متابعات- نبض السودان

مصر ترفض افتتاح سد النهضة وتؤكد: مياه النيل قضية وجودية

جددت مصر تأكيدها الرافض لما وصفته بـ 'التحركات الأحادية في حوض النيل الشرقي'، في إشارة مباشرة إلى إعلان إثيوبيا افتتاح سد النهضة رسميًا في التاسع من سبتمبر الجاري. وترى القاهرة أن هذه الخطوة تشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها المائي في ظل غياب اتفاق قانوني ملزم ينظم العلاقة مع دول المصب.

رسائل حاسمة من نيويورك

خلال لقائه مع وزير خارجية كوريا الجنوبية ورئيس مجلس الأمن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على أن 'مياه النيل قضية وجودية لمصر'، مؤكدًا أن بلاده لن تقبل بأي مساس بحقوقها المائية. وقال عبد العاطي إن مصر ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية أمنها المائي، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات ستكون في إطار القانون الدولي والشرعية الدولية.

السيسي: ملف المياه خط أحمر

من جهته، كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد حذّر في تصريحات سابقة من خطورة التعامل المنفرد في ملف المياه، مؤكدًا أن 'التعاون في حوض النيل يجب أن يقوم على التفاهم والمصالح المشتركة، لا على سياسة الإملاءات'. وأكد السيسي أن المصالح المائية المصرية 'خط أحمر' لا يمكن التهاون معه.

فقر مائي يهدد مصر

بحسب البيانات الرسمية، تعتمد مصر على نهر النيل في 98% من مواردها المائية، وتبلغ حصتها السنوية من مياه النهر 55.5 مليار متر مكعب، في وقت لا يتجاوز فيه نصيب الفرد 500 متر مكعب سنويًا، مما يضع مصر تحت خط الفقر المائي حسب المعايير الدولية.

تحركات دبلوماسية وتحذيرات مستمرة

تكثف القاهرة حاليًا من تحركاتها الدبلوماسية لحشد تأييد دولي لموقفها، معتبرة أن تعريف المجتمع الدولي بمخاطر بناء وتشغيل السد دون اتفاق ملزم يمثل ورقة ضغط على أديس أبابا. وعلى الرغم من التوتر القائم، تؤكد مصر أن إعلان المبادئ الموقع عام 2015 لا يزال يمثل أرضية قابلة للتفاوض تتيح التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يضمن مصالح جميع الأطراف.