اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٥ أب ٢٠٢٥
إبراهيم شاكر - الخليج أونلاين
المسيرات التركية تدخل في الخدمة بدولة الكويت والسعودية وقطر، والإمارات تبدي اهتماماً كبيراً بها نظراً للجدارة القتالية التي أبدتها في عدد من ميادين القتال.
في تحول استراتيجي لافت، دخلت طائرات 'بيرقدار TB2' التركية المسيّرة ساحة العمليات العسكرية في الخليج العربي، آخرها عبر الكويت، التي بدأت استخدامها رسمياً ضمن قوام قواتها الجوية في (17 يوليو 2025).
دخول مسيّرات 'بيرقدار' في الخدمة، يعكس حجم الاعتماد الخليجي على هذه المنظومة التي أثبتت كفاءتها في ميادين حقيقية، مثل ليبيا وقره باغ وأوكرانيا، وأيضاً شمال سوريا والعراق.
إلى جانب الكويت، أظهرت السعودية وقطر والإمارات اهتماماً كبيراً بهذه المسيّرات، نظراً لكلفتها القليلة، وأيضاً كفاءتها العالية، وقلة التعقيدات في الحصول عليها، مقارنةً بالمسيّرات الأمريكية، التي تحتاج للحصول عليها إلى موافقات تشريعية قد تنتهي بالرفض، فضلاً عن كلفتها العالية.
دخول 'بيرقدار' في الخدمة بأجواء الخليج، حتماً سينعكس على قوة الردع الخليجية، وسيساهم في تعزيز الروابط العسكرية مع تركيا، ويوفّر أيضاً بديلاً مؤقتاً وربما دائماً لسد فجوات الاحتياج الدفاعي في ظل الوضع الأمني والعسكري المعقد حالياً.
استخدام كويتي
في (17 يوليو 2025)، دشن وزير الدفاع الكويتي، الشيخ عبدالله علي الصباح، طائرات 'بيرقدار TB2'، في قاعدة الصباح الجوية، في إطار مسعى الوزارة لدعم خطط التطوير والتحديث المستمر للمنظومات الدفاعية، بهدف رفع الجاهزية القتالية وتحقيق أعلى مستويات الأمن والاستقرار في البلاد.
وتسعى الكويت للاستفادة من قدرات 'بيرقدار' التركية، مثل دقة الرصد والاستطلاع، والقدرة العالية على تنفيذ مهام الدعم الجوي والعمليات التكتيكية، مما يعزز من قدرات الجيش عموماً والقوة الجوية خصوصاً، مواكبةً للتطور التكنولوجي العسكري العالمي.
وتعد هذه الخطوة تتويجاً لاتفاق أُبرم بين الكويت وتركيا في 2023، بقيمة 367 مليون دولار، لتوريد طائرات 'بيرقدار TB2'، لتكون من بين الدول الخليجية التي تتجه للاستفادة من هذا السلاح الفعّال.
توجه خليجي
الكويت لم تكن الأولى خليجياً، فقد سبقتها قطر، التي أصبحت في 2019 أول دولة تحصل على 'بيرقدار TB2' خارج تركيا، بعد توقيع اتفاقية في مارس 2018 شملت 6 طائرات، ومحطات تحكم، ودعماً لوجستياً وفنياً، إضافة إلى خضوع 55 ضابطاً قطرياً لتدريب استمر أربعة أشهر في تركيا.
كذلك تسلّمت الإمارات 20 طائرة من طراز 'بيرقدار TB2'، في سبتمبر 2022، وفق تقرير لوكالة 'رويترز'، وسط رغبة إماراتية لشراء المزيد من تلك الطائرات التي أثبتت جدارتها في عدة ميادين، وساهمت في لفت نظر العالم لقوة المسيّرات ودورها المحوري في الحروب.
والسعودية هي الأخرى أبدت اهتماماً كبيراً بالطائرات المسيرة الحربية، في حين نقلت 'رويترز' عن مسؤول تركي كبير أن الرياض ترغب في شراء طائرات مسيّرة مسلحة وإنشاء مصنع لإنتاجها في أراضي المملكة.
وقال المسؤول إن شركة 'بايكار': 'ندرس الطلب السعودي لإنشاء مصنع'، لكنه أوضح أن القرار الاستراتيجي يعود للرئيس رجب طيب أردوغان، معتبراً أن هناك قضايا أخرى مثل الاستثمارات السعودية في تركيا 'لا تتحرك بأسرع ما يمكن'.
