة العربية، عُرف بوجود عديد من القرى فيه، سكنتها عدة قبائل عربية، وارتبط بغزوة من غزوات النبي محمد  (ﷺ) تحمل اسم الوادي 'وادي القرى' وقعت بين المسلمين واليهود.

كان ذلك في عام 7 هـ/628 م، عندما انصرف رسول الله (ﷺ) من خيبر فنزل وادي القرى ودعا أهلها إلى الإسلام فامتنعوا فحاصرهم أربعة أيام وفتحها، وولاها عمرو بن سعيد بن العاص.

وادي القرى:

ووادي القرى اسم على مسمى، حيث كان يضم قرى كثيرة نزلها اليهود وزرعوها.

الوادي اشتهر أيضاً بأسماء أخرى، ويعرف اليوم بوادي العلا.

الوادي كان طريقاً مهماً وعامراً بالقوافل الذاهبة إلى الشام والقادمة منه، فضلاً عن كونه طريقاً مهماً يربط عدة مناطق داخل الجزيرة العربية.

تعدّ الزراعة من أهم وأبرز المهن وأكثرها انتشاراً في الوادي؛ لخصوبة أرضه ووفرة مياهه وهو ما كان وراء وجود القرى التي انتشرت على امتداده.

في تلك الحُقب كان لكل بيتٍ بستانٌ تقريباً، وتوجد فيه ساعة شمسية 'طنطورة' مبنية من الحجر الرملي؛ يستخدمها الناس لتحديد الوقت ومواسم الزراعة.

عرف الوادي بزراعة العنب والحمضيات والبطيخ والنخيل. ويعتبر أحد أبرز المواقع الأثرية في المملكة وموقعاً سياحياً بارزاً.

البيت الشعري الشهير الذي نطق به الشاعر العربي جميل بن معمر، عندما قال: 'ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة... بوادي القرى إني إذاً لسعيدُ'، أحد الشواهد على الحب العذري الذي يفيض من بين جنبات هذه المنطقة.

في تلك الديار كان جميل قد بث أشواقه إلى مرابع قومه من 'بني عذرة' حتى صار الفن الأدبي 'العذري' يسمى باسمهم، لأن أحد أبنائهم كان مثله الأعلى وحامل لوائه.

كانت قبيلة جميل تسكن وادي القرى منذ القدم، وهو عادةً ما تظهر في أبياته ملامح وصفات بيئته التي أثرت في شعره.

تعود قصة حب جميل بن معمر لبثينة عندما رآها وهو يرعى الإبل، وجاءت بثينة بإبل لها لترِد الماء، فنفرت إبل جميلٍ فسبّها، ولم تسكت بثينة وإنما ردت عليه، أي سبته هي أيضاً.

وبدلاً من أن يَغضب أُعجب بها، واستملح سبابها فأحبها وأحبته، وبدأت السطور الأولى في قصة هذا الحب العذري الخالدة.

وقال جميل في ذلك:

وأول ما قاد المودة بيننا... بوادي بغيض، يا بثين، سباب

فقلنا لها قولاً فجاءت بمثله... لكل كلام، يا بثين، جواب

وتمر الأيام، وسطور القصة توالت سطراً بعد سطر، فتناقل وادي القرى قصتهما وأخبارهما.

ومنذ ذلك التاريخ يشتهر وادي القرى بالحب والتاريخ، لتوثق للمنطقة برمتها تراثاً أصيلاً وعراقة تاريخية وثقافية لافتة.

قبيلة غطفان

من بين أبرز القبائل التي سكنت وادي القرى، قبيلة غَطْفَان، وهي قبيلة ضخمة تنتمي إلى غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر  بن نزار  بن معدّ بن عدنان.

وقبيلة غطفان هي إحدى القبائل العربية التي كانت تعيش في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام.

_*موقع جبل تيأب ووادي النقمي أو باب النعمان*_

كان لغطفان دور مهم في تاريخ الجزيرة العربية قبل وبعد ظهور الإسلام.  

عديد من القبائل الغطفانية كانت من بين القبائل التي شاركت في العبور إلى شمال أفريقيا؛ بعد أن وهبهم الخليفة الفاطمي المستنصر أفريقيا.

ومن أهم قبائل غطفان التي دخلت شمال أفريقيا، 'فزارة' القبيلة الرئيسة في غطفان منذ الجاهلية، وقبيلة 'أشجع'.

وتنتشر غطفان اليوم في الجزيرة العربية والعراق وإيران وبلاد الشام وفلسطين ومصر وبلاد المغرب العربي.

نأتي للنتائج الجينية لحملة الموروث الغطفاني سواء لعدوان-غطفان و لعبس-العدنانية:

-جزء من قبيلة متعان-الحجاز على التحور Fgc4415،وعليه المواجد-غطفان العراق

-قبيلة بني رشيد أسفل التحور Fgc2