متابعات – نبض السودان

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، صباح اليوم، حدثًا لافتًا تمثل في عبور قطار السكة الحديد لـ”كبري النيل الأزرق الحديدي” وبلوغه محطة شروني وسط المدينة، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، في خطوة وُصفت بأنها إيذان ببدء استئناف حركة القطارات نحو ولاية الجزيرة جنوبي العاصمة.

رمزية العبور وسط الدمار والانقطاع

يكتسب وصول القطار إلى شروني بعد توقف دام أكثر من عامين رمزية كبيرة، ليس فقط على المستوى الخدمي، بل أيضًا على المستوى النفسي لسكان الخرطوم، الذين اعتادوا سماع صفارات القطارات كجزء من مشهد المدينة اليومي قبل أن تخنقها الحرب، وتُشلّ معظم مظاهر الحياة فيها.

تمهيد لتحرك استراتيجي نحو الجزيرة

ووفق مصادر ميدانية، فإن عبور القطار إلى شروني يمهّد لتحرك قافلة جديدة من القطارات باتجاه ولاية الجزيرة، التي تُعد واحدة من آخر الولايات التي استقبلت أعدادًا كبيرة من النازحين من الخرطوم، وتحولت إلى مركز بديل مؤقت للنشاط الإداري والتجاري.

ويُرجّح أن تكون القطارات التي ستتحرك نحو الجزيرة مخصصة لنقل الإمدادات أو عناصر محددة من القوات النظامية في سياق عمليات إعادة التموضع أو تعزيز خطوط الإمداد، خاصة في ظل اشتداد المواجهات في محاور العاصمة والولايات المجاورة.

إصلاحات طارئة في الخط الحديدي

وأفادت مصادر بقطاع النقل أن العبور تم بعد إنجاز إصلاحات محدودة وعاجلة في مسار السكة الحديد المتضرر بفعل القتال والانهيارات، شملت تقوية بعض الدعامات على الكبري الحديدي، وتفقد جزئي للمسار بين بحري والخرطوم. ولا تزال هناك مناطق كثيرة من الخطوط الحديدية تحتاج لإعادة تأهيل كامل، لكن هذه الخطوة تعد بادرة أولى نحو استئناف تدريجي للحركة.

مؤشرات على تحولات ميدانية

عودة القطار إلى شروني ليست مجرد إنجاز خدمي، بل تعكس كذلك استعادة مؤقتة للسيطرة في هذا الجزء من العاصمة، وتُظهر أن الجيش أو الجهات النظامية المتحالفة معه تعمل على تأمين بعض المنشآت الحيوية. ويُشار إلى أن المنطقة الممتدة بين بحري ووسط الخرطوم كانت ساحة معارك عنيفة خلال الشهور الماضية.

القطار يعيد نبض الخرطوم جزئيًا

على الرغم من أن الحركة كانت تجريبية أو محدودة في نطاقها، إلا أن سكان المناطق المجاورة لمسار القطار عبروا عن فرحتهم لرؤية القطار يعود من جديد، وهو مشهد اعتبروه بمثابة “نبض ميت يعود”، في مدينة فقدت ملامحها كعاصمة حيوية بفعل الدمار والاقتتال الداخلي.