متابعات- نبض السودان

يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبدء جولة رسمية في منطقة الخليج خلال الفترة من 13 إلى 16 مايو، تشمل ثلاث محطات رئيسية هي السعودية وقطر والإمارات، وتعد هذه أول زيارة خارجية موسعة له منذ بداية ولايته الجديدة في يناير الماضي، وتحمل طابعًا استراتيجيًا واقتصاديًا خاصًا في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتغير أولويات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.

قمة خليجية حاسمة واستراتيجية أمريكية في طور التشكيل

من أبرز محطات الجولة قمة تجمع ترامب بقادة دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض يوم 14 مايو، حيث من المنتظر أن يستعرض الرئيس الأمريكي رؤيته الجديدة لدور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، حسب ما نقلته وسائل إعلام أمريكية وموقع 'أكسيوس'.

الأجندة المعلنة للجولة تتضمن محاور عدة، أهمها استقطاب استثمارات خليجية ضخمة داخل الاقتصاد الأمريكي، والضغط لخفض أسعار النفط لدعم النمو المحلي، إضافة إلى بحث فرص استئناف المسار السياسي لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وسط إشارات إلى دور قطري متزايد كوسيط بين إسرائيل وحماس.

وفد أمريكي رفيع المستوى ومحاور ثنائية متوازية

يرافق ترامب في جولته وفد حكومي رفيع يضم وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، إلى جانب مبعوثه الخاص للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف.

وسيخوض أعضاء الوفد سلسلة من اللقاءات الثنائية المنفصلة مع نظرائهم في دول الخليج، على أن تتناول تلك المحادثات ملفات التعاون العسكري، والتبادل الاقتصادي، والتكنولوجيا المتقدمة، في وقت تشهد فيه العلاقة الأمريكية الخليجية تحولات لافتة.

منتدى استثماري دولي في الرياض.. وعيون على التكنولوجيا

تشهد العاصمة السعودية منتدى استثماري ضخم يوم 13 مايو، بمشاركة نخبة من كبار رجال الأعمال وقادة التكنولوجيا في العالم، من أبرزهم إيلون ماسك، وسام ألتمان، ومارك زوكربيرغ، إلى جانب قيادات تنفيذية من شركات كبرى مثل بوينغ وسيتي غروب.

ويأمل ترامب في أن يمثل هذا المنتدى بداية شراكة اقتصادية أعمق مع الخليج، خصوصًا في القطاعات ذات الأولوية مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة والفضاء.

استثمارات خليجية تاريخية.. والتكنولوجيا في الواجهة

في سياق متصل، أعلنت السعودية نيتها استثمار ما يصل إلى تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة المقبلة، فيما تعهدت الإمارات بضخ استثمارات قدرها 1.4 تريليون دولار خلال عشر سنوات، تتركز في الذكاء الاصطناعي والطاقة.

ووفق تقارير أمريكية، تدرس إدارة ترامب تخفيف القيود التي فرضها الرئيس السابق جو بايدن على تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي إلى دول الخليج، في خطوة قد تمثل دفعة قوية للعلاقات التكنولوجية الثنائية.

ملف اتفاقيات إبراهام.. وإغراءات التطبيع مقابل فلسطين

يحتل ملف توسيع اتفاقيات إبراهام حيزًا بارزًا في جدول المباحثات، وسط جهود أمريكية حثيثة لإقناع السعودية بالانضمام إلى مسار التطبيع مع إسرائيل، لكن الرياض لا تزال تضع شروطًا صارمة ترتبط بالتقدم في الملف الفلسطيني ووقف العمليات العسكرية في غزة.

ويعتمد ترامب في هذا المسار على صهره جاريد كوشنر، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سعيًا لتقريب وجهات النظر في هذا الملف بالغ الحساسية.

الملف النووي الإيراني.. ودعم خليجي لبرنامج نووي مدني

كما تشمل الزيارة نقاشات معمقة حول مستقبل المحادثات النووية مع إيران، حيث تبحث إدارة ترامب إمكانية دعم السعودية في تطوير برنامج نووي مدني، وسط مؤشرات على تليين الشروط الأمريكية المرتبطة بالتطبيع مع إسرائيل، في مقابل حوافز استراتيجية واقتصادية ضخمة.

تغيير التسمية الرسمية لـ'الخليج'.. وإيران غاضبة

في خطوة لافتة قد تشعل التوتر الإقليمي، كشفت وكالة 'أسوشيتد برس' أن ترامب يفكر في إعلان رسمي خلال الجولة يقضي بتغيير التسمية الأمريكية لـ'الخليج الفارسي' إلى 'الخليج العربي'، وهي خطوة أثارت غضبًا شديدًا في إيران التي أدانت النية واعتبرتها استفزازًا غير مقبول.

احتفاء ملكي وهدايا بملايين الدولارات

تستعد الدول الخليجية الثلاث لاستقبال 'ملكي' للرئيس الأمريكي، وفق ما أشارت إليه تقارير إعلامية، حيث تعتزم العائلة المالكة القطرية إهداء ترامب طائرة بوينغ 747-8 بقيمة 400 مليون دولار، في مؤشر واضح على أهمية الزيارة بالنسبة للحكومات الخليجية.

الجولة المنتظرة تمثل محطة مفصلية في إعادة رسم ملامح العلاقات الأمريكية الخليجية في ظل متغيرات إقليمية ودولية متسارعة، كما تشكل اختبارًا عمليًا لقدرة ترامب على تفعيل نفوذه السياسي والاقتصادي في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية