لا يمكن أن يدور حوار بينك وبين أي شخص عن الحيوانات المفترسة، ولا يأتي إلى ذهنك بشكل تلقائي الفهد. يمثل هذا الحيوان رمزا للقوة والسرعة في آن واحد، حيث يعد من أسرع الحيوانات الموجودة على وجه الأرض. إنه معجزة الطبيعة الذي يمكنه صيد أي حيوان بمهارة وفعالية لا مثيل لهما.

يمكن أن يتفوق الفهد في قوته على أضخم الحيوانات الموجودة في الغابة. ويمكن أن تفوق سرعته سرعة السيارات الرياضية المستخدمة في السباقات. كما أنه يتمتع بفراء مذهل بألوان رائعة تجعله يبدو وكأنه لوحة طبيعية فاخرة. كل ذلك وأكثر من المميزات والصفات الاستثنائية، تجعل من المنطقي الاحتفال به، وتخصيص يوم عالمي للفهد بشكل خاص.

يحتفل العالم كل عام في 4 ديسمبر باليوم العالمي للفهد، من أجل تكريم هذا الحيوان الرائع والقوي، وزيادة الوعي بخطر انقراضه. وفي التقرير التالي، نستعرض معكم أهم المعلومات والحقائق المثيرة عن الفهود، وكيف نعمل على حماية هذه المخلوقات المذهلة.

اليوم العالمي للفهد

جاءت فكرة اختيار يوم 4 ديسمبر للاحتفال بيوم الفهد العالمي كل عام، تكريما لذكرى الفهد 'خيام'، الذي ربته الدكتورة لوري ماركر، مؤسسة صندوق حفظ الفهد (CCF)، في سفاري الحياة البرية التي كانت تديرها في ولاية أوريغون.

كان هذا الفهد جزءا من تجربة علمية هامة. هدفت هذه التجربة إلى معرفة إمكانية تعليم الفهود التي تربت في الأسر على الصيد والعيش في البرية بمفردها. وبعد رحلة إلى ناميبيا، أثبتت التجربة نجاحها، لكن في نفس الوقت، اكتشفت الدكتورة ماركر أن الفهود تواجه تهديدات من قبل المزارعين الذين يحاولون الدفاع عن أرضهم ضد هجومها.

دفع هذا الموقف الدكتورة ماركر إلى اتخاذ قرار جريء. انتقلت إلى ناميبيا لتسعى إلى إيجاد حلول سلمية لتقليل التوتر بين المزارعين والفهود. وفي عام 1990، أسست صندوق حفظ الفهد (CCF) لتحقيق هذا الهدف. ومنه قررت أن تدعو إلى اليوم العالمي للفهود.

معلومات عن الفهود

الفهود حيوانات مذهلة، تحتل مكانة خاصة بين أسرع الثدييات البرية على وجه الأرض. لكن هذا ليس كل شيء يستحق أن تعرفه عن هذا الحيوان القوي. وفي السطور التالية، نستعرض معكم معلومات عن الفهد.

ما هي صفات الفهد؟

. من أهم صفات الفهد أنه أسرع الثدييات البرية في العالم.

. يتميز الفهد بفرائه الذهبي المميز، والذي يغطيه مجموعة من البقع السوداء الصغيرة والخطوط الداكنة على الوجه.

. ليس أكبر القطط البرية حجما. جسمه نحيف ورأس صغير وأرجله طويلة.

. تعتمد الفهود أيضا على استراتيجية التخفي أثناء الصيد. تقترب من الفريسة بهدوء تام قبل البدء في مطاردة عالية السرعة للحفاظ على الطاقة.

. يعتبر الفهد حيوانا ليليا، أي أنه يفضل الصيد في الليل عندما تكون الحرارة منخفضة.

تهديدات تواجه الفهود

. تاريخيا، تجولت الفهود عبر أفريقيا والشرق الأوسط وحتى الهند. ولكن على مدى القرن الماضي، انخفض نطاقها بشكل كبير بسبب فقدان الموائل، والصراع بين الإنسان والحياة البرية، والصيد الجائر.

