18 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: إعلان وزارة الخارجية الأمريكية عن عودة موظفيها إلى سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل يحمل دلالات سياسية ودبلوماسية عميقة، تعكس تقاطع المصالح الإقليمية والدولية في منطقة مضطربة.

ويشير القرار، الذي جاء بعد انتهاء الصراع القصير بين إيران وإسرائيل، إلى محاولة واشنطن استعادة حضورها الدبلوماسي في العراق، وسط ديناميكيات معقدة تتطلب توازناً دقيقاً بين النفوذ والأمن.

وتأتي العودة بعد قرار الإجلاء في 12 يونيو/حزيران، الذي تزامن مع تصاعد التوترات الإقليمية، مما يعكس حساسية الوضع الأمني في العراق، البلد الذي يُعدّ ساحة لتجاذبات القوى الكبرى.

ومن زاوية تحليلية، يمكن قراءة هذه الخطوة كإشارة إلى انحسار المخاطر المباشرة التي دفعت للإجلاء، لكنها لا تعني بالضرورة استقراراً مستداماً.

ويبقى العراق، بموقعه الجيوسياسي، ساحة للتنافس بين واشنطن وطهران، حيث تُعدّ السفارة الأمريكية رمزاً للنفوذ الغربي.

وتمثل عودة الموظفين  اختباراً لقدرة الحكومة العراقية على ضمان الأمن، خاصة في ظل تأثير الفصائل المسلحة، كما أن توقيت القرار يوحي برغبة أمريكية في إعادة تموضع دبلوماسي سريع لتثبيت الثقة في الحضور الأمريكي، مع إرسال رسالة إلى اللاعبين الإقليميين بأن واشنطن لن تتراجع عن دورها.

وتجعل التحديات الأمنية المستمرة، إلى جانب التوازن الهش بين القوى السياسية العراقية، القرار محفوفاً بالمخاطر. في حين أي تصعيد جديد قد يعيد المشهد إلى نقطة الصفر، مما يستدعي من واشنطن تقييماً دقيقاً للمخاطر مقابل المكاسب.

About Post Author

Admin

See author's posts