اخبار الإمارات
موقع كل يوم -وطن يغرد خارج السرب
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
وطن – في مشهد سياسي يمزج الصفقات بالمديح، لم يتردد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تحويل جولته الخليجية إلى استعراض لغوي مليء بالإطراء الفاخر لزعماء العرب. من الرياض إلى الدوحة، ومن بن سلمان إلى الشرع، الكلمات التي استخدمها ترامب لم تكن دبلوماسية فحسب، بل تشبه تغزّل تاجر بالعقار أكثر من رئيس دولة يتحدث عن الحلفاء.
في السعودية، وصف محمد بن سلمان بـ'القائد الحكيم' وقال إنه 'شاب ذكي ومثير للإعجاب'، بينما مدح صفقات الأسلحة والنفط، مؤكدا أن قيمتها تصل إلى 'تريليون دولار'.
أما في قطر، فأثنى على الأمير تميم ووصف الرخام في الديوان الأميري بأنه 'فاخر للغاية'. كل ذلك، بينما كانت طائرات F-15 ترافقه في الأجواء كإعلان عن ولادة مرحلة جديدة من الصفقات الإقليمية.
لكن الغريب أن القائمة لم تتوقف هنا. ترامب وصف أحمد الشرع، الرئيس السوري الجديد، بأنه 'شاب جذاب ذو ماضٍ قوي'، رغم أن الشرع كان سابقاً زعيماً لجبهة النصرة المصنفة على قوائم الإرهاب. فهل بات 'الإرهاب' قابلًا لإعادة التدوير؟ وهل يكفي المظهر والصيغة الدبلوماسية لشراء القبول الأميركي؟
زيارة ترامب لم تكن فقط محطات رسمية، بل أقرب إلى مزاد سياسي يتحدد فيه ثمن الدعم الأميركي بناءً على الصفقات، لا المبادئ. فقد غاب الحديث عن حقوق الإنسان، غزة، أو حتى الديمقراطية، لتحل محلها لغة المصالح والعقود.
في النهاية، يتضح أن في قاموس ترامب السياسي، القائد 'عظيم' طالما كان الدفع 'سخيًا'، والرئيس 'حكيم' طالما أن الرخام 'فاخر'.. فهل نعيش زمن العلاقات على طريقة عروض العقارات؟!