. اليوم، لا توجد الفهود سوى في جزء بسيط من أراضيها السابقة، مع وجود أعداد صغيرة منها في إيران. بالإضافة إلى جهود إعادة توطينها في الهند.

أهمية الفهود

. باعتبارها من الحيوانات المفترسة الرائدة، تساعد الفهود في الحفاظ على صحة أعداد الحيوانات العاشبة من خلال افتراس الضعفاء والمرضى.

. تعمل عملية الافتراس هذه على تعزيز ظهور أنواع الفرائس القوية، وتمنع الرعي الجائر الذي يمكن أن يؤدي إلى تدهور الموائل.

كيف يمكن حماية الفهود؟

. يمكن للأفراد والمجتمعات دعم الحفاظ على الفهود من خلال التبرع لمنظمات مثل صندوق الحفاظ على الفهود.

. يجب أيضا رفع مستوى الوعي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والدعوة إلى سياسات تحمي موائل الفهود.

. يمكن أيضا المشاركة في مبادرات السياحة البيئية التي تدعم المجتمعات المحلية والحفاظ على البيئة. يحدث ذلك تأثيرا إيجابيا على الفهود.

حقائق عن الفهود

يعد اليوم العالمي للفهود فرصة مثالية لتعزيز فهمنا حول هذه الحيوانات السريعة والرشيقة. وفي السطور التالية، إليك مجموعة حقائق عن الفهد.

. يصل طول أجسام الفهود إلى ما بين 1.1 متر و1.4 متر، بالإضافة إلى ذيل يبلغ طوله من 65 سم إلى 80 سم.

. يتراوح وزن الفهود من 34 كجم إلى 54 كجم. والذكور أثقل وزنا قليلا من الإناث.

. يمكن للفهد أن يسرع من صفر إلى 75 ميل في الساعة في غضون ثلاث ثوان فقط.

. سرعة الفهد القصوى تجعله لا يلمس الأرض بأقدامه إلا كل 6 إلى 7 أمتار.

. يساعد ذيل الفهد العضلي القوي في تحقيق التوازن وتوجيهه بدقة أثناء السرعات العالية.

. بمجرد أن يضع الفهد بصره على فريسته، لا يمكنها الهرب.

. مطاردة الفهد لفريسته تقتصر عادة على الجري لمسافة 200-300 متر. وتستمر أقل من دقيقة.

. يتمتع الفهد بهيكل عظمي خفيف الوزن، وأطراف طويلة، وعمود فقري مرن للغاية.

. تساعد ممرات الأنف والرئتين الكبيرتين في استنشاق الأكسجين بسرعة أثناء الجري بسرعة.

. توفر مخالب الفهود شبه القابلة قدرة عالية على سحب الفريسة وجرها.

. على عكس العديد من الأسود والنمور، غالبا ما يشكل الفهود الذكور تحالفات، تتكون عادة من إخوة من نفس المجموعة. وتتعاون هذه المجموعات في الصيد والدفاع عن الأراضي، مما يعزز فرص بقائها.

. على الجانب الآخر، تميل إناث الفهود إلى العيش بمفردها، إلا عندما تقوم بتربية الأشبال.

. تتواصل الفهود من خلال أصوات مختلفة مثل الخرخرة والهدير. كما تستخدم لغة الجسد، مثل تعابير الوجه ومواضع الذيل، لنقل المشاعر والنوايا إلى الفهود الأخرى.

. تلد الإناث عادة من اثنين إلى ثمانية أشبال في المرة الواحدة. وترضع صغارها في عرين مخفي بين النباتات الطويلة، حتى يبلغوا من العمر من 16 إلى 24 شهرا، ويصبحوا قادرين على الاستقلال.

. لم يتبق الآن سوى 8000 فهد فقط في البرية الأفريقية، في حين كانت أعدادها أعلى بكثير في الماضي.

. تم تصنيف الفهد على أنه معرض للخطر في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.