اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٣ أيلول ٢٠٢٥
أبوظبي - الخليج أونلاين
يعكس هذا التحول قدرة الإمارات على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، فضلاً عن وضعها كطرف فاعل في أسواق التصدير العالمية
باتتالإمارات العربية المتحدة أحد اللاعبين الرئيسيين في قطاع الغاز الطبيعي المسال، بعد أن كانت لفترة طويلة تعتمد على واردات الغاز.
هذه التحولات لم تحدث صدفة، بل جاءت نتيجة استراتيجيات طويلة الأمد لتعزيز القدرة الإنتاجية وتوسيع شبكة الشركاء الدوليين وتطوير مشاريع غازية منخفضة الانبعاثات، بما يتماشى مع أهداف الدولة في مجال الاستدامة والطاقة النظيفة.
وحتى وقت قريب، كانت الإمارات تستورد الغاز الطبيعي من جارتها قطر لتلبية احتياجاتها المحلية، خصوصاً مع نمو الطلب الصناعي والطاقة الكهربائية.
اكتفاء ذاتي
ويعكس هذا التحول قدرة الإمارات على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، فضلاً عن وضعها كطرف فاعل في أسواق التصدير العالمية، خصوصاً نحو آسيا حيث تشهد الدول الصناعية الكبرى هناك نمواً مستمراً في الطلب على الغاز الطبيعي المسال.
لكن مع التوسع في استثمارات شركات الطاقة الإماراتية، خاصة شركة 'أدنوك'، تمكنت الإمارات من تطوير مشاريع غازية ضخمة جعلتها قادرة على تصدير فائض الإنتاج إلى الأسواق العالمية أهمها:
- جزيرة داس
- مشروع الرويس
- منشأة الفجيرة
اتفاقيات عملاقة
وفي خطوة حديثة تؤكد مكانة الإمارات في السوق العالمي، أعلنت شركة 'أدنوك' (الأربعاء 27 أغسطس 2025) توقيع اتفاقية بيع وشراء مدتها 15 عاماً مع 'مؤسسة النفط الهندية المحدودة'، أكبر شركة طاقة متكاملة في الهند، لتوريد مليون طن سنوياً من الغاز الطبيعي المسال، تؤمن بشكل رئيسي من 'مشروع الرويس'.
وبحلول عام 2029، من المتوقع أن تصبح 'مؤسسة النفط الهندية' أكبر عملاء 'أدنوك' في مجال الغاز المسال، بإجمالي 2.2 مليون طن سنوياً، منها 1.2 مليون طن من جزيرة داس ومليون طن من 'مشروع الرويس'.
كما تأتي هذه الاتفاقية في إطار اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة الموقعة بين الإمارات والهند عام 2022، والتي عززت التعاون الثنائي في مجالات التجارة والطاقة.
وتركز الإمارات حالياً على تعزيز وجودها في أسواق آسيا، حيث الطلب على الغاز الطبيعي في ارتفاع مستمر، لا سيما في الأسواق الآسيوية الصاعدة كالهند، وكوريا الجنوبية، واليابان والصين.
ففي فبراير 2025، وقعت شركة بترول أبوظبي الوطنية 'أدنوك'، اتفاقاً لتوريد 0.8 مليون طن سنوياً من الغاز المسال مع شركة 'أوساكا غاز' اليابانية، لمدة 15 عاماً.
وقالت الشركة الإماراتية في بيان لها، إنه بهذا الاتفاق تكون قد أمّنت اتفاقيات بيع أكثر من 83% من السعة الإنتاجية لمشروع الرويس للغاز المسال الذي يبدأ التشغيل في 2028.
وعقبوقف استيراد الوقود الروسي بعيد غزو أوكرانيا إلى الدول الأوروبية، عام 2022، بدأت شركة النفط الإماراتية العملاقة 'أدنوك' تخطط للتوسع وتعزيز وجودها هناك.
وبحسب 'بلومبيرغ' فإن 'أدنوك' سعت إلى تحويل عملياتها التجارية الوليدة إلى أعمال بمليارات الدولارات من خلال تعزيز وجودها في أوروبا، والتوسع في أشكال أخرى من الطاقة.
