اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٣ أب ٢٠٢٥
كامل جميل - الخليج أونلاين
- لنجم سهيل حضور قوي في التراث العربي في العموم، وتراث دول الخليج العربي خاصة.
- الاهتمام بسهيل يدل على اهتمام العرب بالنجوم، ومعرفتهم الوثيقة بارتباط ظهورها بالتغيرات المناخية ودخول المواسم.
يفتح يوم الأحد 24 أغسطس 2025، الباب لموسم ينتظره الخليجيون بشغف، مستبشرين بطلوع 'نجم سهيل' الذي يشير إلى تغيير الطقس بشكل تدريجي من الحرارة الشديدة التي تفوق 50 درجة مئوية في بعضا الأيام.
'نجم سهيل' ليس مجرد جرم أو حدث فلكي سنوي، بل يرتبط بثقافة سكان الخليج وحياتهم وتراثهم، له وقع خاص في ذاكرتهم الجمعية، إذ يعدّ المُعلن لقدوم أجواء لطيفة بعد فصل شديد الحرارة.
الحدث الفلكي يلازم سكان الخليج منذ عصور قديمة، إذ يوصف بجلب الطمأنينة، ويرتبط بالحياة اليومية، حيث يعطي إشارة إلى بداية موسم الصيد فينطلق الصيادون في البحر، وعليه يعتمد البحارة دليلاً لمسيرهم في البحر ويتهيأ الفلاحون لبذر أراضيهم.
وهذا النجم هو ثاني ألمع نجم يمكن رؤيته بالعين المجرّدة بعد 'الشعرى اليمانية'، ما جعله محط أنظار العرب قديماً وحديثاً، بل واهتمام وكالات الفضاء المعاصرة مثل 'ناسا' التي وظفته لأغراض الملاحة الفضائية.
يعد نجم سهيل أحد نجوم كوكبة السفينة، ومنها سماه بدو العرب 'سفينة الصحراء'، ويقع في منطقة نجوم تسمى 'القاعدة'، وهو ألمع نجم قريباً من الأفق الجنوبي.
ولنجم سهيل حضور قوي في التراث العربي في العموم، وتراث دول الخليج العربي خاصة، وهو ما يدل على اهتمام العرب بالنجوم، ومعرفتهم الوثيقة بارتباط ظهور النجوم بالتغيرات المناخية ودخول المواسم.
ويبلغ عدد أيام الموسم 52 يوماً مقسمة على أربعة نجوم؛ الأول منه صيف، والثلاثة الآخرون خريف.
وفي المخيال الشعبي التراثي الخليجي يقال في سهيل: 'إذا طلع سهيل طاب الليل، وامتنع القيل، ويتلمس التمر في الليل، ولا تأمن السيل، كناية عن أن فرصة الأمطار فيه تزداد بمشيئة الله'.
ويشهد بداية ظهور 'سهيل':
انكسار حدة الحر، خاصة في المساء على أنحاء مختلفة من المنطقة، مع تغيرات جوية بطيئة.
تغيُّر مصدر الرياح؛ فيكون مصدرها في الغالب معتدلاً في طبقات الجو.
تبدأ درجات بالتراجع الحرارة أسبوعياً بشكل طفيف.
يظهر كذلك النجوم (الطرفة – الجبهة – الزبرة – الصرفة).
أول طالع منه يعتبر آخر الصيف، والطوالع الثلاثة الباقية من فصل الخريف.
ومن تأثيرات دخول نجم سهيل:
انكماشمنخفض الهند الموسمي ويقل تأثيره على بلدان الخليج وخاصة السعودية.
تراجع الرياح الشمالية المثيرة للغبار والأتربة والسموم وتنهض الرياح الجنوبية، التي تمر على مسطحات الخليج المائية وتحمل معها الرطوبة فتكسر حدة الحر على المناطق الوسطى.
تشتد حمأة السواحل خلال الأيام الأولى، فترتفع درجات الحرارة المحسوسة جسمياً، ويأتي الشعور بالسأم والملل، وخاصة إذا توقفت حركة الرياح.
وبحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا) يقول المهندس فيصل الأنصاري، المدير التنفيذي لدار التقويم القطري، إن سكان دول منطقة الخليج يستبشرون بطلوع نجم سهيل لما له من أهمية عندهم؛ لافتاً إلى أن طلوعه يمثل علامة على اعتدال الجو تدريجياً في المنطقة.
ويضيف أنه في فترة طلوع النجم 'يبدأ التغير الفصلي وانتهاء رياح السموم، وانكسار حدة الحرارة تدريجياً خاصة في وقت الليل؛ وفيه يطول الليل ويقصر النهار، وتكون فرصة سقوط الأمطار قائمة'.
من جهته أكد الدكتور بشير مرزوق، الخبير الفلكي بدار التقويم القطري، أن سكان دولة قطر سيتمكنون من رؤية نجم سهيل بالعين المجردة باتجاه الأفق الجنوبي لسماء دولة قطر خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر المقبل.
ويلفت مرزوق إلى أن نجم سهيل يُعرف عند العرب بـ'سهيل اليماني أو الجنوبي'، لأنه يمكن رؤيته ورصده باتجاه الأفق الجنوبي دائماً. ويُعد ألمع نجوم كوكبة قاعدة السفينة، ويبعد عن الأرض بنحو 300 سنة ضوئية.
من جانبه، أوضح الباحث الفلكي محمد رضا آل عصفور، في تصريح لصحيفة 'الأيام' البحرينية، أن هذا الحدث الفلكي لا يعني بالضرورة تحسّن الطقس بشكل مباشر كما يعتقد البعض.
وأكد أن الاعتدال الخريفي ونهاية الصيف سيكون في 22 سبتمبر المقبل، وأن انخفاض درجات الحرارة في البحرين والمنطقة يكون تدريجياً، مشدداً على أن طلوع النجم يمثل علامة فلكية تقليدية أكثر من كونه مؤثراً مباشراً في المناخ.
ووفق ما أوردت جمعية الإمارات للفلك، يصاحب طلوع 'سهيل' ما يُعرف بـ'حساب الدرور'، الذي يُعنى برصد التغيرات البيئية والمناخية المصاحبة لهذه الفترة.ومن هذه التغييرات:
تلمّس برودة الماء وأديم الأرض فجراً.
احتفاظ التربة برطوبتها حتى الصباح عند ريّها مساءً.
انخفاض حاجة الإبل للماء.
بدء اخضرار أشجار السمر من جهة الجنوب.
قدوم بعض طيور البحر مثل طائر الصلال، وهي جميعها علامات دالة على بداية التحول الموسمي في المناخ.