اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢١ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تطور لافت في المشهد الدبلوماسي الإقليمي، عقد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة المصري، اجتماعًا مهمًا اليوم السبت مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك على هامش مشاركتهما في فعاليات اجتماع منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في مدينة إسطنبول التركية.
جهود مصرية مكثفة لخفض التصعيد
وخلال الاجتماع، استعرض الوزير المصري الاتصالات والتحركات الدبلوماسية المكثفة التي أجراها خلال الأيام الأخيرة في سبيل خفض التصعيد ووقف إطلاق النار في المناطق الساخنة بالمنطقة، مشددًا على أهمية تبني الحلول السياسية والدبلوماسية كوسيلة للوصول إلى تسوية شاملة ومستدامة حول الملف النووي الإيراني.
وأشار عبد العاطي إلى أن اللجوء إلى الحوار البنّاء هو السبيل الأمثل لـاحتواء التوتر المتصاعد وتحييد مخاطر أي مواجهات عسكرية قد تجر المنطقة إلى دائرة عنف جديدة، مؤكدًا حرص مصر على استقرار الشرق الأوسط والعمل على منع أي انزلاق نحو مواجهة مفتوحة.
إيران تضع نتائج جنيف على الطاولة
من جانبه، قدم وزير الخارجية الإيراني ملخصًا شاملاً للمحادثات التي أجراها يوم 20 يونيو في جنيف، والتي جمعته بوزراء خارجية دول الترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وتركزت المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني وإمكانية التوصل إلى تفاهم جديد يجنّب المنطقة والعالم مزيدًا من التوتر.
وأوضح عراقجي أن طهران منفتحة على كل المبادرات الجادة التي تحترم سيادتها وتضمن حقوقها المشروعة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مع الإبقاء على روح التفاهم والانفتاح مع القوى الإقليمية والدولية.
توافق على التشاور المستمر وحفظ أمن المنطقة
وقد اتفق الوزيران في ختام الاجتماع على أهمية استمرار التشاور وتبادل الرؤى، بما يمهّد الطريق لتسوية سياسية تحفظ أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وتجنّبها ويلات الصراعات الجديدة، لا سيما في ظل التوترات المتصاعدة والتحركات العسكرية الأميركية الأخيرة في المحيط الهادي.
كما أكد الطرفان على ضرورة أن تكون القنوات الدبلوماسية مفتوحة بشكل دائم، وألا تنقطع جسور التواصل بين القاهرة وطهران، خصوصًا أن البلدين يملكان تأثيرًا مباشرًا على الملف النووي الإيراني والتوازنات الإقليمية الأوسع.
هذا اللقاء يأتي ضمن تحركات مصرية واسعة في المرحلة الأخيرة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة والعمل على بناء أرضية مشتركة تُجنب المنطقة أي تصعيد إضافي، ما يضع القاهرة في موقع محوري ضمن خارطة التهدئة الإقليمية.