متابعات- نبض السودان

شهد الميناء البري في العاصمة السودانية الخرطوم، صباح اليوم، لحظة تاريخية بعودة أول بصات السفر إلى ساحته بعد توقف دام قرابة عامين بسبب الحرب الدائرة في البلاد، والتي أدت إلى شلل كامل في حركة النقل البري بين الولايات.

وقد وصلت إلى الميناء أولى البصات السفرية القادمة من ولاية الجزيرة، وسط أجواء من الترقب والحذر، بينما أعرب المواطنون عن فرحتهم بهذه الخطوة التي تعني الكثير على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وتُعد مؤشرًا إيجابيًا على بداية استعادة الخرطوم لعافيتها تدريجيًا.

فرحة المواطنين بعودة البصات… وأمل في عودة الحياة

أظهرت مشاهد مباشرة من الميناء العشرات من المواطنين وهم يهللون لوصول أول بص، بينما سارع عدد من الموظفين والركاب إلى توثيق الحدث الذي وصفوه بـ'لحظة أمل بعد عتمة الحرب'.

وأكد بعض الركاب أن عودة تشغيل الميناء البري من شأنها تسهيل التنقل بين الخرطوم وبقية ولايات البلاد، وإنهاء معاناة السفر عبر الطرق البديلة التي كانت محفوفة بالمخاطر الأمنية.

تحديات تشغيل الميناء وسط الظروف الأمنية

ورغم عودة النشاط الجزئي، فإن مصادر مطلعة أشارت إلى أن تشغيل الميناء البري جاء بعد ترتيبات أمنية محكمة وتنسيق مع الأجهزة النظامية لضمان سلامة الركاب والعاملين، خاصة في ظل التهديدات المستمرة من المليشيات المسلحة.

وأضافت المصادر أن المرحلة الحالية تُعد تجريبية، وسيتم تقييمها أسبوعيًا، تمهيدًا لتوسيع التشغيل في حال استقرار الوضع الأمني ونجاح الرحلات الأولى.

دور شركات النقل الخاصة… ومبادرات وطنية

وبحسب المعلومات المتوفرة، فقد لعبت شركات النقل الخاصة دورًا محوريًا في إعادة تشغيل الميناء، بالتعاون مع غرفة النقل واتحاد أصحاب البصات السفرية. حيث قدمت بعض الشركات مبادرات مجانية لنقل العالقين، في بادرة إنسانية حظيت بإشادة واسعة.

وتشير التوقعات إلى أن الأيام القادمة ستشهد تدفق المزيد من البصات القادمة من ولايات مثل نهر النيل وسنار وكسلا، وسط ترتيبات لإعادة افتتاح جزئي لصالات الحجز والخدمات بالميناء.

الحكومة: عودة الميناء البري خطوة في اتجاه التعافي

من جانبها، رحبت وزارة النقل والبنى التحتية بخطوة إعادة تشغيل الميناء البري، ووصفتها بأنها 'انطلاقة نحو إعادة ربط السودان داخليًا'، مشيرة إلى أن الميناء يُعد شريانًا حيويًا لحركة المواطنين والبضائع.

وأكدت الوزارة في بيان رسمي، أن فرقها الهندسية والإدارية عملت خلال الأسابيع الماضية على إعادة تأهيل المرافق الأساسية وصيانة الأرصفة والبنيات التحتية، تمهيدًا لهذه العودة التدريجية.

تطلعات للمستقبل… وخطط لتوسيع التشغيل

كما كشفت مصادر بالوزارة عن خطة متكاملة لإعادة تشغيل جميع خطوط النقل بين العاصمة والولايات، بما في ذلك خط الخرطوم–بورتسودان، والخط الرابط بين الخرطوم ودارفور، وذلك بمجرد توفر الضمانات الأمنية واستقرار خطوط الإمداد.

وأضافت أن هناك توجهًا لتفعيل الرقابة الإلكترونية على البصات وضبط الحركة عبر نظام تتبع متكامل يهدف لضمان سلامة الرحلات وتفادي المخاطر