اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في خطوة مثيرة وُصفت بأنها تمثل نقلة نوعية في مشهد الإعلام السوداني، كشفت مصادر مطلعة عن ترشيح الإعلامي المخضرم أحمد القرشي إدريس، كبير رؤساء التحرير في قنوات 'العربية' و'الحدث' و'MBC'، لتولي منصب وزير الإعلام والثقافة والسياحة في حكومة الدكتور كامل إدريس المرتقبة.
أحمد القرشي.. عقل إعلامي بوزن سياسي
يُعد أحمد القرشي إدريس من الأسماء اللامعة في مجال الإعلام العربي، إذ لعب دورًا محوريًا في تحرير وتوجيه المحتوى الإخباري عبر مؤسسات إعلامية بارزة في المنطقة، حيث وصفته مصادر بأنه 'دينامو الأخبار' وصاحب بصمة لا تخطئها العين في غرفة أخبار 'العربية' و'الحدث'.
وتشير أوساط إعلامية إلى أن اختيار القرشي لهذا المنصب يأتي تتويجًا لمسيرته الطويلة والمليئة بالكفاءة والابتكار، وسط إشادة بقدراته في الإدارة، والتخطيط، والتحليل الإعلامي العميق.
مهمة صعبة في ظرف دقيق
عطاف محمد مختار، رئيس تحرير صحيفة 'السوداني'، وصف المهمة التي تنتظر أحمد القرشي بأنها 'معقدة للغاية'، مشيرًا إلى حالة التردي الحاد التي يعانيها الإعلام الرسمي في السودان، إلى جانب شُح الإمكانيات، وتفشي الكيد السياسي، وقال: 'لكن القرشي قبل التحدي بكل شجاعة'.
ويؤكد مراقبون أن الوزير المرتقب سيواجه تحديات جسامًا في إصلاح المنظومة الإعلامية التي أُهملت طويلًا، وإعادة بناء جسور الثقة بين الإعلام والجمهور السوداني، لا سيما في ظل الحرب والضغوط الاقتصادية المتصاعدة.
تجربة سلفه خالد الإعيسر.. حضور مؤقت وبصمة واضحة
يُذكر أن آخر من تولى المنصب هو الإعلامي خالد الإعيسر، والذي لم يمكث فيه سوى أقل من ستة أشهر، إلا أنه قدّم تجربة فاعلة خلال هذه الفترة القصيرة، حيث كان المتحدث الرسمي باسم الحكومة، وواكب عن كثب تطورات الأحداث، وحاول إعادة ترتيب البيت الإعلامي الحكومي.
ورغم قِصر الفترة، نال الإعيسر إشادة بعض الجهات السياسية لحرصه على تحديث الخطاب الإعلامي الرسمي، وإنعاش التفاعل مع الجمهور، لكن الظروف السياسية والأمنية حالت دون استمراره.
حكومة كامل إدريس.. خطوات واثقة نحو تشكيل كابينة تكنوقراط
يأتي ترشيح أحمد القرشي ضمن مشاورات رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، الذي يواصل تشكيل حكومته الجديدة، حيث تم الإعلان حتى الآن عن تعيين وزير الداخلية ووزير الدفاع ووزير التعليم العالي ووزير الصحة.
وقد قوبلت الأسماء التي تم اختيارها بترحيب واسع من قبل القوى السياسية السودانية، لما تحمله من خلفيات أكاديمية ومهنية عميقة، ما يعزز الآمال بمرحلة انتقالية قائمة على الكفاءات والتجرد.
دعوة إلى حوار وطني شامل
في تطور موازٍ، أعلن رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس عن نيته عقد لقاء جامع خلال الأيام المقبلة، يضم مختلف القوى السياسية والمجتمعية، بهدف إجراء نقاش صريح حول مستقبل المرحلة الانتقالية، والتوصل إلى رؤى وطنية موحدة تسهم في بناء سودان جديد.
وأكد إدريس التزامه الكامل بـ'تعزيز روح الحوار الوطني، وترسيخ مبادئ الشفافية والتوافق'، مشيرًا إلى أن 'البلاد تمر بمرحلة دقيقة تتطلب تغليب المصلحة الوطنية العليا على أي حسابات حزبية أو شخصية'.
السودان على أعتاب مرحلة جديدة
يبدو أن السودان يتجه نحو مرحلة سياسية أكثر انفتاحًا، مع مؤشرات على التوافق بين القوى الوطنية، ومساعٍ حثيثة لإنهاء الانقسامات، والانطلاق نحو بناء دولة مستقرة قائمة على المؤسسات والكفاءات، بعيدًا عن المحاصصات السياسية والاصطفافات الحزبية.
وفي ظل هذه الأجواء، يضع الشارع السوداني آمالًا كبيرة على حكومة الدكتور كامل إدريس، خاصة في ما يتعلق بملف الإعلام والثقافة، باعتبارهما من أهم مفاتيح توحيد الوجدان الوطني ومواجهة خطاب الكراهية والانقسام.