الخرطوم – نبض السودان

يشهد السودان ارتفاعًا غير مسبوق في معدلات الاضطرابات النفسية، نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، والتي أثرت بشكل مباشر على الحالة النفسية للمواطنين، وعلى البنية التحتية للمؤسسات الصحية، خاصة تلك المعنية بالصحة العقلية.

وفي هذا السياق، بدأ مستشفى التجاني الماحي للطب النفسي في أم درمان، أكبر مركز متخصص في البلاد، خطوات عملية لإعادة تشغيل العيادات المحوّلة بعد توقف دام قرابة عامين، تشمل التعاقد مع اختصاصيين وإعادة تأهيل المرافق المتضررة.

وقالت الدكتورة مي محمد يوسف، مديرة المستشفى، إن الأضرار التي لحقت بالمستشفى كانت جسيمة نتيجة تمركز مليشيا الدعم السريع بجواره، ما أدى إلى تدمير أجزاء من المبنى واحتراق مرافق حيوية. ورغم ذلك، تم العثور على ملفات المرضى بحالة جيدة، مما ساعد في استعادة بعض الخدمات تدريجيًا.

وسجل المستشفى أكثر من ثلاثة آلاف حالة إدمان بمخدر 'الآيس'، في مؤشر خطير على تفاقم الأزمة النفسية والاجتماعية في البلاد. من جهتها، تعهدت وزارة الصحة بولاية الخرطوم بدعم جهود إعادة التأهيل وتوفير المستلزمات اللازمة لتشغيل المستشفى بالكامل.

وتشير تقارير محلية إلى تزايد حالات التشرد والاضطرابات النفسية في مدن مثل عطبرة ووادي حلفا، وسط غياب التوثيق الرسمي والإحصاءات الطبية، ما يعيق جهود التخطيط الصحي والاستجابة للأزمة.