اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٣ أيار ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت الساحة الطبية تطورًا لافتًا في مجال مكافحة السمنة، بعدما كشفت دراسة حديثة عن تفوق دواء 'تيرزيباتيد' بشكل ملحوظ على 'سيماغلوتايد'، المعروف تجاريًا باسم 'أوزمبيك'، في تقليل الوزن بنسبة تصل إلى 47%. هذه النتائج تم عرضها مؤخرًا خلال المؤتمر الأوروبي للسمنة لعام 2025، الذي استضافته مدينة مالقة الإسبانية.
دراسة موسعة على مرضى سمنة غير مصابين بالسكري
أجريت الدراسة على 751 مشاركًا يعانون من السمنة دون الإصابة بمرض السكري، وتم تقسيمهم عشوائيًا لتلقي إما 'تيرزيباتيد' أو 'سيماغلوتايد' لمدة 72 أسبوعًا. وأظهرت النتائج أن 'تيرزيباتيد' أسهم في تقليل متوسط وزن الجسم بنسبة 20.2%، مقارنة بـ13.7% فقط لدواء 'سيماغلوتايد'، بفارق نسبي ضخم يُقدّر بـ47%.
نتائج تتفوق على المقاييس التقليدية
ولم يقتصر تفوق 'تيرزيباتيد' على إنقاص الوزن فقط، بل تعداه إلى تقليص محيط الخصر، حيث أظهر المرضى الذين تناولوه انخفاضًا متوسطًا بمقدار 18.4 سم، مقابل 13 سم فقط للذين تلقوا 'سيماغلوتايد'، وهو فارق نسبي بنسبة 42%.
هذا الانخفاض في محيط الخصر يحمل أهمية سريرية كبيرة، خاصة أن كل زيادة بمقدار 5 سم في محيط الخصر ترتبط بارتفاع خطر الوفاة بنسبة تتراوح بين 7 إلى 9%، وفقًا للباحثين.
آلية عمل ثنائية تعزز التأثير العلاجي
أرجع العلماء هذه الفعالية اللافتة لـ'تيرزيباتيد' إلى آلية عمله الفريدة التي تنشط مستقبلين أيضيين في الجسم هما GIP وGLP-1 بشكل متزامن، بينما يعتمد 'سيماغلوتايد' على تنشيط مستقبل GLP-1 فقط. هذا التنشيط الثنائي يُعزز استجابة الجسم لخفض الوزن وتنظيم المؤشرات الأيضية بشكل أكثر كفاءة.
تحسن في المؤشرات القلبية والتمثيل الغذائي
ارتبط استخدام 'تيرزيباتيد' كذلك بتحسن ملموس في مؤشرات القلب والأيض، بما في ذلك انخفاض ضغط الدم، وتحسّن مستويات الدهون والسكر في الدم. كما أظهرت البيانات أن 65% من المرضى الذين استخدموا 'تيرزيباتيد' فقدوا أكثر من 15% من وزنهم الأصلي، مقارنة بـ40% فقط مع 'سيماغلوتايد'.
تنوع سكاني يعكس نتائج واقعية
تميزت الدراسة بشمولها شرائح مجتمعية متنوعة، حيث كان نحو 19% من المشاركين من أصول إفريقية، و26% من أصول لاتينية، مما يعكس الطيف السكاني المتأثر بالسمنة. كما استخدمت الدراسة الجرعات القصوى التي يمكن للمرضى تحملها، ما يضفي على النتائج طابعًا واقعيًا.
قيود البحث والتأكيد على النتائج السابقة
رغم النتائج الواعدة، فإن الدراسة لم تكن 'معمية'، أي أن المشاركين كانوا على علم بنوع الدواء الذي يتناولونه، ما قد يؤثر نفسيًا على النتائج. ومع ذلك، تتفق هذه النتائج مع دراسات سابقة 'معمية' أجريت تحت شروط أكثر صرامة، مما يعزز مصداقيتها.
أفق جديد لعلاج السمنة
تشير هذه النتائج إلى أن 'تيرزيباتيد' قد يُغير قواعد اللعبة في علاج السمنة، ويُوفر أداة فعالة للأطباء للتعامل مع هذه المشكلة الصحية العالمية، خصوصًا أنه لا يستهدف فقط فقدان الوزن، بل يسهم في تحسين شامل للصحة الأيضية.
ويأمل الباحثون في أن تُمهد هذه النتائج الطريق أمام توسيع استخدام 'تيرزيباتيد' في حالات السمنة المعقدة، مع مراقبة مستمرة لتقييم الأمان طويل الأجل وفعالية الدواء عبر شرائح أوسع من المرضى