متابعات- نبض السودان

دخل نادي الهلال السوداني في مواجهة إدارية مرتقبة مع اتحاد كرة القدم المحلي، بعد أن استقر على تقديم خطاب رسمي يطالب فيه بتأجيل مبارياته المقررة ضمن دوري السوبر السوداني، مستندًا على استدعاء تسعة من لاعبيه للمشاركة مع منتخبات وطنية مختلفة خلال فترة التوقف الدولي، من 2 إلى 10 يونيو المقبل.

وبحسب مصادر قريبة من إدارة النادي، فإن الخطوة التي يزمع الهلال اتخاذها ستربك حسابات اتحاد الكرة، الذي أكمل بالفعل ترتيباته لإطلاق دوري السوبر في موعده المعلن مسبقًا، حيث حدد يوم 31 مايو الجاري لانطلاقة البطولة، ويوم 25 يونيو موعدًا لنهاية الموسم الرياضي.

طلب الهلال يستند إلى لائحة قانونية صريحة

يعتمد الهلال السوداني في طلبه على لائحة الدوري المحلي التي تخوّل الأندية الحق في تأجيل مبارياتها، حال استدعاء ثمانية لاعبين أو أكثر إلى المنتخبات الوطنية. ويبدو أن الهلال وجد ضالته في هذا النص، بعد أن تم استدعاء تسعة من نجومه دفعة واحدة، ما يتيح له غطاء قانونيًا واضحًا لتقديم الطلب.

وشهدت القائمة الدولية التي استدعتها المنتخبات مشاركة واسعة لنجوم الهلال، حيث ضمت خماسي 'صقور الجديان' عبد الرؤوف يعقوب، محمد أرنق، والي الدين خضر، صلاح الدين عادل، ومحمد المدني، بالإضافة إلى الإيفواري عيسى فوفانا، وثلاثي المنتخب الموريتاني خاديم دياو، قاسوما فوفانا، وأحمد سالم مبارك، بينما تلقى جان كلود دعوة من المنتخب البوروندي.

مأزق الهلال وموقف الاتحاد

يعاني الهلال السوداني من أزمة تتعلق بموقف لاعبيه الأجانب، الذين يرفضون العودة إلى السودان لخوض البطولة، كما أن الفريق يعاني من الإرهاق الشديد نتيجة مشاركته المكثفة في الدوري الموريتاني، ما جعل مسألة خوض 7 مباريات خلال 25 يومًا أمرًا مرهقًا وغير واقعي فنيًا وبدنيًا.

وكانت إدارة النادي قد سعت خلال الأسابيع الماضية لإقناع اتحاد الكرة بإقامة البطولة خارج السودان، لضمان مشاركة اللاعبين الأجانب، إلا أن الاتحاد تمسك بإقامة البطولة داخليًا، ما دفع الهلال لتفعيل الخيار القانوني بطلب التأجيل.

هل تتعرض روزنامة الدوري للنسف؟

تشير التحليلات إلى أن اتحاد الكرة قد يجد نفسه في موقف حرج للغاية، بعد أن وضع روزنامة دقيقة وأخطر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم 'كاف' بجدولة البطولة، كما اختار ملاعب المباريات ورتب مراسم الافتتاح، التي كان من المفترض أن يقودها الهلال بمواجهة ساخنة أمام الميرغني كسلا يوم 31 مايو.

وفي حال وافق الاتحاد على طلب الهلال، فقد تضطر اللجنة المنظمة إلى تعديل نظام البطولة بالكامل، أو تأجيل انطلاقتها إلى ما بعد فترة التوقف الدولي، وهو ما قد يؤثر على موعد نهاية الموسم، وربما على مشاركة الأندية في البطولات القارية القادمة.

الهلال السوداني يخرج من المأزق بذكاء قانوني

يبدو أن إدارة الهلال قد نجحت في الخروج من مأزق المشاركة المحلية بذكاء قانوني، بعد أن أرهق الفريق بالمباريات الخارجية ورفض الأجانب المشاركة، ليجد في لائحة الاستدعاء الدولي حبل نجاة يتيح له ترتيب أوراقه، أو حتى كسب مزيد من الوقت للضغط على اتحاد الكرة.

وحتى اللحظة، لم يصدر اتحاد الكرة أي بيان رسمي حول موقفه من الطلب المتوقع، إلا أن كل المؤشرات تؤكد أن الكرة الآن أصبحت في ملعب الاتحاد، الذي سيواجه ضغوطًا كبيرة للبحث عن حلول تُرضي الهلال وتُجنّب البطولة مصير التأجيل أو التعديل الاضطراري