في تطورات جديدة بشأن الجدل الذي رافق حفل التميز بمقاطعة الفداء بالدار البيضاء الذي جرى تنظيمه يوم 16 يوليوز بالمركب الثقافي عبد الله الصنهاجي، خرج محمد كلوين، رئيس مجلس مقاطعة الفداء، بتصريح رسمي يرد فيه على البلاغ التوضيحي الصادر عن بعض الفعاليات الجمعوية والحقوقية بالمنطقة'.

ونفى كلوين في تصريح خاص لجريدة 'العمق المغربي'، أي تورط لمجلس المقاطعة في تنظيم أو الإشراف على 'حفل التميز' المثير للجدل، مؤكدا أن 'كل ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل وبعض البلاغات التي تروج لمعطيات غير دقيقة، لا يمت بصلة لحقيقة الأمور'.

وأضاف كلوين أن 'الفنانة التي أثارت ضجة واسعة فعلا كانت حاضرة في الحفل، لكن ربط ذلك بمقاطعة الفداء هو تضليل للرأي العام، إذ لا علاقة للمقاطعة لا من قريب ولا من بعيد بهذا النشاط'.

وأوضح أن الحفل المعني كان بمبادرة من 'جهات أخرى حضرتها شخصيات ومسؤولون يمثلون مؤسسات متعددة'، وهو ما 'جعل حضور الفنانة يلفت الأنظار ويثير ردود فعل متباينة، خاصة في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها المدينة'.

وشدد رئيس المقاطعة على أن 'من واجبنا تصحيح المغالطات وتنوير الرأي العام'، مؤكدا أن مجلس مقاطعة الفداء يواصل التركيز على أولويات الساكنة مثل البنية التحتية والتعليم والخدمات الاجتماعية، وأن المقاطعة 'لم تكن يوما طرفا في تنظيم حفلات لا تنسجم مع تطلعات وانتظارات المواطنين'، داعيا إلى تحري الدقة وتجنب نشر الأخبار الزائفة.

في سياق متصل، أصدرت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بلاغا توضيحيا للرأي العام، أكدت فيه أن حفل التميز الإقليمي الذي أشرفت على تنظيمه جرى بالفعل يوم الاثنين 7 يوليوز 2025. وخصص الحفل لتكريم التلاميذ المتفوقين في الموسم الدراسي 2024-2025، وشهد حضور فاعلين تربويين وشركاء محليين وأطر إدارية وأولياء أمور ووسائل إعلام.

وأشار البلاغ إلى أن الحفل تميز بفقرات فنية وإبداعية من تقديم تلاميذ المؤسسات التعليمية التابعة للمديرية، وتم خلاله توزيع جوائز وشهادات تقديرية للمتفوقين. لكن المديرية نفت 'بشكل قاطع أية علاقة لها بالمقطع المصور والصور التي جرى تداولها على أنها من الحفل المذكور'، معتبرة أن الأمر يدخل في خانة 'نشر أخبار زائفة تمس بمصداقية المؤسسة التعليمية'. ودعت المديرية إلى تحري الدقة، مؤكدة احتفاظها بحقها في المتابعة القانونية لكل من ينشر أخبارا كاذبة.

على صعيد آخر، أثارت الفقرة الغنائية الراقصة التي قدمت خلال الحفل جدلا واسعا واستياء عارما في صفوف ساكنة المنطقة، ووصفت العروض بـ'المبتذلة' و'غير اللائقة تربوياً'. وفي هذا الصدد، أصدرت 'دينامية الفداء مرس السلطان' بياناً استنكارياً شديد اللهجة، عبرت فيه عن 'القلق والاستغراب' مما جرى، معتبرة أن ما حدث 'يمثل إساءة واضحة لقيم التربية والتميز الدراسي'.

وطالب البيان بـ'فتح تحقيق إداري ومؤسساتي لتحديد المسؤوليات وترتيب الآثار القانونية'، مجددا التأكيد على مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة. كما دعت الدينامية جميع الهيئات والسلطات والفعاليات المدنية إلى 'الحرص على احترام القيم التربوية والثقافية في الأنشطة الموجهة للأطفال واليافعين'، مؤكدة أنها ستواصل تتبع الملف حتى يتم الكشف عن كافة تفاصيله ومحاسبة المتورطين.