موازين نيوز - بغداد

يشهد العراق مرحلة سياسية شديدة التعقيد تتداخل فيها المصالح الإقليمية مع الصراعات الداخلية، مما يضع مسار تشكيل الحكومة المقبلة أمام تحديات متصاعدة تهدد استقرار العملية السياسية.

وفي هذا الإطار، أكد المحلل السياسي علي البيدر أن البلاد تواجه أزمة حقيقية بسبب غياب الإرادة الوطنية المستقلة في صناعة القرار، مشيراً إلى أن التدخلات الخارجية ما تزال تستغل هشاشة الوضع السياسي لتحقيق مكاسب خاصة على حساب المصلحة الوطنية.

وأوضح البيدر أن بعض القوى الإقليمية—وفي مقدمتها تركيا—تمارس أدواراً مؤثرة تتقاطع مع استقرار العراق، قائلاً إن “أنقرة تمتلك أطماعاً واضحة، وتحاول التغلغل أكثر في الملفات الأمنية والاقتصادية عبر استثمار الثغرات السياسية الداخلية”.

وأضاف أن التوازنات السياسية غير المستقرة داخل البلاد تمنح تلك التدخلات مساحة أوسع للحركة، وتدفع باتجاه أجندات خارجية تتعارض مع مصالح العراق، الأمر الذي يستوجب موقفاً وطنياً صارماً يمنع التأثيرات السلبية على مسار تشكيل الحكومة.

وشدد البيدر على ضرورة أن تتحمل النخب السياسية مسؤولياتها عبر تحصين الموقف الوطني داخل البيت السياسي ومنع تمرير مشاريع خارجية قد تزيد الأزمات بدلاً من حلّها، مشيراً إلى أن الانفتاح غير المنضبط على القوى الإقليمية “يهدد سيادة العراق ويعمّق التوترات”.

وأكد أن المرحلة الحالية تتطلب قراراً عراقياً خالصاً يحافظ على سيادة الدولة، ويحمي عملية تشكيل الحكومة من الضغوط الخارجية التي باتت تمثل أحد أهم التحديات أمام الاستقرار السياسي.