وفي يوليو 2023، وقعت شركة 'بايكار' أكبر صفقة تصدير على صعيد الدفاع والطيران في تاريخ تركيا مع وزارة الدفاع السعودية، تتضمن شراء مسيّرات 'بيرقدار أكنجي تيها'، في حين أبدت الرياض اهتماماً كبيراً بطائرة 'قآن' المقاتلة التركية من الجيل الخامس، مع تقارير تتحدث عن خطة سعودية لشراء 100 طائرة منها.
تغيير معادلة الحرب
وتمثل طائرات 'بيرقدار TB2'، أحد أبرز تجليات الحرب الجديدة، وساهمت بشكل كبير في تغيير معادلات الحرب، ولفتت نظر العالم لأهمية هذا النوع من المسيرات، ودورها في حسم الحروب.
وبحسب تقرير حديث لمركز 'الأمن الأمريكي الجديد' (CNAS)، فإن تركيا باتت أكبر مورّد عالمي للطائرات المسيّرة العسكرية، متفوقة على الصين والولايات المتحدة، عبر تصدير 65% من مجموع الطائرات الموردة إلى 40 دولة منذ 2018.
وقد أثبتت 'بيرقدار' كفاءتها في مسارح عمليات حقيقية، خاصة في أوكرانيا، حيث ساعدت في صدّ تقدم روسي خلال الأسابيع الأولى من الحرب، كما أدت أدواراً حاسمة في دعم حكومة الوفاق الليبية ضد قوات اللواء خليفة حفتر، وفي حرب قره باغ الثانية، حين ساهمت في ترجيح كفة أذربيجان.
وبإمكان هذه الطائرات، التحليق لمدة 24 ساعة متواصلة على ارتفاع أكثر من 20 ألف قدم، وحمل ذخائر موجهة بدقة عالية مثل 'MAM-L' و'MAM-C'، واستهداف المركبات المدرعة والتحصينات والأهداف البحرية بدقة، ما يجعلها أداة مثالية في الحروب غير التقليدية، ومهام مكافحة التسلل، والاستطلاع بعيد المدى.
ورغم أن طائرات 'بيرقدار' لا تضاهى من حيث تكنولوجيا طائرات إسرائيلية وأمريكية من الجيل الأحدث، إلا أن ما يجعلها جذابة للدول الخليجية وغيرها، هو أنها منخفضة التكلفة، وذات قيود تصدير أقل، وتقدم أداءً عملياً مميزاً، خاصة في مهام الرصد والقتال في بيئات شديدة التعقيد.
ويبرز الاعتماد على 'بيرقدار TB2'، الرغبة في إعادة تشكيل الاستراتيجيات الدفاعية في منطقة الخليج، فالاعتماد على الطائرات المسيّرة بات أساسياً في مواجهة تهديدات غير التقليدية.
تعزيز التعاون
ويرىالخبير العسكري العقيد إسماعيل أيوب، أن المسيرات التركية أثبتت جدارتها في كثير من ساحات القتال، وبالتالي حظيت باحترام كثير من الدول، بما فيها دول مثل أوكرانيا التي تصنع مسيرات بنفسها.
وأضاف أيوب في تصريح لـ'الخليج أونلاين': 'حتى المقاتلة التركية قآن، التي جرى اختباراتها في تركيا، هناك الكثير من دول الخليج مهتمة بالحصول عليها، مثل السعودية التي تريد شراء 100 مقاتلة في حال تم إنتاجها، لكن هذا الكلام سابق لأوانه، بما أن المقاتلة لم يتم اعتمادها قيد التجارب'.
ولفت إلى أن دخول طائرات 'بيرقدار TB2' الخدمة في الكويت، سيعزز الوضع العسكري والأمني في أراضيها، سواء كانتهذه المسيرات من أجل المراقبة والاستطلاع، أو من أجل مهام قتالية.
ويضيف: 'السعودية استوردت عدداً غير معروف الكمية من تركيا، والآن الكويت وربما قطر، وبالتالي بشكل أو بآخر، مجلس التعاون الخليجي متماسك، ويمكنه الاعتماد على هذه المسيرات الموجودة في هذه الدول'.
واستطرد قائلاً: 'هذا الحضور للمسيرات التركية، سينعكس على العلاقات العسكرية بين تركيا ودول الخليج بشكل جيد،خاصة أن هذه المسيرات كان لها دور بارز في سوريا خلال حقبة النظام البائد، وكذلك النزاع في ليبيا وأوكرانيا'.
أهمية بالغة
وقال العقيد إسماعيل أيوب، إن سلاح المسيرات أصبح في غاية الأهمية في هذه المرحلة، نظراً لقدرته على جمع المعلومات الاستطلاعية، وكذا المشاركة في عملية التدمير، فضلاً عن وجود أنواع كثيرة منه.
واستطرد قائلاً لـ'الخليج أونلاين':