اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥
إسطنبول – نبض السودان
شهدت مدينة إسطنبول انطلاق فعاليات الحملة الشعبية الدولية لمناصرة السودان، في لقاء إعلامي تنويري خُصّص لبحث تطورات الأزمة السودانية وتداعيات الحرب المستمرة، وسط تأكيدات بأن ما يعيشه السودان يُعدّ من أخطر الكوارث الإنسانية والسياسية في المنطقة، متجاوزاً في فداحته أزمات نزاع أخرى.
أدار اللقاء الكاتب الصحافي والمحلل السياسي المصري قطب العربي، الذي شدّد في كلمته الافتتاحية على أن تدشين الحملة يأتي ردًا على حالة التعتيم الإعلامي الدولي، ومحاولة لإعادة القضية السودانية إلى صدارة الاهتمام العربي والدولي، باعتبارها قضية تمسّ الأمن القومي العربي بأسره.
وشارك في اللقاء عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية والحقوقية من دول عربية مختلفة، من بينهم رئيس الاتحاد العام للصحافيين السودانيين الصادق الرزيقي، ووزير الإعلام السوداني السابق ياسر يوسف، والأمين العام للوكالة الإسلامية للإغاثة في السودان، إلى جانب جعفر أحمد، وصالح الجبري رئيس مركز 'يني يمن'، وإدريس ربوح رئيس الجمعية الجزائرية، وسعد سلامة من ليبيا. فيما اعتذر السفير السوداني عن الحضور بسبب وجوده في العاصمة أنقرة بالتزامن مع زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
المداخلات أكدت أن إطلاق الحملة يحمل رسالة واضحة مفادها أن الشعوب العربية تقف صفًا واحدًا إزاء ما يتعرض له السودان من حرب وتفكك وانتهاكات واسعة، مشيرين إلى أن حجم المأساة الإنسانية والانهيار المؤسسي وتهجير الملايين يجعل من الأزمة السودانية واحدة من أخطر أزمات العصر الحديث.
كما حمّل المشاركون أطرافًا خارجية مسؤولية إطالة أمد الصراع، التي اتُّهمت بتقديم دعم عسكري وسياسي لـ الدعم السريع، ما يفاقم الحرب ويقوّض فرص الحل السياسي.
في مداخلة مطوّلة، استعرض وزير الإعلام السوداني السابق ياسر يوسف الخلفيات السياسية والعسكرية التي أدت إلى اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، موضحًا أن جذور الصراع تعود إلى مرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس عمر البشير عام 2019، حين قامت المرحلة الانتقالية على شراكة هشة بين المكوّن العسكري والقوى المدنية، قبل أن تنهار بفعل تدخلات خارجية مباشرة. وأشار يوسف إلى دور 'الرباعية الدولية' التي ضمّت الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات في رعاية المشهد السياسي السوداني، وإلى تضخم الدعم السريع وتحولها إلى قوة موازية للجيش بدعم خارجي، وصولًا إلى اندلاع الحرب الشاملة.
واختُتم اللقاء بالتأكيد على أن الحملة الشعبية الدولية تهدف إلى كسر الصمت الإعلامي حول ما يجري في السودان، وفضح التدخلات الخارجية وداعمي الحرب، ودعم وحدة السودان ومؤسساته الوطنية، إضافة إلى حشد الرأي العام العربي والدولي للضغط من أجل وقف الحرب. وأعلن المنظمون أن الحملة ستشهد خلال الفترة المقبلة سلسلة من الفعاليات الإعلامية والحقوقية في عدد من الدول، لإبقاء القضية السودانية حاضرة في الوعي العام والدفاع عن حق الشعب السوداني في الأمن والاستقرار والسيادة.


























