أفاد مكتب التحقيق الهندي بعد تحقيق أولي صدر اليوم السبت (12 يوليو/تموز 2025) حول مفاتيح التحكم في الوقود الخاصة بمحركات طائرة 'إير إنديا' التي تحطمت الشهر الماضي أنه بمجرد أن وصلت الطائرة إلى أقصى سرعة مسجلة لها 'انتقل مفتاحا الوقود للمحرك 1 والمحرك 2 من وضع تشغيل إلى إيقاف واحدا تلو الآخر بفارق ثانية واحدة' مما أدى إلى قطع الوقود عن المحركين.

ولم يقدم التقرير الذي أصدره 'مكتب التحقيق في حوادث الطائرات' الهندي أي استنتاجات أو يحدد المسؤول عن الكارثة، لكنه أشار إلى أنه 'في التسجيل الصوتي لقمرة القيادة، يُسمع أحد الطيارين وهو يسأل الآخر لماذا أوقف مفتاح الوقود. فيجيبه الآخر بأنه لم يفعل ذلك'.

نداء استغاثة

ثم عادت مفاتيح الوقود إلى وضع التشغيل وبدأ المحركان استعادة طاقتيهما، لكن 'أحد الطيارين أرسل نداء استغاثة 'مايداي مايداي مايداي'. وسأل مراقبو الحركة الجوية الطيارين عن المشكلة، لكنهم سرعان ما شاهدوا الطائرة تهوي وتتحطم، فاستدعوا فرق الطوارئ إلى موقع الحادث.

ويقول خبراء سلامة الطيران في الولايات المتحدة إنه لا يمكن للطيار أن يحرك مفاتيح الوقود بالخطأ. ولا يستخدم هذا الوضع غالبا إلا لإيقاف المحركات بعد وصول الطائرة إلى بوابة المطار أو في بعض حالات الطوارئ مثل نشوب حريق في المحرك. ولم يشر التقرير إلى وجود أي طارئ كان يتطلب إيقاف المحركات.

في وقت سابق هذا الأسبوع أفاد موقع 'ذي إير كارنت' المتخصص نقلا عن مصادر متعددة مطلعة على الملف أن التحقيق 'حصر تركيزه على حركة مفاتيح وقود المحرك'، مشيرا إلى أن التحليل الكامل 'سيستغرق أشهرا، إن لم يكن أكثر'. وأضاف أن 'تركيز المحققين قد يتغير خلال تلك الفترة'. وشارك في التحقيق خبراء أمريكيون وبريطانيون في حوادث الطيران.

مفتاح التحكم بالوقود

وأفاد تقرير الهيئة الهندية أن إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أصدرت نشرة معلومات في عام 2018 بشأن 'احتمال تعطل خاصية قفل مفتاح التحكم في الوقود'. ورغم أن هذا الخلل لم يُعتبر 'حالة غير آمنة' تتطلب توجيهات أكثر صرامة، أبلغت الخطوط الجوية الهندية المحققين بأنها لم تُجرِ الفحوص المقترحة لأنها كانت 'استشارية وليست إلزامية'.

وكانت طائرة 'إير إنديا' من طراز بوينغ 8-787 دريملاينر، قد تحطمت في 12 يونيو/حزيران 2025، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 260 شخصا، بينهم 19 على الأرض، في مدينة أحمد أباد شمال غربي البلاد. ونجا راكب بريطاني وشوهد وهو يخرج من بين حطام الطائرة قبل أن يتلقى العلاج في مستشفى ويغادر.

تحرير: عبده جميل المخلافي