متابعات – نبض السودان

أعلنت شبكة أطباء السودان مساء الخميس عن مقتل امرأة واختطاف خمسة شبان على يد قوة مسلحة تابعة للمليشيا، وذلك بحي الثورة في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور. ووفقًا للبيان الصادر، فقد وقع الهجوم في وقت متأخر من مساء الخميس، في عملية وصفتها الشبكة بـ'الهمجية والممنهجة'، وسط تصاعد أعمال العنف والانفلات الأمني في الإقليم.

الحادثة تؤكد تدهور الوضع الإنساني والأمني في نيالا

أشارت مصادر ميدانية في نيالا إلى أن القوة المسلحة داهمت الحي على متن سيارات دفع رباعي، وأطلقت الرصاص بشكل عشوائي قبل اقتحام أحد المنازل وقتل امرأة أمام أسرتها، ثم قامت باقتياد خمسة شبان من منازل متفرقة إلى جهة غير معلومة. وأضافت المصادر أن السكان يعيشون حالة من الهلع والخوف وسط غياب تام لأي حضور لقوات نظامية رسمية.

شبكة أطباء السودان تدق ناقوس الخطر

وفي بيانها، حذّرت شبكة أطباء السودان من أن وتيرة الانتهاكات تتصاعد بصورة مخيفة في مدينة نيالا وولايات دارفور عمومًا، مؤكدة أن الجرائم تُرتكب بشكل ممنهج ضد المدنيين في ظل غياب الحماية القانونية والانهيار الكامل لمؤسسات الدولة. ودعت الشبكة المنظمات الدولية والحقوقية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه ما يجري من انتهاكات جسيمة قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

خلفية المشهد: نيالا تحت الحصار المليشياوي

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، دخلت نيالا في دوامة عنف دموية شهدت موجات نزوح جماعية، وانقطاع الخدمات الأساسية، وفرض واقع أمني قائم على الفوضى وسلطة السلاح. وأفادت تقارير حقوقية بأن المليشيا تفرض حصارًا فعليًا على المدينة، وتقوم بعمليات اقتحام ونهب واختطاف بشكل يومي.

غياب العدالة والمحاسبة يُرسخ الإفلات من العقاب

اللافت أن مثل هذه الحوادث تمر دون تحقيقات أو محاكمات، ما يجعل المليشيا تعمل بمنطق الحصانة الكاملة. وترى منظمات حقوقية أن استمرار التجاهل الدولي والصمت الإقليمي حيال الجرائم المرتكبة في دارفور يشكل خيانة موثقة للمبادئ الإنسانية، ويُكرّس لمسار طويل من الإفلات من العقاب بدأ منذ جرائم الحرب في الإقليم مطلع الألفينات