اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
يظل الشعب السوداني رغم ما ألم به من ويلات الحرب من أكثر شعوب الأرض تسامحا ونبلا وكرما ، فهذه الحرب اللعينة التي أفقرت الناس وشردتهم من ديارهم وحولت الآلاف إلى لاجئين في بقاع الأرض لم تستطع أن تقتل فيهم النخوة ولا المروءة.
منذ اندلاع الحرب لم يتبدل معدن السودانيين الأصيل فالموجودون داخل الوطن فتحوا بيوتهم وقلوبهم للنازحين واستقبلوهم بوجه طلق وكرم فياض تشهد على ذلك التكايا والبيوت العامرة التي آوت المظلومين والفارين من بطش مليشيا الجنجويد القتلة الذين امتهنوا القتل والسحل والاغتصاب وارتكبوا ما تقشعر له الأبدان.
لكن بعد سقوط مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور في أيدي المغتصبين بدأت موجات نزوح واسعة نحو الولاية الشمالية وبالأخص مدينة الدبة باعتبارها الأقرب جغرافيا والأكثر أمناً، هؤلاء الفارون جاءوا يحملون في أعينهم صور المأساة التي شاهدوها ويبحثون عن ملاذ آمن يضمهم بعد أن ضاقت بهم الأرض بما رحبت.
غير أن هذه الحركة الواسعة رغم طابعها الإنساني تستوجب أعلى درجات الحذر الأمني واليقظة التامة، فالمليشيا المتمردة التي أحرقت القرى واعتدت على النساء والأطفال ليست بعيدة عن أساليب المكر والخداع وقد دأبت منذ تمردها على محاولة التسلل إلى الولايات الشمالية عبر مرتزقة وعناصر مندسة تنفذ أجندة دنيئة لإشاعة الفوضى وزعزعة الأمن.
وما الفيديو الأخير الذي بثته منتمية لهذه المليشيا وفيه تهديد سافر لأهل الشمالية ودعوة لمرتزقتها بالاعتداء على نسائها إلا دليل على نواياها الخبيثة غير أن تلك الدعوات ستتحطم بإذن الله على صخرة صمود أبناء الولاية، الذين عرفوا عبر التاريخ بأنهم حراس الديار وحماة الأرض والعرض.
لذلك فإن الحذر واجب واليقظة فرض لا تهاون فيه ، فعلى الأجهزة الأمنية في الولاية الشمالية أن تفتح أعينها جيدا وأن تحكم التدقيق في هوية الوافدين والنازحين وتتحرى بدقة خلفيات القادمين مع موجات النزوح. فالمندسون قد يختبئون وسط الأبرياء بحثا عن ثغرة أمنية صغيرة تتحول إلى شرارة انفجار كبير.
كما يجب على لجنة أمن الولاية وواليها اتخاذ إجراءات واضحة تشمل حصر النازحين في مناطق محددة وتوفير الخدمات الأساسية لهم مع متابعة دقيقة للحركة والأنشطة داخل تلك المناطق فالحكمة تقتضي أن نمد أيدينا بالعون والإغاثة لكن بعيون يقظة لا تنام.
إننا جميعا نعلم أن الهدف الأسمى هو حفظ الأرواح والأمن والاستقرار مع تقديم الدعم الإنساني لمن هجروا قسرا من أرضهم. غير أن العاطفة وحدها لا تكفي فالأمن هو السياج الذي يحمي الجميع من غدر المجرمين وتربص المتآمرين.
لن تكون الشمالية ساحة للمليشيا ولا مرتزقتها ولن تدنس أرضها الطاهرة بأقدام الغزاة،
فاليقظة اليوم واجبة لأنها خط الدفاع الأول عن الوطن بأسره.
ولنا عودة
5نوفمبر2025م


























