صورة واحدة لنجم محبوب كانت كفيلة بإدخال الفرح إلى قلوب ليس فقط أبناء بلده، بل عشاقه في كل أنحاء العالم، أولئك الذين لا يكفون عن متابعة أخباره لمعرفة كل جديد عنه. هكذا تصدرت صورة الزعيم عادل إمام، التي نشرها نجلاه محمد ورامي إمام برفقة عائلته خلال زفاف نجل المخرج رامي إمام، مواقع التواصل الاجتماعي خلال الـ48 ساعة الماضية، لتنتشر بسرعة البرق وتتصدر الأخبار، لا سيّما أنها جاءت بعد غياب طويل، لتكسر بذلك صمتًا طويلاً وتضع حدًّا لما تردّد من شائعات ونميمة.

ورغم تمنيات المحبين وحرص وسائل الإعلام على الاطمئنان عليه، استغل البعض الصورة لبث الشكوك والتلميحات السلبية، بل ذهب بعض ضعاف النفوس إلى الادعاء بأنها 'مفبركة بالذكاء الاصطناعي'، وليست نابعة من حب عائلي حقيقي. ومع ذلك، استقبلها الجمهور بحفاوة ومحبة جارفة، ضاربين بكل تلك الادعاءات عرض الحائط، لتصبح لحظة إنسانية حقيقية أقوى من كل الشكوك.

والنجم الوحيد الذي يمكن أن يُقارن بمكانة عادل إمام في العالم العربي، بل في العالم أجمع، هو النجم الهندي أميتاب باتشان، الذي استقر في قلوب محبيه منذ ظهوره الأول، وربّت على أدائه أجيال كاملة مثلما فعل عادل إمام، ليبقى كلاهما رمزًا وأيقونة لعدة أجيال من الجمهور، وإن كان عادل إمام ملقب بالزعيم فإن أميتاب باتشان، الذي يلقبه جمهوره بـ'Big B'، يتبع أسلوبًا مختلفًا في التواصل مع جمهوره، إذ يحرص على التواصل المستمر معهم عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، ومدونته الخاصة على الإنترنت، إلى جانب عادة فريدة اشتهر بها، وهي الظهور لجمهوره أمام منزله 'جالسا' في حي جوهو بمدينة مومباي، كل يوم أحد، لبضع دقائق يحيي فيها محبيه الذين يأتون من كل حدب وصوب.

فكل يوم أحد، يتجمع المئات من عشاق باتشان أمام منزله، على أمل إلقاء نظرة سريعة عليه، حيث يخرج إليهم النجم من على منصة مرتفعة ليتمكن الجميع من رؤيته، حتى من يقفون في الصفوف الخلفية، ويحييهم بابتسامته المعهودة وإشاراته الدافئة، وأحيانًا يقدم لهم هدايا رمزية.

النجم الكبير، الذي يواظب على كتابة تدوينات يومية في مدونته، يأخذ هذا اللقاء الأسبوعي على محمل الجد. سواء عبر المدونة أو وسائل التواصل، يحرص دائمًا على إبلاغ جمهوره بأي تغيير في الجدول الزمني، ليصبح هذا اللقاء تقليدًا أسبوعيًا ينتظره الجميع.

ومن الأمور التي أثارت الفضول لدي الكثيرين، ظهوره الدائم حافي القدمين خلال تحيته للجمهور. وفي السادس من يونيو الماضي، نشر باتشان صورة من لقاء الأحد على إنستغرام، وكان فيها أيضًا حافي القدمين، وعلّق قائلاً: 'يسألني البعض بنبرة فيها شيء من الاعتراض: من يخرج للقاء معجبيه حافي القدمين؟ فأجيبهم: أنا أفعل.. أنتم تذهبون إلى المعبد حُفاة.. ومعجبيني يوم الأحد هم معبدي! عندكم مشكلة في كده؟!''.

قد كتب في تدوينة أخري له حول لقائه الأسبوعي المعتاد مع جمهوره أيام الأحد، كاشفا كيف عاد مسرعًا من العمل ليتمكن من التواجد أمام بوابة منزله للقاء سريع مع جمهوره، وذكر النجم الهندي أنه أراد أيضًا أن يكون في مظهر لائق أمام جمهوره، فغيّر ملابسه بسرعة بعد العمل وتوجه مسرعًا إلى البوابة لتحية الحشود، وكتب: 'سريع سريع سريع..!! أُسرع في إنهاء العمل واليوم لأكون بمظهر لائق عند بوابة جالسا وتمكنت من الوصول في الوقت المناسب إلى المنصة.. لأحيي وأرسل الحب للذين يتمنون لي الخير في يوم الأحد.'

وفي نفس التدوينة، عبّر أميتاب عن شكّه في ما إذا كان جمهوره سيستمر بالحضور في كل أحد، وهو شعور سبق أن تحدّث عنه في تدوينات سابقة، وقال:'هل سيأتون؟ أم لن يأتوا؟ هذا السؤال الأبدي قبل الوقوف عند بوابة جلسة.. تذكرت سؤال تشارلي شابلن حين حضر حفل الأوسكار لتسلُّم جائزة الإنجاز مدى الحياة بعد عودته للولايات المتحدة من نوعٍ من النفي بعد اتهامه خطأً بالشيوعية.. وتساءل وهو واقف خلف الكواليس قبل ظهوره على المسرح: هل سيصفقون لي؟ .. سأل وهو متردد ومُتوجس...'.

وفي عام 2013، قدمت السينما الهندية فيلم Bombay Talkies، تيمّنًا بأقدم شركة إنتاج في الهند أُسست عام 1934، ضمن احتفالية بمرور 100 عام على ولادة السينما الهندية. الفيلم كان عبارة عن أربعة أفلام قصيرة لمخرجين مختلفين، وكان من بينها فيلم للمخرج أنوراج كاشياب سلّط فيه الضوء على تأثير أميتاب باتشان في الجمهور، وتحديدًا تقليده الأسبوعي بلقاء جمهوره أمام منزله.

سرد الفيلم قصة رجل من إحدى القرى الهندية، يحاول تنفيذ وصية والده المريض بأن يجعل أميتاب باتشان يتذوق قطعة من المخلل قبل أن يتذوقها هو، على أمل أن يُشفى، وتتناول القصة تفاصيل رحلة الابن إلى مومباي، ومحاولته حضور لقاء الأحد، وما يفعله المعجبون للوصول إلى تلك اللحظات القليلة التي يطل فيها نجمهم، والعلاقة الإنسانية التي تربطهم بحرس المنزل والجيران، والبائعين في الشارع ومايحدث يمن اجل تلك الدقائق التي سيظر بها باتشان لتعم السعادة على كل المتواجدين بتلك الدقائق البسيطة.