لم يتجاوز عدد الجمهور الحاضر في افتتاح 'كان' المغرب 2025 حوالي 60.180 شخصا حسب ما أعلنته الشاشة الداخلية للمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط الأحد الماضي. السعة الاستيعابية للملعب الذي أعلن أن كل تذاكر الافتتاح قد نفدت منذ أسابيع تصل إلى 70 ألفا، لكن الفراغات التي بدت داخله دفعت إلى التساؤل حول مآل الـ9000 تذكرة التي لم يصل أصحابها إلى الملعب، لكن سرعان ما بطل العجب بعد الأخبار التي وردت بخصوص قيام سماسرة باقتناء آلاف التذاكر من الموقع الرسمي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم سعيا إلى إعادة بيعها بأعلى الأسعار استغلالا لرغبة عشرات الآلاف من الجماهير في حضور هذا الافتتاح.

من خلال المعلومات التي جمعتها 'الأيام24' من مصادر مختلفة، تبين أن التذاكر التي لم يكن سعرها يتعدى 150 درهما أعيد عرضها للبيع بما بين 2000 و2500 درهم، حيث عمد عدد من السماسرة إلى إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تسويق هذه التذاكر التي لم تجد من يشتريها لتبقى في أيدي السماسرة الذين صدموا بشرط ارتباط التذكرة ببطاقة المشجع التي لا يمكن الدخول إلى الملعب إلا من خلالها بعد تنزيل تطبيق 'يلا' وهو ما يجعل هذه التذاكر ترتبط من خلال 'كود' واحد مع التطبيق ورقم البطاقة الوطنية، لكن رغم ذلك تم التسامح مع عدد ممن وقعوا في فخ 'فراقشية التذاكر' الذين يريدون استغلال كأس إفريقيا من أجل الاغتناء.

وفي ظل انتشار مقاطع فيديو على مختلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد اختفاء تذاكر المباراة الافتتاحية للـ 'كان'، فتحت مصالح الشرطة القضائية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني أبحاثا قضائية تحت إشراف النيابات العامة المختصة، وذلك للتحقق من الأفعال الإجرامية المنسوبة لثمانية أشخاص، يشتبه في تورطهم في المضاربة في تذاكر مباريات البطولة، حسب بلاغ صدر يوم الثلاثاء، وذلك بعد 'رصد مجموعة من المنشورات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض للبيع بطريقة غير قانونية تذاكر مباريات كأس إفريقيا للأمم'، حسب تعبير المصدر ذاته والذي أشار إلى أن هذه الأبحاث مكنت من ضبط المشتبه فيهم، خلال عمليات أمنية تم تنفيذها بمدن الرباط وتمارة وأكادير وسلا ومراكش والمحمدية، وإخضاعهم للبحث القضائي، مع مواصلة الأبحاث والتحريات من أجل ضبط باقي المتورطين المفترضين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.

هي ضربة استباقية تأتي من أجل إعادة الأمور إلى نصابها خاصة في ظل استمرار عملية البيع والشراء عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث رصدت 'الأيام24' عرض عدد من الصفحات لتذاكر مباراة المنتخب المقبلة ضد منتخب مالي يوم الجمعة 26 دجنبر بالرباط وبأسعار خيالية وصلت إلى 5000 درهم للتذكرة في بعض الأحيان، وهو ما يعيد إلى الأذهان عملية المتاجرة في تذاكر مونديال قطر قبل ثلاث سنوات، والتي أثارت الكثير من الجدل داخل المغرب أو خارجه.

وفي الوقت الذي كانت تذاكر حفل الافتتاح قد نفدت من السوق، بدا في ثاني أيام البطولة أن اللجنة المنظمة في حاجة إلى إعادة النظر في أسعار تذاكر بعض المباريات، خاصة تلك التي لا تجذب الجمهور المغربي. حيث لعبت مباراة زامبيا ومالي في ملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء أمام مدرجات فارغة، وهو ما تكرر أيضا في مباراة جنوب إفريقيا وأنغولا بمراكش، خاصة في ظل الأجواء الباردة التي قد تساهم في عزوف الجمهور عن حضور مباريات لا تدخل ضمن دائرة اهتماماته.

كل هذا يقتضي إعادة النظر في أسعار تذاكر هذه المباريات وطريقة بيعها، على الأقل خلال دور المجموعات، من أجل دفع الجمهور المغربي إلى الولوج وعيش تجربة متميزة، وخلق أجواء احتفالية تليق بهذا الحدث، ولم لا فتح الأبواب أمامه في بعض المباريات مجانا كما حدث في ملعب أدرار بأكادير خلال المباراة التي جمعت بين مصر وزيمبابوي ما خلق أجواء حماسية خاصة.