اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٥
نيويورك - الخليج أونلاين
بدأ التلاسن حين وجه المندوب الإماراتي انتقادات قائلاً إن 'القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أقصتا نفسيهما'.
شهدت جلسة مجلس الأمن المخصصة لمناقشة تطورات الأزمة السودانية مواجهة دبلوماسية نارية بين مندوب الإمارات لدى الأمم المتحدة محمد أبو شهاب وسفير الخرطوم الحارث إدريس، تبادل فيها الطرفان الاتهامات بشكل مباشر حول مسؤولية كل منهما عن استمرار الحرب في السودان ودعم الأطراف المتحاربة.
بدأ التلاسن حين وجه المندوب الإماراتي انتقادات غير مسبوقة للطرفين المتنازعين في السودان، قائلاً إن 'القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أقصتا نفسيهما من أي دور في مستقبل البلاد، بعد أن انخرطتا في حرب مدمرة أودت بحياة الآلاف'.
وأضاف: 'لقد كانت دولة الإمارات واضحة منذ اليوم الأول، هذه الحرب ليست صراعاً من أجل الديمقراطية أو السيادة، بل صراع على السلطة بين طرفين عسكريين فقدا شرعيتهما الأخلاقية والسياسية'.
وتابع أبو شهاب بنبرة حادة: 'لا يمكن للعالم أن يواصل التعامل مع الأطراف التي تمارس القتل والنهب وتدعي أنها تمثل السودان، الحقيقة أن المدنيين وحدهم هم من يملكون الحق في رسم مستقبل بلادهم، وليس من لوثت أيديهم بدماء الأبرياء'، مؤكداً أن'الجيش والدعم السريع لا يمثلان الشعب السوداني، بل يمثلان المأساة التي يعيشها، وعلى المجتمع الدولي أن يتعامل مع المدنيين لا مع جلاديهم'.
وأشار إلى أن 'الإمارات تعمل منذ بداية الحرب مع شركائها الإقليميين والدوليين على دعم الجهود الإنسانية والسياسية لوقف النزيف'، مذكراً أن 'بلاده قدمت أكبر دعم إغاثي للشعب السوداني من خلال المساعدات الإنسانية المباشرة والعمليات الطبية والإيوائية'.
وشدد قائلاً: 'من المعيب أن تُتهم الإمارات، وهي التي فتحت مستشفياتها ومخازنها ومطاراتها لاستقبال الجرحى والنازحين، بأنها طرف في الصراع'.
لكن السفير السوداني الحارث إدريس قاطع حديثه بشدة قائلاً: 'هذه ليست الحقيقة، أنتم من يغذي الحرب بالسلاح والمال، أنتم من ترسلون الطائرات المسيرة لقصف المدنيين في دارفور'.
وتابع غاضباً: 'قدمتُ لهذا المجلس عشرات الوثائق التي تثبت تورط الإمارات في دعم قوات الدعم السريع بالأسلحة والذخائر، وتمويل مرتزقة من خارج السودان'.
وتصاعد التوتر في القاعة حين قال إدريس، موجهاً حديثه لأبو شهاب: 'مكانك ليس على طاولة مجلس الأمن بل في صفوف المليشيا التي ترعاها'، مشيراً إلى أن 'قوات الدعم السريع تسرق الذهب السوداني وترسله إلى الإمارات، التي تمثل اليوم الوجه الاقتصادي لتجارة الحرب في السودان'.
ورد المندوب الإماراتي بنبرة حازمة: 'هذه ادعاءات خطيرة ومغلوطة ومكررة، الإمارات لم ولن تكون طرفاً في النزاع. نحن ندعو إلى وقف الحرب فوراً، وندعم مبادرات الاتحاد الأفريقي والإيغاد، ونؤمن بأن الحل في السودان يجب أن يكون سودانياً خالصاً'.
وأضاف: 'من المؤسف أن يستغل البعض منابر الأمم المتحدة لتبرير فشلهم الداخلي عبر اختلاق أعداء خارجيين'.
وتابع قائلاً: 'نحن لا نقف مع أي طرف عسكري، بل مع الشعب السوداني. ومن يزايد على موقفنا عليه أن يسأل عن حجم المساعدات التي قدمتها الإمارات مقارنة بأي طرف آخر'.
وأردف: 'تكرار الاتهامات لن يغيّر الحقيقة، فالإمارات ليست جزءاً من المشكلة، بل تعمل لتكون جزءاً من الحل'.
وفي ختام الجلسة، شدد السفير السوداني على ضرورة فتح تحقيق دولي حول ما وصفه بـ'جرائم الإبادة الجماعية في الفاشر'، داعياً مجلس الأمن إلى 'فرض عقوبات على الداعمين الإقليميين لقوات الدعم السريع'.
فيما جدد أبو شهاب رفضه لما أسماه 'الخطاب العدائي' ضد بلاده، مؤكداً أن 'الإمارات ستواصل العمل من أجل السودان الموحد والمستقر'.
وغادر المندوبان القاعة وسط توتر ملحوظ، في واحدة من أكثر الجلسات سخونة في مجلس الأمن منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث عكست المواجهة العلنية حجم الانقسام الدولي حول دور الأطراف الإقليمية في النزاع المستمر.


