ومنذ عام 2022، أبرمت الإمارات سلسلة اتفاقيات دولية لتوريد الغاز الطبيعي المسال، أبرزها مع ألمانيا لتوريد 700 ألف طن سنوياً لمدة 3 سنوات، وفرنسا لمدة ثلاث سنوات وبقيمة تصل إلى 1.2مليار دولار، إلىالصين لتوريد مليون طن سنوياً لمدة 15 عاماً.
توسع مستمر
توسع حضور الإمارات في سوق الغاز له انعكاسات مباشرة على الاقتصاد الوطني، إذ يسهم في زيادة العوائد النفطية والغازية غير التقليدية، ويعزز القدرة التنافسية للدولة في أسواق الطاقة العالمية، كما أن الاتفاقيات طويلة الأمد تمنح الإمارات نفوذاً استراتيجياً عبر 'أدنوك'.
و'أدنوك' هي واحدة من أكبر شركات الطاقة في العالم، تقاس بالاحتياطيات والإنتاج، حيث تمتلك 16 شركة فرعية في مراحل الإنتاج الأولية والوسطى والتكميلية، كما تقوم بتطويرحقول الغازالبرية والبحرية.
كما تعمل 'أدنوك للإمداد'، التي لديها أكثر من 200 سفينة تنقل النفط الخام والمنتجات المكررة والمواد السائبة الجافة والحاويات وغاز البترول المسال والغاز الطبيعي المسال، على توسيع أسطولها لمواكبة الطلب المتزايد من النمو في أعمال التنقيب والإنتاج التابعة للشركة المملوكة للدولة.
وكانت 'أدنوك' أعلنت عام 2023 رصد550 مليار درهم (150 مليار دولار) للتوسع بقطاع النفط والغاز خلال السنوات الخمس القادمة.
وخلال العام 2024، ارتفعت صادرات الإمارات من الغاز المسال في 2024 بنسبة 8.3%، ما يعادل 0.45 مليون طن، على أساس سنوي، حسب تقرير 'مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024'، الصادر عنوحدة أبحاث الطاقة الأمريكية.
كما ارتفعت صادرات الغاز المسال الإماراتي إلى 5.84 ملايين طن خلال 2024، مقابل 5.39 ملايين طن في عام 2023، وسط استحواذ الدول الآسيوية على جميع الشحنات، بقيادة الهند، فيما بلغ مجموع إنتاجها61.4 مليار متر مكعب.
كما تواصل الإمارات أيضاً اكتشافاتها في هذا المجال، ففي العام 2024أعلن مجلس النفط في إمارة الشارقة اكتشاف جديد للغاز في حقل 'هديبة'؛ الواقع إلى الشمال من حقل الصجعة بالإمارة، وبكميات اقتصادية مبشرة.
وفي يونيو 2025، أعلنت 'أدنوك للغاز' اتخاذها قرار الاستثمار النهائي وترسية عقود بقيمة 5 مليارات دولار لتنفيذ المرحلة الأولى من 'مشروع تطوير الغاز الغني'، في أكبر استثمار رأسمالي بتاريخ الشركة.
ويشمل المشروع توسيع وحدات رئيسة لمعالجة الغاز في أربع منشآت رئيسة: 'عصب'، و'بوحصا'، و'حبشان'، ومنشأة 'جزيرة داس' البحرية، بهدف زيادة الإنتاج ورفع الكفاءة التشغيلية.
كما أكدت فاطمة النعيمي، الرئيسة التنفيذية لـ'أدنوك للغاز'، أن 'هذه الخطوة تدعم استراتيجية الشركة لزيادة الأرباح بنسبة تتجاوز 40% بين 2023 و2029، كما ستسهم في خلق مئات من الوظائف الفنية، وتعزيز المحتوى الوطني'.
وبحسب 'أدنوك' فإنالإمارات تسعى إلى تعزيز مكانتها في سوق الغاز الطبيعي المسال من خلال عدة استراتيجيات هي: