اخبار الإمارات
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ١٥ حزيران ٢٠٢٥
إبراهيم شاكر - الخليج أونلاين
هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز وضرب المصالح والقواعد الأمريكية في المنطقة.
التصعيد بين 'إسرائيل' وإيران ألقى بظلاله على أسواق الطاقة العالمية وفق 'بلومبيرغ'.
تأخذ الحرب بين إيران و'إسرائيل' بُعداً أكثر خطورة، إذ يخوض الجانبان أخطر مواجهة عسكرية مباشرة بينهما، وهو ما قد يدفع المنطقة لحرب شاملة.
وبينما لا يزال أُفُق التصعيد بين الدولتين غير واضح، تتزايد المخاوف لدى دول الشرق الأوسط من احتمال انزلاقها نحو الحرب خصوصاً منطقة الخليج، بحكم قربها من إيران، وتشابك مصالحها الاقتصادية والجغرافية معها ومع الولايات المتحدة أيضاً.
وخلال اليومين الماضيين صدرت تصريحات إيرانية تتضمن الإشارة إلى إمكانية استهداف القواعد والمصالح الأمريكية في المنطقة، وإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، وهي إشارة غير جيدة بالنسبة لدول الخليج التي تسعى جاهدة لتهدئة التوتر، والحيلولة دون اتساع رقعة اللهب.
ومرة أخرى، تبدو دول مجلس التعاون في منطقة اختبار صعبة للتعامل مع هذا التصعيد الخطير الذي قد يتسع بطريقة يصعب احتواؤها، وهو ما يثير تساؤلات ملحّة حول ارتدادات هذه الحرب.
تصعيد خطير
فجر الجمعة (13 يونيو)، شنت 'إسرائيل' سلسلة هجمات مباغتة، استهدفت منشآت نووية وأخرى عسكرية داخل الأراضي الإيرانية، فضلاً عن هجمات أخرى أودت بحياة قرابة 20 من قيادات الصف الأول بالجيش الإيراني والحرس الثوري، على رأسهم رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسن سلامي، وقرابة 6 من العلماء النوويين الإيرانيين.
كما قصف الجيش الإسرائيلي عدداً من المواقع والأهداف الاستراتيجية في إيران، أبرزها مقر الحرس الثوري الإيراني، ووزارة الدفاع، ومفاعل نطنز النووي، ومطار تبريز، ومفاعل آراك، وموقع بارشين النووي، ومواقع استراتيجية أخرى.
ووفق المعلومات المعلنة، فقد أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل العشرات وإصابة أكثر من 800 آخرين في مختلف المناطق الإيرانية، بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون.
بدورها، ردت إيران بشن ضربات صاروخية على تل أبيب ومناطق أخرى في 'إسرائيل' محدثة خسائر مادية كبيرة، فضلاً عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 80 آخرين على الأقل، ويبدو أن المواجهة مستمرة في ظل التهديدات المتبادلة وسط الانسداد السياسي والدبلوماسي في هذه المرحلة.
تهديد إيراني
وفي ظل إصرار 'إسرائيل' على ضرب المشروع النووي الإسرائيلي، تهدد طهران بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، ما يعني تأثيراً مباشراً على نحو 20% من تدفقات النفط العالمية، وهو ما أدى إلى حالة إرباك في أسواق الطاقة العالمية، وفق وكالة 'بلومبيرغ' الامريكية.
وقال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، لوكالة الأنباء الإيرانية 'إرنا' فإن طهران تدرس إغلاق مضيق هرمز، في خطوة قد تؤدي إلى كارثة اقتصادية كبرى تضرب المنطقة والعالم.
ويمر عبر مضيق هرمز، الواقع عند مصب الخليج العربي، نحو ثلث تجارة النفط العالمية، وأكثر من 20% من صادرات الغاز الطبيعي المسال، ما يجعله شرياناً حيوياً لأسواق الطاقة الدولية.
ويبلغ طول المضيق نحو 161 كيلومتراً، في حين لا يتجاوز عرضه 21 كيلومتراً في أضيق نقاطه، ما يجعله عرضة للألغام والهجمات الصاروخية أو البحرية، نظراً لقربه من السواحل الإيرانية.
ويوم الجمعة 13 يونيو، نقلت وكالة 'تسنيم' الإيرانية عن مسؤول إيراني كبير أن الهجمات ضد 'إسرائيل' ستتصاعد في الأيام المقبلة، وستشمل أيضاً القواعد والمصالح الأمريكية في المنطقة.
تداعيات استراتيجية
التصعيد بين إيران و'إسرائيل' لا يُعدّ حدثاً معزولاً، بل هو تطور يحمل تداعيات استراتيجية عميقة على دول الخليج العربي، التي تقع جغرافياً في قلب التوترات الإقليمية، وتعدّ شرياناً حيوياً للاقتصاد العالمي، وفق الدكتور محمد العريمي، الكاتب والباحث في الشؤون السياسية، ورئيس جمعية الصحفيين العُمانية.
خيارات الخليج
وعن الخيارات أمام دول الخليج للتعامل مع تداعيات هذه الحرب، أشار العريمي إلى أنها، لا سيما السعودية والإمارات وقطر، تمتلك حزمة متنوعة من الأدوات السياسية والأمنية والاقتصادية للتعامل مع تداعيات التصعيد، لكنّها تحتاج إلى تفعيل ذكي ومتزن، مشيراً إلى جملة من الخيارات هي:
تفكير براغماتي
أما الخبير العسكري العقيد إسماعيل أيوب، فيعّول على براغماتية النظام الإيراني، لافتاً إلى أنه 'من غير المتوقع أن تستهدف طهران المصالح والقواعد الأمريكية في منطقة الخليج'.
وأشار، في تصريح لـ'الخليج أونلاين'، أن ذلك يعني 'قيامة إيران'، متوقعاً ألا تذهب طهران إلى أبعد مدى في تصعيدها مع 'إسرائيل'، لافتاً إلى أن التصعيد سيقتصر على كثافة الصواريخ الإيرانية والغارات الإسرائيلية، حسب قوله.
كما أضاف قائلاً: 'أن يحدث احتكاك بين أمريكا وإيران في الخليج فأعتقد أنه ستحل كارثة على إيران، ستدخل أمريكا بشكل مباشر في الحرب، وسيحدث دمار مثلما حدث في العراق'.
ولفت أيضاً إلى أن الحكومة الإيرانية حتى وإن كانت مؤدلجة، فإنها براغماتية، ولن تذهب نحو توسيع رقعة الحرب، لأنها في النهاية ستخسر، مشيراً إلى أن 'النسيج الاجتماعي الإيراني مهدد بالتفكك هناك قوميات عدة في الشرق والغرب والجنوب'.