لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢٥
دقت دراسة حديثة ناقوس الخطر بعدما أكدت وجود علاقة مقلقة بين ارتفاع مستويات مادة الإريثريتول في الدم وزيادة احتمالات الإصابة بمشكلات خطيرة في الأوعية الدموية، مثل: تخثّر الدم، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية.
الإريثريتول.. 'بديل صحي' في قفص الاتهام
يُعد الإريثريتول من أشهر المُحليات الصناعية، وهو كحول سكري يُستخدم على نطاق واسع كمُحلٍّ خالٍ من السعرات الحرارية. يدخل في تركيب العديد من المنتجات 'الدايت' مثل الوجبات الخفيفة المناسبة لحميات الكيتو، ومشروبات الطاقة، والعلكة الخالية من السكر، إلى جانب كونه مكونًا أساسيًّا في عدد من منتجات ستيفيا.
ورغم اعتماده كمُضاف غذائي آمن في الولايات المتحدة منذ عام 2001، وتسويقه كبديل 'صحي' للسكر، خصوصًا لمن يسعون لضبط الوزن أو السيطرة على مستويات السكر في الدم، فإن هذه الدراسة الجديدة تُعيد طرح علامات استفهام جدية حول سلامته.
وتأتي هذه النتائج لتؤكد تحذيرات علمية سابقة بشأن المحليات الصناعية، خاصة الأنواع التي تحتوي على الإريثريتول، لِما لها من آثار سلبية محتملة على صحة القلب والأوعية الدموية.
ماذا قالت الدراسات عن الإريثريتول؟
رغم شعبيته، تزايدت المخاوف بشأن سلامة الإريثريتول وآثاره الجانبية المُحتملة على صحة الإنسان. وتشير الأبحاث الحديثة إلى وجود صلة بين ارتفاع مستويات الإريثريتول في الدم وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية، وقد يُعزى ذلك جزئيًّا إلى زيادة تكوّن جلطات الدم.
أما الآن، فقد أظهرت دراسة خلوية جديدة أن مجرد تناول مشروب واحد يحتوي على الإريثريتول قد يؤثر سلبًا في صحة الدماغ والأوعية الدموية. فقد بيّنت النتائج أن الإريثريتول يرفع من مستويات الإجهاد التأكسدي ويُقلّل إنتاج أكسيد النيتريك، وهو مركّب أساس يساعد على تمدد الأوعية وتحسين تدفق الدم.
ويُعتقد أن هذه التغيّرات قد تُضعف مرونة الأوعية الدموية؛ ما يُمهّد الطريق لحدوث السكتات الدماغية أو مشكلات الدورة الدموية. وقد عُرضت تفاصيل هذه الدراسة في مؤتمر القمة الأمريكية لعلم وظائف الأعضاء (APS2025)، الذي نُظم في مدينة بالتيمور خلال شهر أبريل 2025.
ما هو تأثير الإريثريتول في صحة الإنسان؟
في خطوة جديدة لكشف خفايا الإريثريتول، أجرى باحثون من مختبر بيولوجيا الأوعية الدموية التكاملية بجامعة كولورادو بولدر تجربة دقيقة لدراسة تأثير هذا المُحلّي في صحة الدماغ. وقد قام الفريق بتعريض خلايا الأوعية الدموية في الدماغ البشري لمحلول يحتوي على كمية من الإريثريتول تعادل ما يوجد في علبة واحدة من مشروب محلٍّ صناعي (30 غرامًا)، وتركوا الخلايا في المحلول لمدة ثلاث ساعات.
ووجد الباحثون أن تعريض الخلايا لكمية الإريثريتول الموجودة في حصة مشروب واحدة تسبب في مستويات أعلى بكثير من الإجهاد التأكسدي مقارنةً بالخلايا غير المعالجة.
كما ارتفعت مؤشرات دفاع الجسم، متمثلة بإنزيمين مضادين للأكسدة؛ ما يعني أن الخلايا كانت تحاول مقاومة التأثير الضار. الأخطر من ذلك أن الخلايا المعالجة بالإريثريتول أنتجت كميات أقل من أكسيد النيتريك، وهو مركب حيوي يحافظ على توسع الأوعية الدموية وتدفق الدم بسلاسة.
وأوضح معدّو الدراسة أن هذه التغيرات (زيادة الإجهاد التأكسدي وانخفاض أكسيد النيتري) قد تعزز احتمالات الإصابة بأمراض الأوعية الدموية، بل وقد تمهّد الطريق لحدوث سكتات دماغية، خصوصًا لدى الأشخاص المعرضين للخطر.
وتُقدّم هذه النتائج دليلًا إضافيًّا يُشكك في 'سلامة' الإريثريتول كمُحلٍّ بديل، وتدعو إلى الحذر في استهلاكه، ولا سيما بين من يعانون من أمراض القلب أو مشاكل في الدورة الدموية. وفي المقابل، ينصح الخبراء باللجوء إلى بدائل طبيعية، مثل: العسل أو المحليات المستخلصة من الفاكهة، وعلى رأسها شراب التمر.