اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الإمارات اليوم
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
كشفت دراسة أثرية جديدة في جنوب إسبانيا أن النسور كانت - دون قصد - تحتفظ بمجموعة من الأشياء البشرية لقرون، وذلك من خلال محاولة بناء منازل لصغارها.
واكتشف باحثون، أثناء دراستهم التي نُشرت في مجلة «علم البيئة»، 12 عشاً قديماً للنسور الملتحية، مجموعة من الآثار التي تعود إلى قرون، بدءاً من حذاء إسبادريل (مصنوع من مواد طبيعية) عمره 750 عاماً، وأحزمة جلدية، ومسامير قوس ونشاب، ومقلاع، وحتى شظايا سلال مصنوعة من عشبة الخيش، وهي العشب نفسه الذي لا يزال يُستخدم في أحذية الإسبادريل الحديثة.
وانقرضت النسور في تلك المنطقة من جنوب إسبانيا منذ أكثر من 70 عاماً، ولكنها خلال وجودها استخدمت كهوف المنحدرات القريبة لأجيال عديدة، حيث كان كل طائر ينسج أعشاشه بإتقان، مستفيدة من العظام وأغصان الأشجار وكل ما سرقته من البشر. وقد وصفها أنطوني مارغاليدا، الباحث المشارك في الدراسة، بأنها «متاحف طبيعية أصيلة».
وكانت أعشاش النسور هذه مليئة بأشياء من صنع الإنسان، لدرجة أن ما يزيد على 9% منها كانت مما سرقته النسور من البشر. ويفترض علماء الآثار أن النسور كانت على الأرجح تقتات على المواد الضالة المتروكة في العراء. فإذا سقط صندل من فلاح، كان النسر يلتقطه ويهرب به ليجعله جزءاً من العش الذي سيتخذه أبناؤه منزلاً لهم.
ولم تتدهور أي من المواد كثيراً بمرور الوقت، إذ تتمتّع الكهوف بمناخ محلي مستقر وجاف، مثالي لحفظ المواد العضوية لمئات السنين. ويُشير التأريخ بالكربون المشعّ إلى أنّ عمر حذاء العشب كان نحو 750 عاماً.
ومن الواضح أنّ هذا السلوك ليس جديداً، ولم يتوقف. الشيء الوحيد الذي تغيّر هو نوع الأشياء التي تأخذها الطيور منّا. في الوقت الحاضر، يجد الباحثون أنواعاً مختلفة من النفايات من صنع الإنسان تصطفّ على جدران أعشاش الطيور، من التحف البلاستيكية العشوائية إلى أغلفة الحلوى.
وفي عام 2021، عثر فريق من الباحثين على صندوق صدفيّ من البوليسترين لمطعم ماكدونالدز ماك تشيكن يعود تاريخه إلى عام 1996 في عشّ طائر.