اخبار البحرين
موقع كل يوم -وكالة أنباء البحرين
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
تطوان في 29 يوليو / بنا / وجّه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المملكة المغربية، مساء اليوم الثلاثاء، خطابًا ساميًا إلى الشعب المغربي الوفي، وذلك بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء جلالته عرش أسلافه الميامين، والتي تصادف احتفالات عيد العرش المجيد.
وأكد العاهل المغربي، في مستهل خطابه، أن عيد العرش يشكل مناسبة سنوية لتجديد روابط البيعة المتبادلة ومشاعر الوفاء والتلاحم بين العرش والشعب، ولتقييم ما تحقق من منجزات وطنية، واستشراف آفاق المستقبل بثقة وتفاؤل.
وأوضح محمد السادس أن المملكة المغربية تمكّنت، منذ اعتلاء جلالته العرش، من تحقيق مسار تنموي متصاعد، يقوم على تعزيز وحدة البلاد وتماسكها، ودعم الاقتصاد الوطني بمختلف روافده، ضمن رؤية بعيدة المدى، واختيارات تنموية كبرى، في ظل الاستقرار السياسي والمؤسسي.
وأشار العاهل المغربي إلى أن الاقتصاد المغربي حافظ على نسبة نمو منتظمة خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من التحديات الدولية وتوالي سنوات الجفاف، مستعرضًا ما تشهده المملكة من نهضة صناعية كبيرة، تضاعفت خلالها الصادرات الصناعية منذ عام 2014، لا سيما في قطاعات السيارات والطيران والطاقات المتجددة.
ونوّه بالمكانة التي بات يحتلها المغرب كشريك اقتصادي مسؤول وموثوق، تربطه اتفاقيات للتبادل الحر مع عدد كبير من الدول، مستفيدًا من بنيات تحتية حديثة ذات مواصفات عالمية، ومنها مشروع تمديد خط القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش، والمشروعات الكبرى المرتبطة بالأمن المائي والسيادة الغذائية والطاقية.
وفي الشأن الاجتماعي، أكد جلالة الملك أن التنمية الاقتصادية لا تكتمل دون أثر ملموس على مستوى عيش المواطنين، مشيرًا إلى التراجع الملحوظ في مؤشرات الفقر متعدد الأبعاد، وانتقال المغرب إلى فئة الدول ذات التنمية البشرية العالية، وفق معطيات الإحصاء العام للسكان لعام 2024.
وفي هذا الإطار، شدد على ضرورة تدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية، والانتقال من مقاربات تقليدية إلى أخرى مندمجة، تعتمد على التثمين المحلي والعدالة المجالية، من خلال برامج تنموية جديدة تستهدف التشغيل، وتحسين الخدمات الاجتماعية، والتدبير المستدام للموارد، وتأهيل المجالات الترابية.
كما دعا العاهل المغربي إلى الإعداد المبكر والجيد للانتخابات التشريعية المقبلة، المقررة في موعدها الدستوري، موجّهًا الحكومة إلى اعتماد المنظومة القانونية المؤطرة للعملية الانتخابية قبل نهاية العام الجاري، وفتح مشاورات سياسية موسعة بشأنها.
وعلى صعيد العلاقات الخارجية، جدد الملك التأكيد على موقفه الثابت تجاه الأشقاء في الجزائر، مؤكدًا أن الشعب الجزائري يظل شعبًا شقيقًا تجمعه بالمغرب روابط تاريخية وإنسانية متينة، داعيًا إلى حوار صادق ومسؤول لتجاوز الخلافات، وتعزيز العلاقات الثنائية.
كما عبّر محمد السادس عن اعتزازه بالدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي ونهائي لقضية الصحراء المغربية، مشيدًا بمواقف المملكة المتحدة والبرتغال الداعمة لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وفي ختام خطابه السامي، أعرب جلالة الملك عن بالغ اعتزازه وتقديره لكافة أفراد القوات المسلحة الملكية، والأجهزة الأمنية والإدارية، على ما يبذلونه من تضحيات في سبيل أمن الوطن واستقراره، مستحضرًا بكل تقدير أرواح الملوك الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، طيب الله ثراهما.
ع.س, ع.إ , A.A.M