متابعات- نبض السودان

شهدت محلية أبوحمد ومدينة بورتسودان يوماً وطنياً مهيباً خرجت فيه الجماهير في حشود ومسيرات ضخمة تأكيداً لدعم القوات المسلحة وتضامناً مع أهالي مدينة الفاشر التي تتعرض لاعتداءات ممنهجة من قبل المليشيات المتمردة، في مشهد عكس وحدة السودانيين وتماسك صفوفهم خلف جيشهم الوطني.

حشد أبوحمد يؤكد الولاء للجيش ودعمه بالمال والرجال

في محلية أبوحمد، احتشد المواطنون في فعالية جماهيرية كبرى بحضور المدير التنفيذي للمحلية الأستاذ مأمون مجذوب شعرابي، إلى جانب لجنة أمن المحلية والمقاومة الشعبية المسلحة ودرع السودان قطاع أبوحمد.

وخلال الحشد، ألقى المدير التنفيذي مأمون مجذوب شعرابي كلمة ضافية حيا فيها القوات المسلحة الباسلة، مشيداً بتضحياتها الكبيرة في سبيل حماية الوطن وصون سيادته، مؤكداً أن محلية أبوحمد بكل مكوناتها تقف صفاً واحداً خلف الجيش السوداني وتضع كل إمكانياتها دعماً وسنداً للمجهود الحربي.

وأشار شعرابي إلى أن هذا الحشد يعكس وحدة وتلاحم أهل السودان وتضامنهم مع إخوتهم في الفاشر، داعياً إلى توسيع دائرة الدعم الشعبي وتعزيز روح الانتماء الوطني حتى يتحقق النصر وتعم البلاد السلام والاستقرار.

تأكيد عسكري ورسائل تعبئة من اللواء التاسع

من جانبه، ألقى العقيد كمال سلم الشويرب قائد اللواء التاسع مشاة كلمة مؤثرة عبّر فيها عن شكره وتقديره لأهالي محلية أبوحمد على مواقفهم الوطنية المشرفة ووقوفهم الصادق مع القوات المسلحة، مؤكداً أن الجيش يخوض معركة العزة والكرامة نيابة عن كل أبناء الوطن، وأنه ماضٍ بثبات وعزيمة نحو النصر.

وشدد العقيد الشويرب على أهمية الاستنفار والتعبئة العامة والتوجه إلى الخطوط الأمامية دفاعاً عن الأرض والعرض، داعياً إلى تعزيز قيم الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات في هذه المرحلة الحساسة، مجدداً العهد على أن تظل القوات المسلحة الدرع الحامي للوطن ورمز قوته وعزته.

واختتم الحشد في أبوحمد بتأكيد جماهيري واسع على وحدة الصف الوطني وتماسك الجبهة الداخلية، مجددين العهد على دعم القوات المسلحة بالمال والرجال ومواصلة الجهود حتى بسط الأمن والاستقرار في ربوع الوطن.

بورتسودان تخرج في مسيرة هادرة وتعلن التعبئة الشاملة

وفي بورتسودان، خاطب والي ولاية البحر الأحمر الفريق الركن مصطفى محمد نور المسيرة الحاشدة التي نظمتها المقاومة الشعبية ونادي البجا وطلاب وشباب الولاية إلى جانب عدد من العمد والمشايخ، دعماً لمدينة الفاشر ومساندةً للقوات المسلحة.

وانطلقت المسيرة من نادي البجا الرياضي حتى رئاسة حكومة الولاية في مشهد مهيب رفع فيه المتظاهرون شعارات تدعو للوحدة الوطنية ومساندة الجيش السوداني ضد المليشيات المتمردة.

الوالي يعلن التعبئة ويطالب بحمل السلاح دفاعاً عن الوطن

قال والي البحر الأحمر إن الجميع شاهد الفظائع التي ارتكبتها المليشيات في مدينة الفاشر من تنكيل وقتل ممنهج واعتداءات على النساء واغتصابات، مشيراً إلى أن ما جرى يمثل انتهاكاً صارخاً لكل القيم الإنسانية، إذ استهدفت المليشيا المواطنين العزل من شيوخ وأطفال.

وأضاف الوالي قائلاً: 'من الليلة، لا نريد شجباً ولا إدانة، ولا نريد من أحد أن يقول نشجب وندين، نحن من ولاية البحر الأحمر نعلن الاستنفار، وندعو كل الشباب لحمل السلاح أولاً للدفاع عن ولايتهم، وثانياً للدفاع عن كل شبر من أرض الوطن، وسندعم كل مواطني السودان من الجنينة والفاشر إلى أي موقع في البلاد'.

فتح معسكرات تدريب وتسيير قوافل دعم للفاشر

وجّه الوالي المقاومة الشعبية في الولاية بفتح المعسكرات لتدريب كل من يستطيع حمل السلاح، مؤكداً أن المرحلة لا تحتمل الشجب أو الإدانة بل تتطلب عملاً ميدانياً مباشراً بإرسال القوافل إلى ساحات العمليات العسكرية.

وأكد مصطفى محمد نور أن ولاية البحر الأحمر ستقف صفاً واحداً خلف القوات المسلحة وستقدم الدعم المادي والمعنوي لكل الجبهات، مضيفاً: 'سندعم الفاشر وكل المدن المحاصرة والنصر حليفنا بإذن الله'.

كما أشاد بعزيمة الشباب وقيادات العمد والمشايخ الذين يقفون خلف هذه المبادرة الوطنية، مشيراً إلى أن هذا التلاحم الشعبي هو مصدر القوة الحقيقية للوطن في مواجهة التحديات.

ختام المسيرات وتأكيد الوحدة الوطنية

اختتمت فعاليات اليوم في بورتسودان وأبوحمد بتأكيد جماعي على وحدة الصف الوطني وتماسك الجبهة الداخلية، مع تعهدات واضحة بمواصلة الدعم الشعبي والعسكري للقوات المسلحة حتى تحقيق النصر وبسط الأمن والسلام في ربوع السودان.