شهد المتحف المصري الكبير خلال حفل افتتاحه الرسمي لحظة تاريخية فارقة، تمثلت في أول ظهور علني لمجموعة كنوز الملك توت عنخ آمون، التي تُعرض كاملة ولأول مرة في مكان واحد، وسط اهتمام عالمي واسع من الزوار والخبراء وعشاق الحضارة المصرية.

ويأتي هذا الحدث تتويجًا لمسيرة مصر في تقديم تراثها الفرعوني وفقًا لأرقى المعايير العالمية في العرض المتحفي، ليُرسّخ مكانة المتحف المصري الكبير كوجهة رئيسية لعشاق التاريخ والثقافة، وكأكبر صرح أثري مخصص لحضارة واحدة على مستوى العالم.

وتضم مجموعة الملك الذهبي أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية نادرة، من بينها الماسكات الذهبية، والمجوهرات الملكية، والتماثيل، والقطع الجنائزية، التي خضعت لعمليات ترميم دقيقة للحفاظ على جماليتها التاريخية وأصالتها الفنية، بما يعكس براعة الحرفيين المصريين القدماء في التصميم والدقة والرمزية.

وقد نُظمت عملية العرض داخل قاعات المتحف بأسلوب بصري متطور يحاكي روح العصر، ويُبرز تفاصيل القطع الأثرية في سياق سردي يروي قصة الفرعون الشاب، الذي لا يزال يشغل خيال العالم منذ اكتشاف مقبرته عام 1922 بوادي الملوك.

ويُعد هذا الظهور الأول لمجموعة توت عنخ آمون داخل المتحف المصري الكبير محطة مفصلية في تاريخ العرض المتحفي المصري، ورسالة حضارية تؤكد قدرة مصر على الجمع بين عبق الماضي وأدوات الحاضر، في تقديم تجربة ثقافية متكاملة للجمهور المحلي والدولي.

حدث عالمي على أرض مصر

وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي حفل افتتاح هذا المعلم الثقافي الذي يُوصف بأنه الحدث الأبرز في القرن الحادي والعشرين، ويجسد ريادة مصر في صون التراث الإنساني وتقديمه للأجيال المقبلة.

ويُعد افتتاح المتحف المصري الكبير حدثًا تاريخيًا استثنائيًا، يضيف فصلًا جديدًا إلى سجل مصر الحضاري، ويُقدَّم كأكبر صرح ثقافي في العالم مخصص لحضارة واحدة.

وقد شهد الحفل حضور 79 وفدًا رسميًا من الدول الشقيقة والصديقة، من بينهم 39 وفدًا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، في دلالة واضحة على التقدير الدولي الكبير لمكانة مصر الحضارية.

أبرز المعلومات عن المتحف المصري الكبير

يقع المتحف المصري الكبير على مساحة 490 ألف متر مربع، ليكون الأكبر عالميًا المخصص لحضارة واحدة. ويضم في قلبه 'الدرج العظيم'، الذي تصطف على جانبيه تماثيل ملوك مصر العظام، في مشهد يجمع بين فخامة التصميم وضخامة البناء، ويعكس عبقرية المعمار المصري القديم والحديث.

ويحتوي المتحف على المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة كاملة في مكان واحد، وتضم أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية من كنوز الملك الذهبي، إلى جانب آلاف القطع النادرة التي تروي قصة مصر عبر العصور القديمة والوسيطة والحديثة، ليصبح المتحف سجلًا حيًا للحضارة المصرية ومتحفًا عالميًا للتاريخ الإنساني